نشرت وزارة الصحة الفلسطينية وثيقة رسمية موضحة أعداد الشهداء، أعمارهم وتفاصيل انتماءاتهم الجغرافية، منذ بداية عام ٢٠٢٢، حتى ١٠/٥ ، حيث وصل عدد الشهداء الفلسطينيين ١٦٠ شهيدا من أرجاء الضفة وقطاع غزة، وفي الأيام الثلاثة الأخيرة ارتفع العدد إلى ١٦٤ شهيدا، الغالبية العظمى من فئة الشباب، أو بالتحديد في العشرينات من العمر. الإعدامات الميدانية مستمرة وممارسات دولة الاحتلال مبتكرة وعنصرية، وما يحصل كل يوم يعيد لأذهاننا حقيقة أننا شعب تحت الاحتلال.
التناقضات كثيرة، فنحن شعب يحب الحياة ونحلم بالاستقرار لدرجة أننا أقنعنا أنفسنا بتحدي الاحتلال وها نحن نبني ونعمر وندرس وننشىء المؤسسات ونستثمر في أماكن الترفيه المختلفة من ألعاب وكتب إلى الموسيقى والرياضة والتعليم، نعم نحن شعب يستحق الحياة ونستمر وتملؤنا الإيجابية والأمل، إلا اننا جميعاً شعرنا بشيء من الإحباط في هذه الأيام، مع الأسى والحزن المتكرر في كل بيت وما يتبعه من اضرابات تجارية تشل اي أمل في التقدم في التطور الطبيعي للانسان الفلسطيني تحت الاحتلال، نضيف لذلك ما نواجهه من خذلان وسياسات مزدوجة المعايير من جميع الاطراف، هنا نطرح بعض الأسئلة لعلنا نستخلص العبر من الإجابات:
ما يحصل على مدار العام، هو استهداف للكرامة الانسانية وهو استفزاز بالدرجة الاولى للمنظومة السيادية، ألم ينجح رؤساء وزراء الاحتلال بتدمير صورة السلطة في عيون الشعب؟
ألا يكسب الاسرائيلي رضى الرأي العام للمستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين؟ ألم يتحدّ لابيد غريمه نتنياهو من خلال الاستعراض والفتك العسكري بالشعب الفلسطيني؟
نتيجة ذلك كله، من الطبيعي أن يمتعض ويغضب الشعب، ولكن ليس من المقبول أبداً إثارة الشغب الداخلي، ولا تخريب المحال وتكسير السيارات والإساءة للممتلكات العامة، مرفوض التمادي على المصلحة العامة.
وهنا نتساءل، ألا يمكن لمنظمة التحرير استغلال هذه الأوضاع لخدمة المصلحة الوطنية؟ ألا يمكن للسلطة كسب شيء بسيط من الرأي العام؟ ألم يحن الوقت لنتوحد أمام إرهاب دولة الاحتلال المنظم؟
حان الوقت ليتواجد رجال الأمن الفلسطينيين لحماية بيت من الهدم ولحماية امرأة يقبع ابناؤها في سجون الاحتلال، مكان رجالات الأمن الفلسطيني في الصفوف الأولى للدفاع عن الشعب الفلسطيني وممتلكاته، هذا هو الموقف الطبيعي أمام غطرسة واقتحامات وجرائم دولة الاحتلال.
المُطّلع على الاتفاقيات وعلى إحداثيات التنسيق الأمني والتزامات السلطة، يجب ان يدرك عدم احترام حكومة الاحتلال لأي من هذه الاتفاقيات، وعدم التزام المجتمع الدولي وفقدان الأمل بأن يتم تطبيق القانون الدولي ضد اسرائيل ومع تزايد استخفاف إسرائيل بالمنظومة الدولية، يدعوني كل ذلك لطرح هذه الأسئلة، أنا لا أحرض على المواجهة العسكرية هنا ولا أنادي لاستعمال السلاح لشن الحرب على اسرائيل ولكنني أؤكد أنه وعندما تعتدي قوات الاحتلال الإسرائيلي وتجتاح المدن وتتمادى على المواطنين وتؤرق ليلنا وتحاصر مئات القوات والأسلحة بيتا فلسطينيا ويرتعب الأطفال وتُلغى الأعياد، فلن يختلف اثنان على ضرورة توفير الحماية للشعب الذي يتعرض للعدوان من ماكينة الاحتلال، طالما نادينا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتوفير هذه الحماية لشعبنا الأعزل.
في ظل عدم الاستجابة، واستمرار ارتكاب الجرائم بحق شعبنا، ألم يحن الوقت لتوفير الحماية لأنفسنا بأنفسنا؟