- التربية: هذا أمر سيادي ولن نحذف أي شيء بمس سيادتنا
- الحذف تم قبل عامين، وهذه الأسباب
- الاتحاد الأوروبي كان طالب إجراء تعديلات على المنهاج الفلسطيني ورفضته التربية
خاص صدى نيوز- حصلت وكالة صدى نيوز على نسختين لكتاب الرياضيات للصف الحادي عشر الأدبي، إحداها قديمة والأخرى بدأت طباعتها منذ عامين، تبين من خلالها قيام وزارة التربية والتعليم بحذف نص تحدث عن مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل التي ارتكبها متطرف إسرائيلي في 25 شباط عام 1994، وخلفت عشرات الشهداء والجرحى.
ومجزرة الحرم الإبراهيمي نفذها باروخ جولدشتاين، فجر يوم الجمعة 15 رمضان عام 1414 هـ الموافق 25 شباط 1994، حيث أطلق النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، وقد استشهد 29 مصلياً وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
لكن، ما سبب حذف هذا الجزء من مادة الرياضيات، وهل مورست ضغوط على التربية والتعليم من جهات مانحة لتقوم بهذا الأمر؟
رئيس مركز المناهج السابق في وزارة التربية والتعليم ثروت زيد قال في حديث خاص لـ صدى نيوز إن الحذف لهذه الجزئية كان قبل عامين وليس له علاقة بأي ضغوطات أو بالاتحاد الأوروبي.
وأضاف: كتبنا في المنهاج الدراسي جميعها تتحدث عن الشهداء، ونحن نجري تعديلات دورية على المنهاج وآخر تعديل كان من عامين.
وعن سبب الحذف، قال زيد: هذا التعديل لم يأت بناء على طلب الاتحاد الأوروبي، فمن يريد أن يحذف كلمة شهيد من كتاب يحذفها كذلك من كافة الكتب، وبخصوص مجزرة الحرم الإبراهيمي موجودة في كتاب التاريخ للصف العاشر، عند معلم الاجتماعيات وليس معلم الرياضيات.
وتابع: عندما جاء المختصون والخبراء قالوا في هذه المسألة الرياضية إهانة للشهداء، عندما تعتبر الشهيد رقم وتقول عنه (س) يعني مجهول، هذا شيء لا أقبله أنا على نفسي ولا يوجد أي معلم رياضيات قبل بذلك، وتمس بقدسية وشرف الشهادة.
وأشار إلى أن المسألة الرياضية تقول بأن المجزرة راح ضحيتها 180 مصليا ما بين شهيد وجريح، وعليه لا يجد أن نساوي بين الشهداء والجرحى وعليه وجب التعديل.
وأكد رئيس مركز المناهج السابق في وزارة التربية والتعليم أن تمويل المناهج الفلسطينية يتم من دافع الضريبة الفلسطينية، و"حتى الآن لم نستطيع تسديد أجور ومكافآت للمؤلفين من 2016 حتى 2022، لأنه لدينا مشكلة مالية والكتب مبنية جميعها على الثوابت الوطنية والشهداء والجرحى والقدس عاصمة فلسطين والأسرى وحق العودة، ولا يوجد منهاج فلسطيني إلا عن الشهداء وعن القدس عاصمة فلسطين".
وأوضح لـ صدى نيوز أن وزارة التربية والتعليم لم تحذف أي شيء من المنهاج المدرسي بناء على طلب الاتحاد الأوروبي ولن تحذف، مضيفا: لم نأخذ أي شيكل لا من الاتحاد الأوروبي ولا من المانحين، فقط من الضرائب الفلسطينية، لذلك لا يوجد أي أحد يستطيع أن يفرض علينا ماذا نكتب، ولا يجوز أن نعتبر الشهداء عبارة عن أرقام.
وتابع رئيس مركز المناهج السابق في وزارة التربية والتعليم: من يحاول أن يضرب على وتر أننا حذفنا الشهداء من المناهج، نقول له كل المشكلة التي حدثت بخصوص الشهيدة دلال المغربي، البلجيك أوقف دعمه وبقيت دلال المغربي قصتها كما هي موجودة بكتاب الصف الخامس، وغيرها من المجازر مثل مجزرة دير ياسين وبالتفاصيل.
