صدى نيوز -قالت الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس ، ان الحصار الإسرائيلي الذي يستهدف أهالي مخيم شعفاط ومجاوراته" عناتا وضاحية السلام وراس خميس وراس شحادة" ، يعكس الفكر الأيدولوجي العنصري الرهيب لدولة الاحتلال التي مازالت ترى في الفلسطيني وبعد 74 عاما من النكبة ، بأنه فائض بشري يجب التخلص منه، مستعينة على ذلك برواية زائفة ومضللة للعالم المتواطئ معها في تصفية الشعب الفلسطيني بالتدريج او فرض هجرة قسرية عليه تحت وطأة قساوة العيش ليصبح خياره محدودا " اما الموت واما الحياة ".
وأضافت الأمانة العامة في بيان أصدرته امس، انه عندما يصبح الموت افضل من الحياة بالنسبة للفلسطيني جراء وجود الاحتلال العسكري الذي يسفك الدماء يوميا ويستولي على الأرض ويستبيح كل ما هو مقدس ، فإن هذا الأخير سيذهب الى الخيار الأول ، ذلك ان الحياة عندما تسلب منها الكرامة والحرية تصبح غير جديرة بالتشبث .
وأكدت الأمانة العامة ، ان ما يجري في مخيم شعفاط واستهداف ما يزيد على 130 الف نسمة يتكدسون في مساحة جغرافية ضيقة جدا تبلغ نحو كيلو مترين مربع، هوعقاب جماعي لكل الفئات المجتمعية والحالات الإنسانية الصعبة وخاصة كبار السن والمرضى والأطفال الرضع الذين يحتاجون الى رعاية فائقة ، وهو ما يؤكد على دموية هذا الاحتلال المجرد من كل ما هو انساني ولا يفقه الا لغة الدم والعنف وان ما لا يأتي بالقوة يأتي بمزيد من القوة ، مشددة على ان دولة الاحتلال تكون مخطئة اذا اعتقدت ان أهالي المخيم سيرفعون الراية البيضاء ويسلمون بالأمر الواقع .
وأكدت الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، ان أهالي مخيم شعفاط ليسوا وحدهم في الميدان فالكل المقدسي يقف الى جانبهم كتفا بكتف في هذه المعركة غير المتكافئة " فإسرائيل تستخدم كل ادواتها العسكرية في حربها على المخيم الأعزل من السلاح والذي لا يمتلك في مواجهة هذه الالة الدموية سوى ارادته الحرة في التعبير عن رفضه للتعسف والعنف والاضطهاد والظلم الذي يستهدف الأبرياء والمرضى وطلبة المدارس والشيوخ العجزة ".
وقالت الأمانة العامة ان العالم مطالب وبشكل فوري بالتحرك السريع لإنقاذ عشرات الالاف من الأرواح البشرية المهددة في مخيم شعفاط الذي يئن تحت وطأة حصار مشدد منذ عدة أيام بذريعة البحث عن منفذ عملية اطلاق النار على الحاجز العسكري المقام على المدخل الشمالي للمخيم والذي هو بالأساس غير شرعي تماما كما هو الاحتلال الذي لا شرعية له ولا تعايش معه مثلما "لا سلام ولا حوار بين السيف والرقبة" .
واعتبرت الامانة العامة ان السبب المباشر فيما جرى بمخيم شعفاط ونابلس وفي غير محافظة فلسطينية، هو امعان الاحتلال في التطاول على الدم الفلسطيني والكرامة الوطنية، الامر الذي من شانه ان يفجر بركان الغضب الكامن في صدور الناس التي تعاني على جميع الصعد منذ عشرات السنين رغم "خديعة السلام" الذي تتحدث عنه إسرائيل " فأي سلام هذا الذي يجيز قتل الأطفال بدم بارد، ويعطي إسرائيل الحق باحتجاز ما يزيد على خمسة آلاف فلسطيني في سجونها ، وفي المقابل حصار وتجويع أهالي قطاع غزة ، في حين تستباح القدس يوميا ودون أي رادع او احترام لديانة اومقدس، في الوقت الذي أقيمت فيه دولة للمستوطنين في عمق الضفة الغربية، ما يؤكد ان كذبة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس قد انفضحت على الملأ ."
واختتمت الأمانة العامة بيانها بالتشديد على ان مخيم شعفاط يعيد الى الذاكرة الفلسطينية حالة الحصار التي فرضت على كافة المدن والقرى والمخيمات في خضم انتفاضة الأقصى وقبل ذلك في عز الانتفاضة الكبرى عام 87 ، لكن في المقابل هناك حالة متقدمة جدا من التضامن في الشارع الفلسطيني والذي رسالته للعالم تقول :" لا تعايش مع الاحتلال، ونضالنا حق مشروع حتى نيل حريتنا واستقلالنا " .