صدى نيوز - علقت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية على تصاعد حدة العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين في الآونة الأخيرة وسط مطالبات إسرائيلية بإطلاق ما يسمى عملية "سور واقي 2" بالضفة على غرار العملية العسكرية التي أطلقتها عام 2002 والتي سمتها "السور الواقي"، بقولها: "يرى البعض أن الوقت قد حان من أجل عملية السور الواقي، هؤلاء ننصحهم بالتفكير مرة أخرى، الاحتكاك المتصاعد يودي بالعديد من الضحايا، وهذا يؤجج النار، وهذا لا يردع ويقلل من موجة التيك توك فحسب، بل في الواقع يزيدها ويحمل في طياته خطرًا أن ينضم إليها غالبية الفلسطينيين في الضفة ومن ثم يتحول الأمر لانتفاضة".

وأضافت الصحيفة: "في المنظومة الأمنية يميلون إلى إلقاء اللوم على الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، والادعاء أن الاعتماد على نشاطهم كأمل في الحل هو وهم خطير لا ينبغي التمسك به، الأجهزة الأمنية قادرة بالفعل على العمل فقط كمكمل لبنية تحتية لـ "لجيش الإسرائيلي" فعالة ورادعة (في الأيام الأخيرة زادت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من نشاطها – وهو أمر مرحب به في حد ذاته ولكنه ليس كافياً)". وفقاً لتعبير الصحيفة.

وقالت: "على عكس التصعيد السابق في الضفة الغربية، فإن إغراق المنطقة بالجنود من الخدمة النظامية والاحتياط لا يهدئ أو يقلل من دافع الشباب الفلسطيني للعمل. بل على العكس من ذلك". 

وأضافت: "ومع ذلك، هناك بعض الحقيقة في القول بأنه لو أوقف الجيش الإسرائيلي عملية (كاسر الأمواج) وقرر عدم القيام باقتحام المخيمات والمدن الفلسطينية للقيام بعمليات الاعتقال الليلية، فمن المرجح أن لا يلقي المسلحون الذين اكتسبوا تجربة في المواجهات مع قوات الجيش الإسرائيلي أسلحتهم بل كانوا سيخرجون لمواجهة الجيش في الأماكن التي يتواجد فيها، على المعابر، ونقاط الحراسة ونقاط التفتيش، كما رأينا ليلة السبت في عملية شعفاط، لذلك فإن السؤال المُلِح هو كيف نقطع هذه الدائرة المفرغة التي فيها السبب والمسبب يحركان أو يشغلان بعضهما البعض؟".

وتابعت: "فلماذا تعتبر عملية مثل (السور الواقي) غير مرغوب فيها؟ في عام 2002 دخل الجيش الإسرائيلي إلى تجمعات كبيرة للسكان الفلسطينيين وبقي هناك لفترة طويلة للسماح لـ “الشاباك” بالانتشار في المنطقة، والحصول على معلومات استخبارية واعتقال المطلوبين الأمر الذي أدى ببطء إلى تراجع الانتفاضة الثانية. ومع ذلك، تسبب هذا المكوث أو البقاء في وقوع ضحايا وإصابات بين الجنود كما تسبب في انشغال الجيش الإسرائيلي معظمه إن لم يكن كله في الصراع الفلسطيني، ولم يتدرب ويستعد بشكل صحيح للحرب القادمة (رأينا النتائج الخطيرة في أداء الجيش الإسرائيلي وقادته في حرب لبنان الثانية 2006)".

وأكملت: "لذلك من المرغوب فيه قدر الإمكان تجنب عملية كبيرة، وأكثر من ذلك الجيش الإسرائيلي اليوم لا يفتقر إلى المعلومات الاستخباراتية في المناطق مثلما كان عام 2002، يقدم الشاباك والجيش الإسرائيلي معلومات استخباراتية دقيقة وحديثة كل ساعة. المشكلة اليوم هو الاحتكاك ذاته بين قوات الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين، ونتائجه تتجلى ليس فقط في العمليات والمواجهات مع الجيش، ولكن أيضًا في العديد من حالات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة ضد المستوطنين (في شرق القدس وعلى الرغم من الأعياد واقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى فإن الهدوء النسبي واضح في هذه الأثناء، لكن التهديد موجود دائمًا)".

وتتساءل الصحيفة العبرية كما تابعت صدى نيوز: "إذاً ما الذي يمكن عمله في هذه المرحلة لتحقيق نتائج؟ أولاً، عمليات الإغلاق وحصار على القرى والمدن الفلسطينية التي يشكل سكانها من الشباب مولِّدًا رئيسيًا لموجة العمليات ونظامها الحاضن على الشبكات الاجتماعية، قد يؤدي إغلاق نابلس وإغلاق مخيم جنين وحواجز مفاجئة على طرق المرور وفي منطقة الخليل وغوش عتصيون إلى احتكاك تحت السيطرة مع المقاتلين الفلسطينيين".

وأضافت كما تابعت صدى نيوز: "من المحتمل أن لا يسفر الإغلاق والحصار والحواجز المفاجئة على طرق المرور، بما في ذلك تحسين استخدام وسائل المراقبة من الجو والأرض عن النتائج المرجوة. عندها لن يكون هناك خيار وستكون هناك حاجة لعملية كبيرة تستمر لأشهر شمال الضفة الغربية تسمح لقوات الأمن بجمع جزء كبير من الأسلحة الموجودة في مراكز القتال وقد تحصد العديد من الضحايا من الجانبين".

وأردفت:" هذه ليست انتفاضة بعد. لم نصل إلى هناك بعد. لكن يجب أن يكون مفهوماً أن موجة العمليات في التيك توك تختلف في خصائصها ومثيريها عن موجات العمليات السابقة ويجب أن نفكر في نموذج مختلف للتعامل معها. نحتاج أيضًا إلى الاعتراف بحقيقة أنه طالما أن إسرائيل تصر على السيطرة على 2.6 مليون فلسطيني فإن موجات العمليات هذه لن تتوقف فحسب بل ستزداد حدتها. من المؤسف أن عدم الاستقرار السياسي الذي استمر قرابة أربع سنوات يمنع حتى من المناقشة المنظمة وعمل الطاقم الذي قد يؤدي إلى تسوية طويلة الأمد لـ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في اليوم التالي لأبو مازن".