صدى نيوز - كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الجمعة، عن وجود خلافات وتباين في الموقف والآراء بشأن استخدام الطائرات بدون طيار ضد الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية خاصة في ظل التوتر الأمني في جنين و نابلس .
وبحسب الصحيفة، فإن هناك "شخص ما" حرص على التسريب وإطلاع القنوات المتلفزة، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أعطى الضوء الأخضر لقواته بتنفيذ إجراءات مضادة موجهة من الجو في الضفة الغربية، وذلك لأول مرة باستخدام الطائرات بدون طيار الهجومية، فيما علق ناطق عسكري أن القرار يتعلق فقط بإزالة تهديد عاجل عند الحاجة، لكن لا توجد سياسة جديدة.
ووفقًا للصحيفة، فإن إدخال الطائرات بدون طيار إلى الضفة الغربية تحول إلى أمر مثير للجدل داخل الجيش الإسرائيلي، مشيرةً إلى أن هناك ضباط لا يرون ضرورة لشن ضربات جوية هناك، ويخشى البعض أنهم سيحققون نتائج معاكسة، منها التردد تدريجيًا في استخدام قوات بعمق الضفة الغربية، وستتحول كل عملية دخول/ اقتحام إلى مخيم للاجئين عملية استخباراتية خاصة، وهو ما سيمنح المنظمات الفلسطينية والخلايا المسلحة المختلفة على مزيد من الحرية للعمل.
وبينت الصحيفة، أن استخدام تلك الطائرات تحول أيضًا في الآونة الأخيرة لقضية سياسية ساخنة نسبيًا، بعد حادثتين قتل فيهما ضابط وجندي في تبادل لإطلاق نار مع فلسطينيين، واستغل اليمين ذلك وحول القضية لأرض خصبة للنقاش الشعبوي، بهدف إلحاق ضرر فعلين هدفين سهلين، أولهما الحكومة التي يتهمها بتجاهل أمن الجنود، والثاني القيادة العسكرية العليا التي على ما يبدو لا تصمد أمام إملاءات السياسيين.
وتشير الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي عمليًا أوقف الضرات الجوية في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، بعد أن كان استخدم طائرات الهليكوبتر وحتى الطائرات الحربية لمحاولات اغتيال مطلوبين، لكنه ركز عمل الطائرات المسيرة المسلحة بشكل أساسي في قطاع غزة .
وقالت إن المنطق العملي وراء هذه السياسة كان بسيطًا يتمثل أن الاعتقال أفضل من الاغتيال، لأنه يمكن استجواب المطلوبين والحصول منهم على معلومات استخباراتية حول هجمات محتملة، في حين أن الاغتيال من مسافة بعيدة عبر الطائرات له صلة فقط بالمناطق التي لا يستطيع فيها الجيش الإسرائيلي العمل بحرية وسيضطر إلى تعريض قواته للخطر.
وتشير إلى أنه في عام 2005 مع قرب نهاية انتفاضة الأقصى، أنهى غادي آيزنكوت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، فترة ولايته حينها كقائد لفرقة، وحينها قدم وثيقة كتب فيها إن قدرة الجيش الإسرائيلي والشاباك على مفاجأة الشخص المطلوب في منزله، في مخيم جنين أو البلدة القديمة من نابلس، هي بالضبط ما يثبت ردع إسرائيل للإرهاب - وفق وصفه - وأنه منذ اللحظة التي استعادت فيها إسرائيل السيطرة الأمنية العملية على الأرض، لم تعد هناك حاجة لاغتيالات جوية، ويمكن أن يكون ذلك كحل أخير في حالة عدم وجود أي خيار آخر.
وتقول الصحيفة: "يبدو أن هناك شيء ما تغير مؤخرًا، أكثر من الوضع على الأرض، يتعلق بمنظور رئيس الأركان كوخافي، والذي هو على وشك إنهاء ولايته في غضون ثلاثة أشهر بالضبط في 1 يناير/ كانون الثاني، وهو يعمل الآن على تحديد إرثه، وفي ظل هذه الظروف يقوم بخطوات ذات طابع سياسي، مثل رحلته الأخيرة إلى بولندا وفرنسا، ويمكن اعتبار هذه التسريبات (قرار استخدام الطائرات) التي لم يتضح مصدرها على أنها من الجناح اليميني للحكومة .. المراسلون في القنوات المتلفزة التي أوردت النبأ لا يتحدثون عن هذه الأشياء بصراحة، لكن المشاهدين والقراء سيفهمون بالفعل المعنى الضمني بأنفسهم: رئيس الأركان المتشدد، والمستوى السياسي الأقل تشددًا".
ولفتت الصحيفة، إلى أن قرار استخدام هذه الطائرات سيكون متروك للحكومة باعتبار المسألة سياسية وليس لكوخافي سلطة كاملة للتحكم بالقرار لوحده، مشيرةً إلى أن ما نشر حول استخدامها تبدو وكأنها بيانات بلا غطاء وبدون سلطة، وتنم عن سياسة خارجية لكوخافي بشكل أساسي أكثر منه عملياتي.
وتقول الصحيفة، إن كوخافي مستعد لاستثمار كل ما هو مطلوب لوقف موجة "الإرهاب" بالضفة، ولم يستبعد أن يرسل كتائب نظامية واحتياطية أخرى من أجل ذلك، كما ظهر في فيديو يتحدث لضباطه فيه عن ذلك خلال تقييم أمني.
وتشير إلى أن الجيش الإسرائيلي بالفعل يبذل جهودًا كبيرة ونجح في الغالب بمنع هجمات على الطرق الاستيطانية وحتى داخل مناطق الخط الأخضر، لكن الفيديو الذي نشر لكوخافي منذ أيام خلال جلسة التقييم المذكورة تنم عن أنه جزء من ممارسة سياسية، لكنها أيضًا جزء من المعركة الدائرة في مناطق الضفة الغربية وحالة الغليان هناك، خاصة بعد ما حصل في جنين صباح الأربعاء.
وتقول الصحيفة، إن تلك الأحداث المتصاعدة رغم أن الحكومة الإسرائيلية لا تبحث عن عملية عسكرية كبيرة في جنين قبل الانتخابات، لكن استمرار هذه الأحداث قد يجرها إلى هناك، مشيرةً في ذات الوقت إلى إمكانية انتقال هذا التوتر إلى القدس في ظل الأعياد اليهودية وما أسمته بـ "تحريض" حماس التي تصب الزيت باستمرار على النار، على أمل أن تشعل الأوضاع، وتورط إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وفق الصحيفة.