خرم إبرة
منتصف الأسبوع الماضي ذهبنا الى قرية قراوة بني زيد_ التي تبعد عن مدينة رام الله ما يقارب 27 كيلومتراً إلى الشمال الغربي_ هرباً من صخب المدينة لتقضية يوم في جبالها وصلنا منطقة تسمى «الحرايق».
شاهدت طلوع الفجر وما يرافق ذلك من تغيرات على صعيد الضوء وحرارة الطقس وحياة القرية والقرى المجاورة بقدر ما تستطيع عيني أن تراه، هناك تدفق لا نهاية له من الجبال والحقول والسماء.
حاولت النظر إلى أبعد المسافات.. أرى الاحتمالات في مسافة الحياة، يبدأ المسار إلى الأمام بالتشكل على الأقل ضمن أفكاري وتوقعاتي لدرجة أصابني التعب من النظر في هذا الأفق!!
الآفاق خادعة على الرغم من أن ما نشاهده حقيقة. عندما نفكر في الأفق، نفكر بلا حدود، أو على الأقل أفكر، نعم بدأت أفكر خارج إطار المدينة وخارج «علب السردين» كما يصف أبي الفلاح بيوتنا داخل غابات العمارات. المشهد الجميل أمامي بين الأرض والسماء أخذني الى حد أو نطاق الإدراك والمعرفة، لكن بصراحة يبدو الأفق أكثر تقييدًا مما كنت أتخيله.
عندما يبدو الأفق شاسعًا واسعاً، فإننا نرى حقًا ما نريده، نحاول أن نرى أشياء جيدة في المستقبل، قد نرى الفرصة تتكشف. هل نستطيع تحطيم الحدود والقيود. يمكن أن يكون القيد من صنع الذات؟!
نحن لا نبذل قصارى جهدنا في مشروع جديد؛ نجد طريقة للانزلاق بدلاً من فعل ما يجب أن يُنفذ. ننشغل بطرق اصطناعية لإيجاد لحظات السعادة الكاذبة، لتصبح الطرق ضبابية وخارجة عن المسار الصحيح. تصفعنا الحياة بشدة، وما رأيناه كأفق كان مجرد وهم!!
الأفق يوفر أيضًا أملًا قوياً. يمكننا تغيير ما نراه وما نفعله. الأمل هو فعل، والأمل يجب أن يكون محادثة مع أنفسنا مع أفقنا، نحتاج إلى التركيز على الداخل لتجديد تركيزنا إلى الخارج مرة أخرى.
يعود الأفق إلينا ويجبرنا على إعادة التفكير وإعادة التنشيط والسعي وراء الخلاص. يجب أن يظهر الأفق الداخلي، ويستوعب المعلومات الجديدة ويتبنى تصورًا جديدًا. وبعد ذلك، إذا تمكنا من إعادة وضع صورة جديدة معًا، فسنبدأ في العمل بطرق مختلفة. نحن نعيش ونقود بشعور جديد بالهدف والاتجاه.
نحن نثقل كاهل أنفسنا بحدود وحدود أكثر مما يتطلبه الأفق المتوازن. في أحيان أخرى نضيع الكثير من التفاؤل والبهجة لدينا، ونفتقد حقيقة المواقف. يحاول الأفق حقًا إخبارنا بالفرص والتحديات متشابكة بإحكام على الخط الفاصل بين ما نقوم به وما يحدث لنا.
الأفق هو تحديد مرحلة الحياة حيث يمكن أن تحدث الأشياء الجيدة، إذا اخترنا تحديد اتجاهنا ثم القيام بالعمل اللازم. الأفق يصدر تحذيرًا ليكون على دراية بالأوضاع المضطربة والمقلقة التي تنتظرنا.
يتطلب الأفق اهتمامنا بقصة حياتنا. لن تكون حياتنا دائمًا سلسلة بها نجاح وسعادة. سنواجه تحديات معينة. كيف نقوي عقولنا وأرواحنا خلال الأوقات الجيدة في الظروف السيئة. اقض الوقت في فهم أفقك. جهز نفسك للعمل وانعطافات المستقبل وتوسيع نطاق رؤيتك، وإشراك روحك، وتقوية ذاتك لما هو قادم، امسك أفقك بالواقع والاحتمال.