خاص صدى نيوز: لا تزال جامعة بيرزيت تعيش أزمة تعليمية، بعد شهر على تعليق الدوام من قبل نقابة العاملين فيها، احتجاجا على عدم تلبية مطالبهم من قبل ادارة الجامعة، وسط مبادرات عديدة من قبل جهات رسمية وأهلية، دون ان تفضي إلى حل حتى الآن، ليبقى السؤال الأهم: إلى أين تتجه أزمة جامعة بيرزيت؟
ميعاري: متواصلون بخطواتنا الاحتجاجية وننتظر أي حل يُحقق مطالبنا
رئيس نقابة العاملين في جامعة بيرزيت د.لينا ميعاري أكدت في حديث لـ"صدى نيوز" على مواصلة الخطوات النضالية والاحتجاجية من قبل نقابة العاملين حتى تحقيق مطالبها.
وقالت ميعاري: "نحن منفتحون على الحوار مع إدارة الجامعة ومجلس الأمناء، وننتظر أي حل قادر على تحقيق مطالبنا، لن نساوم على هذه المطالب سنحاول ايجاد الصيغة لتحقيقها، لكننا مستمرون حتى تحقيق هذه المطالب، وهناك العديد من المباردات لكن لا جديد ولا شيئ عملي، المعتصمون والمضربون عن الطعام لا يزالون في الجامعة، هناك أيضا اعضاء في الهيئة العامة يحاولون الدخول للجامعة لكنها مغلقة بقرار من مجلس امناء الجامعة".
وأضافت "التوصل الى حل لهذه الأزمة ممكن لأن مطالبنا بسيطة وبالإمكان التعامل معها والاستجابة لها، نحن نعتقد اذا كانت هناك إرداة من قبل إدارة الجامعة بالإمكان الوصول إلى حل".
وتابعت "هناك مبادرتان، أطلقتهما وزارتا العمل، والتعليم العالي، وهناك مبادرات أخرى كثيرة من المجتمع الأهلي وغيرها من الجهات، نحن نظرنا في كافة هذه المبادرات، وتعامُلنا مع أية مبادرة يستند إلى تحقيقها لحقوقنا، وبالتالي نحن تفاعلنا مع مبادرة وزارة التلعيم العالي وأبدينا ملاحظاتنا على الصيغة الأولى، لتكون قادرة على تحقيق حقوقنا، لكن لم يصلنا حتى الآن الصيغة النهائية منها".
واوضحت رئيس نقابة العاملين في جامعة بيرزيت "هناك قضايا وبنود مهمة يجب ان تتضمنها هذه المبادرة لكي نتجاوب معها، لذا طلبنا اجراء تعديلات على عدد من البنود التي تضمنها هذه المبادرة من بينها ما يتعلق بإضافة نسبة 15% على الراتب الأساسي، اضافة الى تعديل بند حول وقف كافة اشكال الاضراب، لكن لا شيء واضح حتى الآن، هناك الكثير من المبادرات، نحن ننتظر شيئاً واضحأً لنعلن عنه".
ميعاري: التلميح بتسييس النضال النقابي في "بيرزيت" محاولة لتشويه الحقيقة
وقالت إن التلميح بتسييس النضال النقابي في جامعة بيرزيت، هو محاولة لتشويه الحقيقة.
واضافت "قضية تسييس بمعنى انه يتم استخدام هذا النضال النقابي الذي ينخرط به كافة العاملين بالجامعة، هذا لا اساس له من الصحة، هذا نضال نقابي حقوقي بحت، فالحقيقة أن الهيئة الإدارية للنقابة تضم كافة توجهات الطيف السياسي والوطني، وهي هيئة منتخبة من كافة العاملين وتقوم على تمثيلهم والحفاظ على مصالحهم وحقوقهم الجمعية".
ميعاري: نحمل إدارة الجامعة مسؤولية تعليق الدوام
وحملت د. لينا ميعاري ادارة جامعة بيرزيت مسؤولية تعليق الداوم وتداعيات ذلك على الطلبة، مشيرة الى حق الطلبة في انتظام الدوام والعودة لمقاعد الدراسة.
وقالت "نحن لم نسعى للوصول الى هذا الحال ولم نصل الى نقطة تعليق الدوام الا عندما استنفذنا كافة السبل واجراء حوار لمدة عام كامل، لذا نحمل ادارة الجامعة مسؤولية هذا التعطيل وتداعياته".
مطالب نقابة العاملين في جامعة بيرزيت
وفي هذا الصدد، قالت ميعاري ان مطالب نقابة العاملين في الجامعة، تتمثل بتطبيق اتفاق الكادر لعام 2016 بإضافة نسبة 15% على الراتب الأساسي والذي تصر الإدارة على إبقائها مبلغاً مقطوعًا، الأمر الذي يحرم العاملين الحقوق المترتبة على الاتفاق بما فيها تلك المرتبطة بزيادة الراتب التقاعدي، وصندوق التوفير للعاملين، ونسبة غلاء المعيشة.
