تتحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الجريمة البشعة التي ادت الى اغتيال الشهيدة الاعلامية شرين ابو عاقلة والتي كانت ضحية مباشرة لإرهاب دولة الاحتلال المنظم كونها تتصرف بعقلية العصابات وهي ضحية لسياسة ازدواجية المعايير الدولية والصمت المريب للمحكمة الجنائية الدولية ولا بد من المنظمات الدولية وخصوصا المنظمات الصحفية والحقوقية والإنسانية المختصة سرعة التحرك لرفع القضية امام المحاكم الدولية وفي مقدمتها الجنائية الدولية .
ارادت بل وعملت حكومة الاحتلال خلال الفترة الماضية على تنصلها من المسؤولية عن هذه الجريمة عبر تشكيلها للجان المختلفة والتي تحول من خلالها عدم اعترافها بارتكاب الجريمة وتنكرها لوقوعها وترك تحقيق نشر نتائجه مؤخرا الباب مفتوحا على مسرعيه لاحتمال قيام جنود جيش الاحتلال بإطلاق الرصاص عن طريق الخطاء كما وصفه التقرير الاسرائيلي الذي بحث في جريمة اغتيال الشهيدة ابو عقلة، وتبقى هذه الجريمة المركبة والتي تعد امتدادا لجرائم الاعدامات الميدانية المتواصلة ضد الصحفيين بشكل خاص محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة وللتغطية على جرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني وهي ترجمة لتعليمات المستوى السياسي الاسرائيلي الذي حول جنود جيشهم الى مجرد آلات متحركة لقتل الفلسطينيين واستباحة حياتهم وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم .
وطالما واصلت حكومة الاحتلال السماح لجنود جيشها باستهداف الإعلاميين في فلسطين ومن بينهم الإعلامية المعروفة شيرين والتي تعرضت كثيراً للمخاطر والاعتداء على سلامتها واليوم تنضم الى جموع شهداء حراس الحقيقة الذين قضوا وهم يدافعون عن فلسطين ويكشفون جرائم الاحتلال المجرم، واستشهاد الزميلة أبو عاقلة لن يثني الاعلاميين الفلسطينيين عن مواصلة نضالهم فهم يكتبون بالدم من اجل فلسطين وفضح هذا الاحتلال الذي ما زال يراهن على الإفلات من العقاب .
ونستغرب استمرار التزوير وقلب الحقائق من قبل وسائل الاعلام ولجان التحقيق الاسرائيلية التي تتعامل مع الجريمة بشكل مسيس ولا تعبر عن اى محتوى اخلاقي وتدعم رواية الاحتلال ليأتي الدور للجان التحقيق التابعة لجيش الاحتلال والذي يصر على عدم الاعتراف بالمسؤولية عن هذه الجريمة الواضحة المعالم والتي ارتكبها جيش الاحتلال ليتساوق هذا الموقف مع نفس دور حكومة الاحتلال في ظل ما شاهده العالم من مشاهد بشعة للجريمة وبرغم من التحقيقات الاعلامية الدولية ورصد الوقائع بالأدلة القاطعة لتأتي متطابقة مع نتائج التحقيق الفلسطيني والذي اشرفت عليه النيابة العامة الفلسطينية فما زالت حكومة الاحتلال تتنصل من تحمل مسؤولياتها تجاه جريمة الاغتيال .
قوات جيش الاحتلال وهيئة اركانه يريدون التستر على تلك الجريمة البشعة ويعملون على التعتيم عن الحقيقة والتستر على جرائمهم لذلك يمارس جيش الاحتلال الكذب والخداع ليغتال الحقيقة مرتين بالرغم من ان حدث الاغتيال للصحافية ابو عقلة كان واضحا وان جميع الادلة موجه ضد الاحتلال وإنها تحاكم قاده جيشه وجميع من ارتكب هذه الجريمة حيث يدرك الاحتلال جيداً الدور الهام الذي تلعبه وسائل الإعلام في نقل الحقيقة للعالم وفضحها للانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها قواته .
لا يمكن طي ملف اغتيال الاعلامية شرين ابو عاقلة وتلفيق القضية وإغلاق الملف باعتذار سطحى عبر ناطق اعلامي اسرائيلي ويجب الاستمرار في محاكمة من قام بارتكاب هذه الجريمة والتحرك الدولي والعمل على فتح تحقيق محايد ومستقل وشفاف تحت إشراف المحكمة الجنائية الدولية للوقوف على الجريمة وضرورة إطلاق حملة دولية لمحاسبة مجرمي الحرب وذلك لمنع إفلات الجناة من العقاب .