صدى نيوز- أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مساء اليوم الجمعة، أنّ سلاح الجو التابع للقوات الروسية استهدف منشآت للقيادة العسكرية والطاقة في خاركيف وكييف.
وأضافت الوزارة، أنّ "صواريخ بعيدة المدى أُطلقت من البحر أصابت مخازن أسلحة ومعدات مصدرها الدول الغربية في لفيف".
وأفادت الدفاع الروسية "بتدمير أماكن تجمع وحدات الفرقة 59 مشاة الأوكرانية في منطقة نيكولاييف بقصف بالصواريخ، حيث تكبد العدو خسائر في الأرواح تجاوزت 170 جندياً ومرتزقاً، إضافةً إلى 4 مركبات مدرعة، و3 عربات نقل، و6 سيارات".
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أنّ قواتها "أسقطت مقاتلة أوكرانية من طراز سو-24 في مقاطعة نيكولاييف، و14 قذيفة من طرازي هيمارس وأولخا، و15 طائرة مسيرة، خلال الساعات الـ 24 الماضية".
ويتجدد الهجوم على كييف بعد أيام من هجوم مماثل بصواريخ "كاليبر" و"غيراني" استهدفت بنى تحتية حساسة في عدد من المدن الأوكرانية من بينها العاصمة كييف.
وفي وقت سابق، قالت الدفاع الروسية بأنّ قواتها قامت بصدّ جميع هجمات القوات الأوكرانية على محور كريفوي روغ-نيكولاييف، وكبدتها خسائر في العتاد والأرواح، والقضاء على أكثر من 110 عسكريين أوكرانيين، وتدمير 21 مركبة مدرعة و12 عربة عسكرية خاصة".
وتصاعدت حدة المعارك في مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا، مع تحقيق تقدم طفيف للقوات الروسية نحو مدينة باخموت الإستراتيجية، وطالبت كييف بمزيد من التسليح، وسط تعهد غربي بتقديم منظومات دفاعية مضادة للطائرات والصواريخ.
وأعلنت السلطات المحلية الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك عن مقتل مدني وإصابة أربعة آخرين، جراء قصف القوات الأوكرانية للأحياء السكنية بأكثر من 220 قذيفة، ما تسبب أيضا بأضرار في المباني والبنى التحتية.
وعلى أبواب مدينة باخموت في شمال شرقي مقاطعة دونيتسك، تواصل القوات الأوكرانية القتال للحيلولة دون سقوطها بيد القوات الانفصالية الموالية لروسيا المدعومة بمرتزقة شركة فاغنر، والتي سيطرت على بلدتين قرب باخموت.
وتبعد المدينة نحو 55 كيلومترا عن مدينة كراماتورسك الإستراتيجية، أهم المدن التي لا تزال بيد سلطات كييف في إقليم دونباس، والتي تتخذها مركزا بديلا لإدارة مقاطعة دونيتسك عوضا عن مدينة دونيتسك التي سقطت بيد قوات الانفصاليين.
وأفادت مصادر محلية، بوقوع انفجارات في مدينتي كوستنانتينيفكا وكراماتورسك فجر اليوم، وقال حاكم مقاطعة لوغانسك إن القوات الأوكرانية تحرز تقدما في جبهتي سفاتوفا وكريمينا.
وفي أول تعليق لها على التطورات في باخموت، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إنها ما تزال تخوض معارك في المدن التي أعلنت القوات الروسية سيطرتها عليها، واصفة الوضع بالصعب، ومطالبة السكان بإجلاء المدينة.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة استخباراتية أن المجموعة العسكرية الخاصة المعروفة باسم مجموعة فاغنر الروسية حققت تقدما تكتيكيا في الأيام الثلاثة الماضية نحو وسط باخموت في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وأنه من المرجح أن تتوغل في القرى بجنوب المدينة.
وقالت الوزارة: إن روسيا واصلت عملياتها الهجومية في وسط منطقة دونباس وتحقق تقدما "بطيئا جدا".
وفي مقاطعة خيرسون في الجنوب، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت هجوما للقوات الأوكرانية وكبدتها خسائر كبيرة.
من ناحية أخرى، قال المدير العام لوكالة الطاقة الدولية رافائيل غروسي إن إنشاء منطقة آمنة في محطة زاباروجيا النووية أصبح أقرب للتحقق بعد أسبوع من المفاوضات مع الجانبين الروسي والأوكراني.
وأضاف غروسي، في تغريدة على تويتر، أن وضع المحطة لا يمكن تحمله، كما أن هناك حاجة إلى إجراءات فورية لحمايتها.
في الأثناء، واصلت روسيا القصف الصاروخي على المدن والبلدات الأوكرانية، حيث سقط أكثر من 40 صاروخا أمس الخميس، بعضها من طراز "إس-300" المخصص للأهداف الأرضية، وكان لمدينة ميكولايف النصيب الأكبر منها.
وكشفت منظمة الصحة العالمية أنها رصدت 620 هجوما على مراكز صحية في أوكرانيا منذ بداية الحرب.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم عن تدمير مخزون كبير من الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية في منطقة لفيف غربي أوكرانيا.
في سياق متصل، أعلن الجيش الأوكراني، أنه أسقط ٨ مسيرات إيرانية الصنع من طراز شاهد-١٣٦ جنوبي البلاد.
وشنّ سلاح الجو الأوكراني أكثر من 30 غارة على مواقع للقوات الروسية والقوات الانفصالية الموالية لها.
