صدى نيوز - كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" نقلا عن مصادر مطلعة أن السعودية وروسيا وأعضاء آخرين في "أوبك +" يخططون للإعلان عن تخفيضات كبيرة في كميات إنتاج النفط، في خطوة اعتبرت تحدياً للولايات المتحدة التي تطلب من منتجي النفط رفع كمياتهم للتعويض عن نقص الإمداد المفروض على روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن حجم خفض الإنتاج لم يتم الاتفاق عليه بعد، في حين أن روسيا والسعودية تصران على تخفيضات تتراوح بين مليون ومليوني برميل يومياً أو أكثر، وستتم عملية التخفيض على مراحل تمتد لعدة أشهر.
وقال مصدر مطلع على المباحثات إن التخفيضات ستأتي وفقا لمستوى الإنتاج الحالي، وليس وفقا لمستوى الحصة.
وقال محللون كما تابعت صدى نيوز إن هذه الخطوة من المحتمل أن تؤدي إلى اتخاذ إجراءات أمريكية مضادة. وأضافوا: "من المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى رد أمريكي جوابي، بما في ذلك استخدام كميات إضافية من النفط من احتياطي النفط الاستراتيجي للبلاد".
من جانبه، قال رعد القادري، المحلل في مجموعة أوراسيا: "هذه ليست المملكة العربية السعودية القديمة، وربما كانت الولايات المتحدة بطيئة بعض الشيء أو غير راغبة في الاعتراف بذلك في مسائل الطاقة".
كما أضاف: "إذا كانوا يريدون سعراً أعلى للنفط، فقد أشاروا بوضوح إلى أنهم سيواصلون ذلك، حتى لو أدى ذلك إلى رد فعل متبادل من الولايات المتحدة".
من المحتمل أن يكون لمثل هذا التخفيض تأثير كبير على الأسعار، التي تراجعت خلال الصيف في حافز للفرص الانتخابية للديمقراطيين للرئيس جو بايدن في الانتخابات النصفية الأمريكية الشهر المقبل.
لا تزال الأسعار مرتفعة بالمعايير التاريخية، ومع احتمال أن يتضح خفض كبير للإنتاج، ارتفع خام برنت، المعيار الدولي، فوق 90 دولاراً للبرميل الثلاثاء – بزيادة 7% منذ عطلة نهاية الأسبوع.
وتأتي التوترات بين المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، والولايات المتحدة، أكبر مستهلك في العالم، في الوقت الذي يحذر فيه المحللون من تعمق حرب الطاقة العالمية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكثفت كل من الرياض وموسكو سعيهما لخفض الإنتاج لوقف انخفاض أسعار النفط، التي تراجعت من حوالي 120 دولاراً للبرميل في أوائل يونيو/حزيران – وهو انخفاض أضر بإيرادات الدولة الروسية.
وتريد الولايات المتحدة تقييد عائدات النفط الروسية لتجريد جيشها من التمويل، مما يجعل التعاون السعودي المستمر مع موسكو مصدر توتر بين الرياض والبيت الأبيض.