وأكد زيد في حديث لـ صدى نيوز أن المنهاج الفلسطيني أمر سيادي لا يسمح المساس به.
وقال رئيس مركز المناهج السابق في وزارة التربية والتعليم، حديث خاص لوكالة صدى نيوز، في رده على مطالب الأوروبيين بإجراء تعديلات وتغييرات على المنهاج الدراسي الفلسطيني: "بجملة واحدة هذا يتعلق بالثوابت الوطنية الفلسطينية".
وأوضح زيد، أنه بالنسبة لمطالب الأوروبيين، "الموضوع ليس كلمات، هم (الأوروبيون) يتحدثون عن شيء له علاقة بالرواية الوطنية الفلسطينية مقابل الخرافة الصهيونية ويتحدثون عن كل ما له علاقة بحق العودة واللاجئين والقرى المدمرة، بأن هذا يثير بعض النعرات أو يعزز مفهوم الإرهاب عند الأطفال، وكل ما يتعلق بأن القدس عاصمة فلسطين، هذا بالنسبة لهم عبارة أن القدس ليست عاصمة فلسطين بقدر ما هي مدينة مقدسة، هذه كلها ادعاءات إسرائيلية، أيضاً ما يتحدث عن الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين وأن هذا يثير العنف والكراهية ولا يعني التسامح".
وأضاف زيد: "هناك أمور تتعلق بالرموز الوطنية والشهداء كأبو عمار فهو سيد الشهداء (الفلسطينيين)، فهو (المسؤول الأوروبي) عندما يتحدث عن دلال المغربي فالشهداء بالنسبة لهم قصة كبيرة، وعندما نتحدث عن الاحتلال عادة نقول الاحتلال والسلطة القائمة بالاحتلال ونقول الاحتلال الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي كل واحدة لها موضعها حسب الحقبة التاريخية، متى ممكن أن يكون احتلالا إسرائيليا ومتى يمكن أن يكون السلطة القائمة بالاحتلال، ويعتبرون أنه يجب الاعتراف في مناهجنا بإسرائيل وبالخارطة الفلسطينية إذا نضعها (داخل المنهاج) نضع إسرائيل".
وتابع رئيس مركز المناهج السابق في وزارة التربية والتعليم في حديث لوكالة صدى نيوز، "من حقنا أن نختار المنهاج المناسب لأبنائنا، إضافة إلى أنه في كل الأعراف الدولية والقانون والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتحدثوا بشكل واضح عن الحق في التعليم بحرية وكرامة، ومجانية التعليم والقانون الإنساني الدولي يفرض على السلطة القائمة بالاحتلال أنها توفر التعليم والتسهيلات المناسبة لأبناء الأراضي المحتلة، التعليم الذي يرونه مناسباً وينسجم مع بيئتهم".
وشدد زيد على "حقنا في التعليم، وحقنا في المنهاج، وما نريد أن نتحدث عنه بسياق فلسطيني حقنا، وليس حق إنسان آخر، ومن حقنا أن نعلم أولادنا ثقافتنا، قيمنا، أخلاقنا، ديننا، والثوابت الموجودة عندنا أن فلسطين هي فلسطين هذا كان ردنا، وردنا واضح".
وبين أن الممارسات التي تقوم بها السلطة القائمة بالاحتلال هي المنهاج الذي لن يمحى من ذاكرة أي طفل، والمنهاج الحقيقي هو الذي يتم تعلمه (للأطفال) في السياق الموجودين فيه، والسياق الموجودين فيه بكل حياتنا هو سياق احتلالي.
وتتمحور المطالبات الأوروبية بخصوص تعديل المنهاج الفلسطيني على عدد من الأمور، من بينها الاعتراض على وجود خارطة فلسطين التاريخية في المناهج، وعلى صور الشهيدة دلال المغربي والرئيس الراحل ياسر عرفات، والحديث عن قيمة الجهاد، وعن المدن الفلسطينية المحتلة بالداخل مثل حيفا ويافا وعكا، إضافةً إلى إلغاء أي أنشطة تتعلق بيوم الأسير الفلسطيني داخل المناهج، واستبدال عبارة (القدس عاصمة فلسطين)، بعبارة (القدس مدينة الديانات السماوية)، وإلغاء خريطة فلسطين التاريخية واستبدالها بصور جبال وتلال، وإلغاء أي صور لجدار الفصل العنصري.