صدى نيوز - قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن قسم من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أوصوا بتعزيز التنسيق الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية، ودعوا إلى تقييد اقتحامات قوات الاحتلال إلى مناطق فلسطينية مكتظة فقط لمواجهة إنذارات بشأن تنفيذ عمليات، والامتناع عن احتكاك عنيف، واعتبروا أن هذه الخطوة الأهم من أجل تعزيز الأجهزة الفلسطينية وعملها.

وأضافت الصحيفة أن "مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي يعترفون بأنه بالنسبة لإسرائيل لا يوجد بديل حقيقي لعمل أجهزة (أمن) السلطة في الضفة"، وأنه توجد إمكانيتين مركزيتين: "مساعدة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على استعادة المسؤولية الأمنية في مدن شمال الضفة، أو الوقوف على الحياد ومشاهدة السلطة تنهار، وهذا يتطلب من إسرائيل الدخول إلى الفراغ الحاصل".

وبحسب المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، فإن "ضعف أجهزة الأمن الفلسطينية ليس نابعا من أداء التنظيمات المسلحة فقط، وإنما من تدهور زاحف في أداء السلطة الفلسطينية بتأثير من تعامل إسرائيل معها"، إذ تعمدت إسرائيل، منذ نهاية الانتفاضة الثانية، تجميد العملية السياسية مع السلطة.

وبحسب الصحيفة، فإن سجالا دائرا داخل جهاز الأمن الإسرائيلي حول ما إذا كان يجب الاستمرار بالحملات العسكرية في شمال الضفة. ويعتقد قسم من المسؤولين الأمنيين أنه "لا مفر من عملية عسكرية واسعة في منطقة جنين خصوصا، وعلى ما يبدو قبل انتخابات الكنيست، في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل".

ويعتقد قسم آخر من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، وفقا للصحيفة، أن "إسرائيل تساهم في تصعيد التوتر بإصرارها على مواصلة حملات الاعتقال ليليا".

وتعالت خلال مداولات القيادة الأمنية الإسرائيلية توصيات تدعو إلى إفساح حيّز عمل لأجهزة الأمن الفلسطينية وتشجيعها على تنفيذ عمليات في شمال الضفة، لكن هذه التوصيات لم تتجاوز قوالب الممارسات الإسرائيلية والسعي إلى ترسيخ الانقسام الفلسطيني الداخلي.

فقد دعت هذه التوصيات إلى منح أجهزة الأمن الفلسطينية حيز عمل تحت مزاعم أن "السلطة الفلسطينية أيضا تنظر إلى حماس والجهاد الإسلامي على أنهما عدوتين أساسيتين لها".

وقالت الصحيفة: "أي أن إسرائيل تريد أن يكون تعامل السلطة الفلسطينية مع هاتين الحركتين مثل تعامل إسرائيل معهما".

أضافت الصحيفة أن "إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة بحثت مؤخرا في خطوات ترمي إلى تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وجرى مؤخرا تدريب عسكري للأجهزة الفلسطينية في الأردن بإرشاد أميركي، وأن إسرائيل لا ترفض المصادقة على نقل أسلحة وذخيرة أخرى إلى الأجهزة الفلسطينية، بهدف تعزيز قوتها ضد المجموعات المسلحة الفلسطينية. كذلك تعالت فكرة تشكيل قوة فلسطينية خاصة، مدربة ومسلحة أكثر، ليتم إرسالها إلى مواجهة ناشطين مسلحين من حماس والجهاد". وفقا لما صرحت به هآرتس العبرية. 

وفي سياق آخر، توقع رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون هاليفا، أن تتجه الأوضاع في الضفة الغربية إلى التصعيد وأن تتفاقم حدتها.

ورجح هاليفا - كما نقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية العامة الناطقة بالعربية - أن يستمر الهدوء في قطاع غزة لفترة طويلة قد تستمر 5 سنوات، في ظل وجود مصالح مشتركة من قبل حماس وإسرائيل بذلك.

وقال خلال كلمته في مؤتمر رايخمان: "لا يكفي عدم انضمام حماس للمواجهة إلى جانب الجهاد الإسلامي، بل يتوجب عليها منع مثل هذه المواجهات مستقبلاً".

وبشان الضفة قال إن "حدوث انتفاضة ثالثة شعبية واسعة وعنيفة سيناريو محتمل للغاية، ولكن ليس بعد، وسوف تتزامن مع معركة الخلافة على الرئاسة بعد عباس، ونحن بحاجة إلى التنبيه والاستعداد لها الآن".
 
وأضاف: "ما نراه الآن في الوقت الحالي هي مظاهر انفجار التوتر الكبير الذي يكمن تحت السطح، ويجب ألا نعتقد أن المشكلة موجودة في مكان واحد فقط في الضفة الغربية، نحن نبحث دائمًا عن نقطة واحدة مفادها أننا إذا هاجمنا فسوف نقرر، لكن الوضع في الضفة ليس كذلك، فلا يوجد مركز ثقل، ولا توجد عاصمة للإرهاب، هناك عدة عواصم للإرهاب"، وفق زعمه.
 
وأشار إلى أن الجيل الفلسطيني الناشيء الجديد هو الأخطر بالنسبة لإسرائيل، حيث يمارسون مقاومة عنيفة ويتم تشغيلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكل هذا يخلق أجواء متفجرة للغاية بحيث يمكنهم بسهولة الضغط على الزناد.