صدى نيوز- أعلنت حركة (حماس)، مساء اليوم الجمعة، أن خطاب الرئيس محمود عباس الذي ألقاه أمام الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حمل نبرة استجداء وكان الأولى به أن يعلن استراتيجية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، في تصريح خاص لوكالة صدى نيوز تعقيباً على خطاب الرئيس عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "أولاً خطاب رئيس السلطة محمود عباس لا ينسجم مع ثورة شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال".
واضاف قاسم، أن "الرئيس أعلن خطاب الاستجداء للاحتلال والأطراف الدولية ولم يعكس حقيقة أن شعبنا يقاتل من أجل قضية عادلة".
وشدد على انه "كان أولى بالرئيس أن يعلن انحيازه لخيار شعبنا ووقف العمل بالاتفاقات مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني".
وأوضح قاسم أنه كان "يفترض من أمام المنظمة الدولية أن يعلن الرئيس عن استراتيجية مقاومة حقيقية للاحتلال بدل من اعطاء المهل المتتالية".
أما الكاتب والمحلل السياسي، رامي مهداوي، اعتبر أن خطاب الرئيس عباس أمام الجمعية العام، بأنه "هو خطاب كامل ومرافعة فلسطينية شملت جميع اطياف المشهد الفلسطيني من الشهداء والاسرى واللاجئين والقدس، من الكنائس من المسجد الاقصى، ومن الانتهاكات من المستوطنين وما يتم في خفايا الاجندات السياسية الإسرائيلية".
واضاف مهداوي، في حديث لوكالة صدى نيوز، أن الخطاب من قبل الرئيس عباس هو مرافعة وطنية بامتياز وضعت العديد من الخطوط العريضة للسياسية الفلسطينية وأيضاً قام بتعرية الاحتلال الإسرائيلي بأعلى سدة أممية وهي الأمم المتحدة، بحيث قال لهم ما الحل؟، وقام بتعرية الأمم المتحدة بقوله إن هناك أكثر من 700 قرار تم اصداره ولم ينفذ قرار واحد.
وأكد مهداوي، أنه بهذا الشمولية وضع الرئيس أولا المجتمع الدولي بالتزاماته التي يجب أن ينفذها، وثانياً تعرية الاحتلال وثالثاً اشاد بصمود الشعب الفلسطيني بكل اطيافه ومكوناته ورابعاً وهذه هي القضية الأساسية بأنه رد على التصريحات الإسرائيلية والأمريكية بخصوص حل الدولتين بأنه يريد الفعل والعمل ووقف الانتهاكات بشكل أساسي.
ورأى مهداوي، أنه بهذا المنظور الخطاب عبارة عن مرافعة فلسطينية من قائد وطني مميز بخبرته وحنكته السياسية، مستدلاً برفعه العديد من الصور للدلالة ما بين الكلمة والصورة والحقيقة، وهذا ما جعل عدم وجود الجانب الإسرائيلي يحضر اللقاء خوفاً من هذه التعرية الكاملة في هذا الجانب فكان الوفد الإسرائيلي غير متواجد في قاعة الأمم المتحدة.
وشدد على أن الرئيس قام بتعرية الاحتلال الإسرائيلي في موضوع العدوان على قطاع غزة ورفعه صور أطفالنا الشهداء وتساءل أمام المجتمع الدولي هل هؤلاء هم من يقودون القذائف وغير ذلك؟، وهذا يؤدي إلى تعرية رواية الاحتلال الإسرائيلي، وطرح العديد من الرمزية سواء من خلال الشهيد شرين أبو عاقلة أو الأسير ناصر أبو حميد.
ونوه مهداوي إلى أنه بعد عودة الرئيس من الأمم المتحدة إلى أرض الوطن، سيكون عدد من الخطوات الداخلية داخل المؤسسة الفلسطينية على صعيد السلطة الوطنية الفلسطينية، وعلى صعيد عملي مع عدد من الدول وسياسات مختلفة، وخصوصاً بأنه طالب إسرائيل وبريطانيا وأمريكا بالاعتذار عن الجريمة التاريخية، هذا من جانب، ومن جانب آخر صرح بشكل واضخ بأنه يرفض التدخلات الخارجية في القرار الفلسطيني".
ولفت مهداوي، إلى أن الرئيس عباس تحدث عن الأمل، وسيكون مع الأمل بالعمل، وهذا ما اتوقع أن يقوم به، بخطوات أساسية في هذا الجانب، مشيراً إلى أن الخطاب لاقى اعجاب عالي المستوى وانعكاسه على صعيد وسائل التواصل الاجتماعي، "الآن الجميع يقف تعظيم سلام لهذه الكلمة المهمة المرافعة الأساسية وخصوصاً في ظل اجواء واحباط داخلي كان بحاجة إلى مثل هذه الكلمة المهمة في التوقيت الصحيح".