خاص صدى نيوز- أكد المحلل السياسي، إبراهيم إبراش، أن الحل الوحيد للخروج من المأزق السياسي في الساحة الفلسطينية هو اجراء انتخابات عامة في ضوء طرح وتقديم قيادات وفصائل وأحزاب مبادرات سياسية.
وفي تعقيبه على تصريحات لرئيس الملتقى الوطني ناصر القدوة وورؤيته لتشكيل هيئة انتقالية أو مجلس انتقالي أو انقاذ وطني، اعتبر المحلل السياسي أبراش في حديث خاص لوكالة صدى نيوز، أنه "في إطار قيادي أو غيره هذا موجود منذ زمن، ولا ننسى اللقاء الذي جرى في بيروت وهو لقاء موسع جمع فصائل وشخصيات لخلق قيادة بديلة، وكان واضحا أن المقصود منه خلق قيادة بديلة أو إطار بديل لمنظمة التحرير."
وأشار ابراش، إلى المحاولات التي جرت أيضاً في تركيا (لخلق بديل عن منظمة التحرير)، وبالتالي المحاولات لخلق بديل لمنظمة التحرير هي ليس بالأمر الجديد، قائلاً: "المشكلة في هذه الأمور أن تطرح مبادرة بحاجة لإطار قيادة وشيء بديل"، مضيفاً "إذاً هذا معناه تجاوز منظمة التحرير وبالتالي تشكيك في شرعيتها، هذا يضعف منظمة التحرير في نفس الوقت لا تكون ضمانة بأن الإطار البديل سينجح، وبالتالي تدخل الحالة الفلسطينية كلها في دوامة".
وأردف ابراش، في اعتقادي المخرج والحل الوحيد هو انتخابات على كافة المستويات، ولا بأس أن هذه الانتخابات تكون بإشراف ورعاية عربية إسلامية دولية أوروبية، بحيث يكون للشعب الرأي.
وقال المحلل السياسي، لـ"صدى نيوز"، إذا جرت انتخابات عامة سواء تم البدء من المجلس الوطني كما هو في مبادرة الجزائر (إعلان الجزائر عقب مؤتمر لم الشمل الوطني الفلسطيني) إلى المجلس التشريعي إلى الرئاسة، من ينتخبهم الشعب هم الذين سيحددون استراتيجية العمل الوطني للمرحلة القادمة وليس شخصا مفروضا أو أي حزب كنت اتحفظ على الانتخابات في ظل الاحتلال، ولكن بعد فشل كل محاولات التوافق لم يعد أمامنا إلا الانتخابات، يعطى الشعب فرصة ليقول رأيه.
وأضاف إبراش: كل يوم نسمع مبادرات مرة للجبهة الديمقراطية تقدم مبادرة للمصالحة أحياناً مصطفى البرغوثي (أمين عام حركة المبادرة الوطنية) يعمل مبادرة للمصالحة، أحياناً شخصيات أخرى مستقلة تعمل مبادرة، بالإضافة إلى اتفاقات المصالحة التي هي أيضاً مبادرات وكلها اعتقد لا تصل إلى حل.
وعبر عن اعتقاده، أن الذي يريد أن يقدم مبادرة للمصالحة يفترض أن يكون عنده وزن وحضور فلسطيني، وأن لا يكون طرفاً في صراعات داخلية حتى تأخذ المبادرة مصداقية.
ولفت إلى أنه "الآن عندما تقدم مبادرة من الدكتور ناصر، وحوارات الجزائر ليس لها يومين بعد، بحاجة لننتظر لأن تقديم مبادرة الآن في ظل وجود مبادرة الجزائر، كأنه رفض لها وعدم ثقة فيها".
وأضاف إبراش، "لا اعتقد أن الأمور مجرد تعالوا قدموا مبادرة، فأي واحد يقدر يقدم مبادرة، ولكن يجب أن تقدم أو يفترض أنها في وزن د. ناصر أو غيره تطرح على المستوى الشعبي في لقاءات موسعة وحوارات وفي الآخر يمكن أن تطرح".
وكان رئيس الملتقى الوطني الديمقراطي، ناصر القدوة قال إن "الانقسام (الداخلي في الساحة الفلسطينية) حصل، وسياساتنا الرسمية أدت إلى تعميق الانقسام إلى ما يشبه انفصالا" بين الضفة الغربية وقطاع غزة، موضحاً أنه مع ذلك لن يحدث شيء اسمه "دولة غزة".
وحول سيناريوهات مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس، قال القدوة، إن السؤال يوحي بأن الأمور الآن جيدة، وفي مرحلة ما بعد أبو مازن، ستكون سيئة، مؤكداً أن بالأصل "هذه المرحلة سيئة".
وأضاف القدوة: "التحضير وترتيب الأمور لاختيار شخص يُفرض على الشعب الفلسطيني، كلام فارغ"، مؤكداً أن "مصدر الشرعية فقط هو صندوق الاقتراع".
وقال القدوة: "عندما يتغير نظام السياسي من المفروض أن يكون هناك قانون ومؤسسات، مثلما حدث عند استشهاد الرئيس ياسر عرفات، حيث تولى رئيس المجلس التشريعي آنذاك رئاسة السلطة ثم أجريت انتخابات".
وشدد رئيس الملتقى الوطني، على أن هناك احتمالين لمرحلة ما بعد أبو مازن، الأول أن "يكون هناك حوار نحو توافق عماده الانتخابات، الذهاب لصندوق الاقتراع، نتوافق على رئيس انتقالي، فترة انتقالية، ثم الذهاب إلى انتخابات، ولكن الأصل في الموضوع الانتخابات التي تحل كل المشاكل".
وأوضح أن "الاحتمال الثاني أن يحاول البعض غباءً أن يفرض شخصاً أو عدة أشخاص على الشعب الفلسطيني بـ(العباطة) وهذا سيكون غباءً غير قابل للاستمرار قد ينتج عنه شيء من الفوضى في حال تجربته".