المؤسسات الدولية وعلى راسها مجلس الامن والجمعية العامة اتخذت عشرات القرارات بشأن فلسطين لكنها وقفت عاجزة على تنفيذها وكأن إسرائيل فوق القانون الدولي.
خطاب لبيد رئيس الوزراء الاسرائيلي مليء بالافتراءات بل كله كذب ومتناقض مع ما تقوم به إسرائيل على الارض من استيطان وقتل واجتياحات وبكل وضوح قالها اكثر من مسؤول في حكومة الاحتلال ان أوسلو ماتت وانه لا وجود لدولة فلسطينية في منطقة الضفة الغربية و بلغتهم (يهودا والسامرة) ستبقى تحت سيطرة اسرائيل ، اي انه صرح انه يؤمن بحل الدولتين وكأنه يُلمح لاقامة دولة فلسطينية في المريخ ، فهل كلامه بموضوع ايمانه بحل الدولتين ينسجم مع استمرار الاستيطان وتهويد القدس و العبث في مناهج التعليم للفلسطينيين بل وتزويرها وفتح الشوراع ومصادرة الاراضي واقتلاع الأشجار، وهل قوله انه يؤمن بحل الدولتين و استدرك ان الدولة التي يدعمها العالم ونصت عليها الاتفاقيات ستكون دولة ارهاب خطرة على إسرائيل والعالم بمعنى انه يرفض وجود دولة فلسطينية.
خطاب لبيد موجه للعالم ودول التطبيع العربية حيث ركز ان إسرائيل التي ارتكبت اكثر من 50 مجزره هي دولة سلام ويعلم علم اليقين ان جرائمه محمية امريكيا و ان الحضور في الجمعية العامة من معظم الدول سيسمعونها ويغادرون دون ان يكون لهم حتى تدقيق بكذبه ، وهذا الخطاب كما وصفه القادة الاسرائيلين لا يمثل الموقف الرسمي الاسرائيلي وهو فقط سيكون العالم و للتأثير على الشعوب التي ترفض التطبيع والشعوب لدول العالم الاخرى ، هذه الشعوب للاسف تهتم باقتصادها و التي لا تُكلف نفسها لمتابعة حتى الجرائم اليومية التي يتم توثيقها ضد الشعب الفلسطيني.
خطاب الرئيس أبو مازن ركز على الحقائق و على القرارات الدولية التي تم اتخاذها بخصوص القضية الفلسطينية وعلى جرائم الاحتلال والمذابح التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني واعطى حقائق بممارسة إسرائيل لتغير الواقع على الارض من حيث تدمير القرى والاستيطان لقتل حل الدولتين ، بل وعرى العجز الدولي وعجز الامم المتحدة والكيل بمكيالين عندما يتعلق الامر بإسرائيل وذكر قضية اعدام 67 طفل في غزة في الحرب الاخيرة على غزة و رفع صورهم الموثقة في معظم صحف العالم وذكر جريمة اعدام الصحفية الفلسطينية شرين ابو عاقلة والتي تحمل الجنسية الامريكية وتحدى أمريكا أن تحاكم من قتلها كما تفعل مع كل المجرمين بحق مواطنيها من كل دول العالم، واضاف جريمة اغلاق المؤسسات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان والتي دمرتها واغلقتها إسرائيل امام اعين العالم دون اي نقد او حراك دولي لمحاسبة إسرائيل، وذكر جريمة حرمان ام اسير يقاوم الاحتلال و هو في حالة موت سريري من وداعه و رفع صورة الاسير ناصر ابو حميد الذي يعاني من الاصابة بمرض السرطان، مستهجنا عدم وحود اي جهد دولي في هذه القضية الإنسانية البحتة و التي لا تشكل اي خطر على هذا الاحتلال.
ابو مازن استعرض جرائم الاحتلال ضد المقدسات و منع الحرية الدينية، و قال إن اسرائيل دولة ابارتهايد وعنصرية ضد كل من هم ليسوا صهاينة وهذا ينطبق على الفلسطينين داخل ما تسمى إسرائيل او من يعيشوا في الضفة وكيفية دعم جرائم المستوطنين ضد السكان الفلسطينين بل فضح العنصرية ضد المسلمين و المسيحين وحتى اليهود (ناتوري كارتا).
المطلوب الان بعد ان اعلن الرئيس بوضوح اعدام اسرائيل لاتفاقية اوسلو وحل الدولتين وضع برنامج لتنفيذ ما صرح به على الارض بالتركيز على الضغط دوليا واقليميا لالزام إسرائيل بتنفيذ القرار الدولي رقم 181 قرار التقسيم والذي ينص صراحة ان الاعتراف بوجود إسرائيل مقترن بالاعتراف بدلة فلسطين وسحب الاعتراف بإسرائيل وفق ذلك و وفق تنصلها من اتفاقية اوسلو و حل الدولتين، اجراء انتخابات عامة بالاشتباك مع الاحتلال في كل اراضي دولة فلسطين وفق القرار 181 وعلى راسها القدس، تحقيق الوحدة الوطنية و اقناع كل الفصائل بالمشاركة لوضع برنامج سياسي ونضالي يوحد الجميع ضد الاحتلال، نشاط اقليمي عربي اسلامي لوقف عجلة التطبيع قبل تحقيق المطالب الفلسطينية، اعادة النظر في التحالفات الدولية واستقطاب الدول المؤثرة و الكبيرة لصالح دعم القضية الفلسطينية وخاصة سياسة الكيل بمكيالين التي تجلت بوضوح في قضية الحرب الروسية الاوكرانية.
مطلوب تطبيق قرارات المجلس المركزي وفق اعلان الرئيس دون تأجيل وسحب الاعتراف بإسرائيل والغاء دائرة المفاوضات ولجنة التواصل مع الجانب الاسرائيلي و وقف التنسيق الامني.
اصبح واضحا ومن خلال ما اعلنه الرئيس في خطابة ان امريكا وبريطانيا شركاء في جريمة احتلال فلسطين وان مجلس الامن والجمعية العامة لن تُحرك ساكنا، وبالتالي على القيادة ان تذهب باتجاه خيارات تجعل امريكا وإسرائيل تطلب الحوار مع منظمة التحرير مثل انتفاضة ثالثة مدروسة الوسائل والاليات المقبولة دوليا واقليما وقابلة للاستمرار في حرب شعبية طويلة الامد مكلفة للاحتلال وتساهم في وقف الاستيطان بل مهم ان تساهم في طرد المستوطنين.
نقول ان خطاب الحقيقة الفلسطيني وخطاب الكذب الاسرائيلي سيان امام عجز العالم والمؤسسات الدولية لكن خطاب الحقيقة مؤثر وقوي على الشعوب الحرة طال الزمان ام قَصُر وسيرسخ لمرحلة جديدة قادمة تقلب الطاولة لصالح الشعب المظلوم حتى ينتصر و محاكمة جريئة للمؤسسات الدولية و سياسة الكيل بمكيالين.