صدى نيوز - للشهر السادس على التوالي، تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث يواصل الجيش الروسي ضرب مواقع القوات والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتحرير أراضي دونباس.

وتقع محطة زاباروجيا جنوب أوكرانيا، حيث تدور معارك طاحنة في مواقع عدة بعدما أطلقت القوات الأوكرانية هجوما معاكسا لاستعادة مناطق خسرتها جراء الحرب التي أطلقتها روسيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.

وأعلنت السلطات الموالية لروسيا -اليوم- سقوط قتلى وجرحى في قصف للجيش الأوكراني على مبنى سكني في مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا.

وكانت أوكرانيا قد أعلنت قبل أيام أنها اخترقت خطوط القوات الروسية في أماكن عدة قرب خيرسون، لكن موسكو تقول إن الهجوم الأوكراني أخفق.

وفي جبهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن القوات الأوكرانية لا تزال تحاول التقدم قرب ميكولايف لكنها تعاني من "خسائر ثقيلة".

من جانب آخر، قالت وزارة الدفاع البريطانية، في تحديث استخباري، إن القتال العنيف مستمر جنوب أوكرانيا، بما في ذلك قصف وقع بالقرب من محطة زاباروجيا في منطقة إنرغودار.

وأشارت الوزارة إلى مناورات "فوستوك" (الشرق) التي أطلقتها روسيا في الأول من سبتمبر/أيلول الجاري وتستمر حتى الخامس من الشهر نفسه، قائلة إن من المستبعد أن يشارك فيها أكثر من 15 ألف جندي هذا العام، رغم إعلان موسكو مشاركة 50 ألف جندي.

وأضافت وزارة الدفاع البريطانية أن "أداء روسيا العسكري في أوكرانيا بيّن أن المناورات الإستراتيجية الروسية، مثل فوستوك، قد أخفقت في دعم قدرة الجيش على إجراء عمليات واسعة ومعقدة".

من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال إن روسيا تشكل خطرا على أوروبا بأكملها، ولا بد من تغيير فلسفة الدعم العسكري لبلاده، إذ يتعين إمدادها بدبابات قتالية حديثة.

وأضاف شميغال أن كييف تتوقع الحصول على دبابات "أبرامز" من الولايات المتحدة ودبابات "ليبارد 2" من ألمانيا بشكل مباشر.

يواصل عدد من أفراد البعثة الدولية مهمتهم في محطة زاباروجيا النووية جنوب أوكرانيا اليوم الجمعة، بعدما أعلن رئيس البعثة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أمس إنجاز المرحلة الأولى.

وأوضحت الشركة الأوكرانية الحكومية المشغلة للمحطة -التي تقع تحت سيطرة القوات الروسية- أن غروسي وبعض أعضاء الفريق غادروا باتجاه مناطق السيطرة الأوكرانية، لكن 5 مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقوا في المحطة.

غير أن سلطات زاباروجيا الموالية لروسيا قالت لاحقا إن 8 مفتشين من البعثة الدولية يواصلون العمل في المحطة النووية.

من جهته، قال مبعوث روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا لوكالة "ريا نوفوستي" للأنباء إن اثنين من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيبقيان في محطة زاباروجيا بصفة دائمة.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مفتشيها سيقيّمون الأضرار المادية في منشآت المحطة النووية، ويتحققون من عمل أنظمة الأمن والسلامة، ويبحثون حالة طاقم تشغيل المحطة.

وصرح غروسي بأن البعثة ستصدر تقريرا بما توصلت إليه في مهمتها، كما أكد أن الوكالة ستسعى لتعيين بعثة دائمة في المحطة.

وتسيطر القوات الروسية منذ مارس/آذار الماضي على محطة زاباروجيا التي توصف بأنها أكبر منشأة نووية في أوروبا.

وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات منذ أسابيع بقصف موقع المحطة على نحو أثار مخاوف من حدوث كارثة نووية.

"إرهاب نووي"

قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن قصف أوكرانيا محطة زاباروجيا يثير خطر وقوع كارثة نووية في أوروبا، متهما كييف بارتكاب "إرهاب نووي".

ورفض شويغو الاتهامات الأوكرانية والغربية بعسكرة المحطة، وقال في تصريحات نشرتها وزارة الدفاع اليوم "ليس لدينا أسلحة ثقيلة في منطقة محطة الطاقة النووية أو المناطق المحيطة بها. آمل أن تقتنع بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك".

وأضاف أنه، خلال الأسابيع الستة الماضية، أطلقت أوكرانيا 120 قذيفة مدفعية وشنت 16 هجوما بطائرات مسيرة، واصفا تلك الهجمات بأنها "كاميكازي" وهو لفظ يطلق على الهجمات الانتحارية نسبة لهجمات الطيارين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية.

وذكر شويغو أن بلاده تتوقع عرض نتائج زيارة بعثة وكالة الطاقة الذرية لمحطة زاباروجيا على المجتمع الدولي.

ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن مصدر في مجلس الأمن الدولي قوله إن روسيا طلبت عقد جلسة خاصة للمجلس الثلاثاء المقبل بشأن الوضع بمحطة زاباروجيا.

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمة عبر الفيديو خلال منتدى أمبروسيتي للأعمال في إيطاليا "لقد فعلنا كل شيء لضمان وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زاباروجيا وأعتقد أن هذه البعثة ربما لا يزال لها دور".

لكنه تابع قائلا "للأسف لم نسمع الشيء الرئيسي من الوكالة، وهو دعوة روسيا لإخراج السلاح من المحطة".

وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية في وقت سابق اليوم إنه لم يُسمح للبعثة بدخول مركز الأزمات في المحطة -وهو مكان تمركز القوات الروسية وفقا لما تقوله كييف- وأضافت أن البعثة ستجد صعوبة في إجراء تقييم محايد للوضع.