صدى نيوز - من المتوقع أن يصل غداً الخميس آموس هوكشتاين، الوسيط الأمريكي لشؤون أمن الطاقة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حاملاً معه الرد الاسرائيلي بخصوص مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.

وكان من المفترض أن يصل هوكشتاين إلى لبنان من أسبوعين حاملاً رد تل أبيب، إلا أن الوسيط الأمريكي لم يحصل على جواب واضح أو نهائي من الجانب الإسرائيلي.

وسيحمل هوكشتاين معه من إسرائيل أفكاراً ومقترحات سيعرضها للنقاش مع الجانب اللبناني، بعدها سيتم تحديد مواعيد لجلسات التفاوض غير المباشر في منطقة الناقورة جنوب لبنان لتوقيع الاتفاق.

التصعيد وارد
بالمقابل، وعلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية، يستعد كل من حزب الله وإسرائيل لاحتمالية التصعيد العسكري، فيما بدأت المناورات العسكرية الإسرائيلية يوم الأحد الماضي، وتستمر حتى مساء اليوم الأربعاء.

وكشفت مصادر دبلوماسية أن حزب الله سحب كتائب من مقاتليه من سوريا، لا سيما من منطقة دير الزور وبعض المناطق المتاخمة لمدينة دمشق، وجرى نقلهم إلى منطقة البقاع الغربي وجنوب لبنان.

وأضاف المصدر نفسه أن حزب الله منع العديد من الكوادر العسكرية والأمنية من مغادرة مواقعهم ومراكزهم، طالباً منهم إلغاء حجهم إلى العراق، والذي يكون بمناسبة أربعينية الحسين في كربلاء.

ويشير مصدر أمني لبناني رفيع إلى أن التصعيد العسكري المحدود يمكن أن يحدث في حالة عدم التوصل إلى اتفاق، ومن الممكن حصول ضربات متفرقة ضد أهداف محددة مسبقاً، وحزب الله يمكنه لعب الورقة العسكرية لتحسين شروط لبنان في المفاوضات.

وفي هذا الإطار يؤكد المصدر أن لدى كل الأطراف الأمنية اللبنانية معلومات تشير إلى أن حزب الله حدَّد عدداً من الأهداف الإسرائيلية، منها الوحدة العائمة Energean Power، وحقل كاريش؛ وذلك لتهديد الشركات العاملة هناك ودفعها للانسحاب.

بالتوازي، يشير المصدر ذاته إلى أن إسرائيل ستقصف عشرين مركزاً عسكرياً لحزب الله، بالإضافة لمواقع إطلاق طائرات بدون طيار، وبعض مواقع إطلاق الصواريخ الدقيقة إيرانية الصنع.

من باريس ثم الشرق الأوسط
ومن المنتظر أن يصل الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، إلى العاصمة الفرنسية باريس، وذلك في إطار تحركاته الدولية للتوصل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

وكشف مصدر حكومي لبناني أن هوكشتاين سيتوجه أمس الثلاثاء 7 سبتمبر/أيلول إلى باريس لعقد اجتماعات مع مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الأمن القومي، ولقاء مع إدارة شركة "توتال"، لبحث دور فرنسا والشركة النفطية في تذليل العقبات من أمام اتفاق سريع.

ويؤكد المصدر أن إدارة الشركة الفرنسية عادت وأكدت في رسائل غير معلنة أنها مستعدة للعودة إلى المنطقة فور الإعلان عن اتفاق، بالإضافة لقيام واشنطن بإعطاء ضمانات بعدم حصول أي تصعيد عسكري من الجانبين.

ويؤكد المصدر الحكومي أن الفرنسيين نقلوا هذا الكلام لمسؤولين لبنانيين، على رأسهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون.

وفي إطار متصل، يعتقد المحلل السياسي ربيع دندشلي بأن ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل يحتاج إلى مزيد من المفاوضات، والزيارة التي سيجريها المبعوث الأمريكي تهدف لتحديد مسودة للاتفاق والتوصل لخطوط عريضة.

 ويؤكد المحلل اللبناني أن المسؤولين في إسرائيل يشددون على ضرورة تأجيل توقيع الاتفاق وإنجازه إلى ما بعد انتخابات الكنيست والتي تشهد تنافساً حاداً بين الأحزاب الإسرائيلية.

الحزب يحدد سقفه 
سياسياً، يشير مصدر مقرب من حزب الله إلى أن محاولة الجانب الإسرائيلي تأخير التوصل لاتفاق في ملف ترسيم الحدود إلى ما بعد انتخابات الكنيست قد تؤدي إلى مشكلة أكبر.

وأضاف المتحدث أنه على المستوى السياسي اللبناني إذا ما انتهت ولاية الرئيس ميشال عون الرئاسية نهاية أكتوبر/تشرين الأول القادم، قد يكون متعذراً على الوسطاء الدوليين إيجاد جهة لبنانية تمتلك صلاحيات دستورية لتوقيع اتفاقيتي الترسيم والتنقيب والاستخراج.

وحول ما يشاع حول مطالبة إسرائيل بتعويضات مالية من استخراج لبنان الغاز من حقل قانا، يؤكد المصدر أن لبنان وحزب الله غير معنيين بفكرة التعويض المالي، وليسا مسؤولين عن أي تعهد يمكن أن يحصل عليه الجانب الأمريكي من الفرنسيين أو القطريين بتقديم تعويضات مالية لإسرائيل عما تعتبره حصتها من حقل قانا، وأن بنود الاتفاق الموقع بين لبنان وشركة توتال لن تعدل تحت أي ظرف وتحت أي ضغط.

ويختم المصدر أن حزب الله لن يمنح أي جهة كانت أي ضمانات في حال واصلت إسرائيل التنقيب والاعتداء على حقوق لبنان، وأن المهلة الزمنية التي وضعتها ليست مدتها مفتوحة، وأن قيادته لم تقرر بعد خطوتها التالية.

 

المصدر: عربي بوست