خرم إبرة
اسمح لي أن أخاطبك مخاطبة الطالب لأستاذه، اسمح لي أن أضع تجربتي في فضاء ما تعلمته منك شخصياً ومن أبو لغد وبرامكي وقسيس وكل أساتذتي الذين أنحني لهم احتراماً وأفتخر بأني أحد أبناء معهد العلم المفدى جامعة الشهداء، إرث كمال ناصر وغسان كنفاني ومن لا يعرف معنى هذا الإرث عليه قراءة التاريخ بينهما!!
أستاذي، أتذكر جيداً أول لقاء بيننا في جامعة بيرزيت وحديثي معك حول معنى أن تكون طالبا في هذه الجامعة، أتذكر كيف تركت مقعدك كرئيس للجامعة وصعدت على المنصة في وسط الجامعة تحتضن وتُقبل رؤوس أبناء حركتي فتح وحماس من أجل الوحدة الوطنية.
إذاً، هي بيرزيت أولاً وأخيراً أستاذي، هي قصة وطن، قصة شعب من رفح إلى بيت لحم إلى طولكرم إلى حيفا وأم الفحم إلى الخليل والناصرة إلى غزة وخان يونس إلى المخيم والقرية، وبعيداً عن هذه الرومانسية الوطنية هي أنتم أستاذي الفاضل وعائلتكم الممتدة الكريمة التي صنعتم من خلالنا وصنعنا من خلالكم خارطة فلسطينية بامتياز.
لتاريخكم المُشرف، وما تعلمته في جامعتي، اسمح لي أن أتحدث لك بلغة الفرق بين النظرية والتطبيق، أن أقول لك ما لا يقولون من منهم حولك، أن أقول ما لا تريد أن تسمعه، أن أتحدث لك بلغة التغيير والتطوير، بلغة حاجة الشارع للتغيير؛ وكيف لا يكون التغيير من جامعة بيرزيت!! لغة التوقيت في زمن نحن والوطن بحاجة إلى حكمتكم للبناء والتحرير.
يكفي إبر التخدير، نريد لجامعتنا أن تستنهض إدارتها وأدواتها وألا تبيع عقولها لآبار النفط والرأسمالية والخصخصة التي أفرغت عقول أبنائنا من العلم والمفاهيم الابتكارية. الموضوع أكبر بكثير من حقوق العاملين والمُعلمين والطلبة، آن الأوان للجامعة أن تتقدم ليس في البناء والتوسع بقدر ما عليها أن تفتح آفاقا جديدة للاستثمار وخلق جسور وروابط عالمية.
آن الأوان للنظر إلى النوعية وليس الكمية، آن الأوان لتغيير سياسات لم ولن تُلبي حاجة الواقع داخل وخارج أسوار الجامعة، بيرزيت لن تكون كما كانت دون تغيير في مُركباتها الإدارية والفنية وتوسيع أفق هيئاتها التطويرية.
أين الحكمة فيما يحدث؟ علينا النظر لمسافات بعيدة وخطوات جديدة، فما يحدث في جامعتي لهو انعكاس لما يحدث في وطني! ونحن، أستاذي، في انتظار التغيير التنموي الإيجابي من قلم وورقة وعقل حضرتكم!!