وقال حاكم إقليم بيلغورود الروسي فياتشيسلاف غلادكوف إن عمليات القطارات عُلّقت اليوم الجمعة بالقرب من نوفي أوسكول، وهي بلدة في الإقليم المتاخم لأوكرانيا، بعد سقوط شظايا صاروخ بالقرب من خط السكك الحديد، ألحقت أضرارا بخطوط الكهرباء.
كما اتهم غلادكوف أوكرانيا يوم الخميس بقصف مبنى سكني في مدينة بيلغورود مركز الإقليم.
وأكدت "وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا" في أوكرانيا أن القوات الأوكرانية استعادت أكثر من 600 منطقة الشهر المنصرم.
ومن بين المناطق المستعادة 502 منطقة سكنية في شمال شرقي إقليم خاركيف، و75 في إقليم خيرسون الإستراتيجي، و43 منطقة في إقليم دونيتسك، و7 في لوغانسك.
وأعلنت السلطات الموالية لروسيا في خيرسون، وهي مقاطعة أعلنت موسكو ضمها إليها أخيرا، أن قوات أوكرانيا تسعى لاختراق سد كاخوفكا لاستعادة إمدادات الطاقة الكهربائية، مطالبة السكان بمغادرة المقاطعة نحو الداخل الروسي لإفساح المجال أمام العمليات العسكرية.
وقال حاكم خيرسون الروسي فلاديمير سالدو "كل يوم تتعرض مدن خيرسون لهجمات صاروخية. لذلك، قررت قيادة خيرسون منح عائلات الإقليم خيار السفر إلى مناطق أخرى من الاتحاد الروسي للراحة والدراسة".
وشجع سالدو جميع سكان خيرسون على النزوح إلى مناطق أخرى في روسيا، معتبرا أن على الناس "المغادرة مع أطفالهم".
وبعد صدور بيان سالدو، أصدر نائبه كيريل ستريموسوف بيانا نفى فيه وجود أي خطة لإخلاء إقليم خيرسون، وقال "لا أحد يخطط لسحب القوات الروسية منه".
وقال مسؤولون محليون إن ميكولايف، أقرب مدينة كبيرة إلى خيرسون تسيطر عليها أوكرانيا، تعرضت لقصف روسي مكثف أمس الخميس، أدى إلى تدمير مبنى سكني، ومقتل طفل تحت الأنقاض.
واختتم وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) الخميس، اجتماعاتهم في بروكسل بالتعهد بتسليم منظومات دفاع جوي متطورة للجيش الأوكراني في الأسابيع المقبلة.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا أمس الخميس، إن أوكرانيا لا تزال تملك نحو 10% فقط مما تحتاجه لحماية نفسها من الهجمات الجوية الروسية.
وأقيم توقيع اتفاق تلتزم بموجبه ألمانيا وأكثر من 12 عضوا أوروبيا في حلف الناتو بالاشتراك في شراء أسلحة للمنظومة المسماة "درع الفضاء الأوروبي"، حيث قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت "نحن نعيش في أوقات خطيرة وممتلئة بالتحديات".
من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ للصحفيين إن الحلف ليس طرفا في النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف أن الحلفاء سيواصلون دعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديا، معتبرا أن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النووي غير مسؤول وأن الحلف يأخذه بجدية.
وأكد ستولتنبرغ أن الحلف سيراقب من كثب التدريبات النووية الروسية المقبلة، مضيفا "لن نخضع للترهيب… التصريحات النووية الروسية خطيرة ومتهورة ويعلمون أنهم لو استخدموا سلاحا نوويا ضد أوكرانيا سيكون لذلك عواقب وخيمة".
ورأى ستولتنبرغ أنه "حتى استخدام سلاح نووي صغير سيكون أمرا خطرا جدا، وسيغير بشكل جذري طبيعة الحرب في أوكرانيا".
أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فقال "أي هجوم نووي على أوكرانيا سيتبعه رد، ليس ردا نوويا بل هو رد قوي من الجانب العسكري لدرجة أن الجيش الروسي سيهلك".
وامتنع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن التكهن بطبيعة رد الحلف في تلك الحالة، لكنه وصف التهديدات الروسية بأنها "متهورة" و"غير مسؤولة"، وقال في مؤتمر صحفي "وأنا أطالع المؤشرات والتحذيرات، لا أرى أي حاجة لتغيير ما نفعله الآن".
بدوره، قال نائب أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي يمكن أن يشعل حربا عالمية ثالثة، محذرا من أن تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لكييف يجعل أعضاء الناتو "طرفا مباشرا في الصراع".
كما قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن واشنطن، وكما في أوقات أزمة الكاريبي، لا تريد أن تأخذ في الاعتبار مخاوف روسيا وتسعى لتفوق عسكري استراتيجي، وهو أمر مدمر للأمن الدولي.
وأضاف ريابكوف أن واشنطن "ترغب في الحصول على تفوق عسكري استراتيجي حاسم بهدف ضمان هيمنتها على العالم بأي وسيلة كانت".
وتابع أن واشنطن ليست قادرة على التفاوض وتدفع كييف بالتعاون مع حلفائها الغربيين لشن عمليات عسكرية على الأراضي الروسية من أجل إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.
وأعلنت روسيا اليوم الجمعة، أنها أمرت بإصلاح جسر القرم الذي تعرض لانفجار السبت الماضي، حيث وقع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين مرسوما يحدد الموعد الأقصى لإنجاز عقود الدول المتعلقة بتنفيذ الأشغال في الأول من تموز/يوليو 2023.
وكانت روسيا قد اتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بتنسيق تمرير المتفجرات داخل شاحنة عبر دول لتنفيذ الهجوم، والذي أدى لدمار جزئي فيه.