واضافت: "تطالب النقابة أيضاً بالتزام تطبيق التوافقات التي تتعلق بالتأمين الصحي للعاملين، وتحويل فَرق سعر الدينار المقتطع من مساهمة الموظفين للتأمين الصحي، وعدم المس بالأمن الوظيفي للموظفين من خلال عقود مجحفة تلتف على قانون العمل للتخلص من موظفين يعملون في الجامعة سنوات طويلة بدوام كاملٍ، وكذلك الاستجابة للمطالب التي تتعلق بالقضايا الأكاديمية، والتي تضمنتها مراسلات عديدة خلال العام والأعوام الفائتة، بما فيها الأعداد المتزايدة للطلبة في الشُعب بخلاف توصيات مجالس الدوائر، والبدل المنصف للعمل الإضافي للأكاديميين المتفرغين وغير المتفرغين، وتطوير البيئة التعليمية وتجهيز الغرف الصفية ومكاتب العاملين".
كما تطالب الهيئة بتطبيق مبادئ الشفافية والمحاسبة والتشاركية والإنصاف وعدم التمييز، وإعطاء العاملين حقوقهم، والكف عن سياسة التوفير المالي على حساب الحقوق والجودة الأكاديمية.
يذكر أن النقابة أعلنت عن نزاع عمل بتاريخ 21 حزيران 2022، قبل بداية الفصل الصيفي، وتلا ذلك جملة من الإجراءات النقابية التدريجية، إلى أن تم الإعلان عن تعليق الدوام بشكل كامل، بدءاً من يوم السبت 27 آب 2022، أما بتاريخ 19 أكتوبر من الشهر الجاري فتطور الإضراب إلى إضراب عن الطعام داخل الحرم الجامعي.
مجلس الطلبة: نطالب كافة الاطراف بتحمل مسؤولياتها وحل الأزمة
طالب مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت، ادارة الجامعة بالوقوف عند مسؤولياتها، والقيام بمعالجة الأزمة وحلها، والسير بخطىً إيجباية في سبيل تحقيق حقوق الاساتذة وعودة العملية التعليمية لطبيعتها.
وقال المجلس في بيان له "نطالب ادارة الجامعة ونقابة العاملين والموظفين التحلي بروح الحل، وإننا نريد الإفضل لبيرزيت وأن تبقى كما عهدناها رائدة في العمل النقابي والجانب العلمي الثقافي على مستوى الوطن بأكمله، وإن جزءاً كبيراً من قيمة الحل وفعاليته، تكمن في الوقت مما يساهم في تدارك تبعات الإضراب وتخفيفها على الطالب، الذي يعتبر المتضرر الأول والأكبر، آملين أن تنتهي هذه الأزمة سريعاً، وأن ، نعود إلى مقاعد دراستنا في أسرع وقت".
وحاولت صدى نيوز التواصل مع نائب رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت د. ممدوح العكر للحديث معه حول آخر تطورات الأزمة التعليمية في جامعة بيرزيت إلا أنه لم يُجب على اتصالاتنا.
مجلس أمناء جامعة بيرزيت: ملتزمون باتفاق الكادر وندعو للحوار
وكان رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت حنا ناصر أكد أن مجلس الجامعة التزم بتطبيق التفاهمات التي تم التوصل لها مع نقابة الأساتذة والموظفين حول "اتفاقية الكادر" التي وقعت في جامعة الخليل عام 2016.
وقال ناصر في مؤتمر صحفي، الثلاثاء الماضي، إن مجلس الأمناء وبعد مراجعة نصوص الاتفاقات الموقعة في أعقاب نزاع العمل الذي أعلنته النقابة، تأكد أن مجلس الجامعة أوفى بجميع التزاماته بموجبها.
وأضاف: "اطلع مجلس الأمناء على كافة الوثائق وتبين أن الجامعة ملتزمة منذ توقيع الاتفاقية في 8 شباط/ فبراير 2016 بما يترتب عليها، وتصرف للأساتذة والموظفين الرواتب والمخصصات وفقا لما نصت عليه الاتفاقية".
وشدد، كذلك، على أن مجلس أمناء جامعة بيرزيت ملتزم أيضا بما جاء في محضر اجتماع وقع مع نقابة الأساتذة والموظفين في 8 آذار/ مارس، في أعقاب اجتماعات خصصت لبحث آليات تفسير اتفاقية الكادر.
الجدير ذكره أن مجلس أمناء جامعة بيرزيت قرر الاثنين الماضي، الموافقة على توصية رئيس الجامعة بتعليق العمل في الجامعة بالكامل لفترة أسبوع، يبدأ من اليوم الثلاثاء، ويشمل إخلاءً تاما للحرم الجامعي، "حماية للجميع، وبهدف إتاحة الفرصة لإنهاء الأزمة من خلال الحوار الهادف والبناء، وللتجاوب مع المبادرات المختلفة التي تقدّمت بها هيئات مسؤولة رسمية وأهلية للوصول إلى حل جذري ومنصف للجميع".
وجاء في بيان المجلس، "إن القرار اتخذ على ضوء الظروف الاستثنائية التي تمر بها الجامعة، والتصعيد الخطير في إجراءات الهيئة الإدارية لنقابة العاملين، وما وصلت إليه الأمور من تهجم على اجتماع مجلس الجامعة، واستنادا إلى المادة 48 من القانون العام للجامعة".