صدى نيوز - كتبت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أنه منذ أكثر من نصف عام، تعمل أجهزة أمن الاحتلال مع موجة من العمليات والاحتجاجات تتركز بشكل أساسي في نابلس وجنين، حيث بدأت بموجة العمليات في قلب إسرائيل، والتي وقعت في أشهر آذار ونيسان ومايو الماضي، حيث جاءت معظم الهجمات من جنين، ويعلق مسؤول أمني إسرائيلي بقوله: "هذه الموجة من العمليات لم تخرج من العدم، لنفهم أسباب اندلاعها، عليك الرجوع للوراء".
طفرة جنين الاقتصادية
تتحدث الصحيفة العبرية عن هذا الجانب: "يصفها مصدر أمني إسرائيلي بأنه حتى عام 2019، مرت جنين بعقد من الازدهار الاقتصادي وكانت مثالاً يحتذى به لكل الضفة الغربية، كيف تحولت من مدينة الرعب إلى مدينة اقتصادية".
وحسب الإدعاءات الإسرائيلية: "جاء ذلك بفضل الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، بما في ذلك فتح معبر جلبوع في عام 2008، وزيادة عدد تصاريح العمل والمشاريع الاقتصادية وغيرها، حيث جاء العديد من فلسطينيي 48 لقضاء بعض الوقت في جنين، وتركوا الأموال هناك، ونجحت هذه الأعمال بشكل جيد".
تخفيض القوات في الميدان
وأوضح المصدر الأمني الإسرائيلي وفقاً للصحيفة: "يبدو أن الانتعاش الاقتصادي هو الذي تسبب في تخفيف المنظومة الأمنية الإسرائيلية من زمام الأمور، ربما بشكل غير منظم للغاية".
وقال: "في نهاية عام 2018 تقرر أن الآلية تعمل بشكل جيد، حيث أن الجيش الإسرائيلي يدخل للاعتقالات ويغادر بهدوء وسلاسة، ثم قرروا خفض تشكيل القوات بشكل كبير، وفي فترة معينة بقيت كتيبة واحدة فقط في جنين، لأنه لم تكن هناك حاجة لكل تشكيل القوات التي كانت موجودة من قبل".
ثغرات في السياج
وتكمل الصحيفة العبرية: "في بداية عام 2019 كان الوعي بالجدار قائماً، ولا يزال العمال المتسللين يترددون في المرور عبر الثغرات في الجدار، لكن الخوف تلاشى، فبينما واجه الفلسطيني في الماضي عند عبوره السياج جندي أو رصاصة، وبعد إزالة تشكيل القوات اكتشفوا أنه كان من الممكن العبور من خلاله، وعندما يكون هناك إشراف أقل على السياج، فمن الممكن أيضاً قطع فتحات أكبر فيه، وفي أماكن أكثر، وفي الواقع، بدلاً من المرور عبر ممرات رسمية، فأصبح الدخول والخروج عبر السياج دون رقابة ودون أي إزعاج".
دخول الأسلحة
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن "المرور الحر للمتسللين عبر الثغرات الموجودة في الجدار خلق رابطة بين سكان وادي عارة وأم الفحم وسكان جنين، من لم شمل العائلات والزيارات غير الخاضعة للرقابة من أي من الجانبين، وامتد ذلك بسرعة كبيرة إلى نقل وسائل قتالية للمنظمات الإجرامية". على حد زعمه.
ويكمل: "في ذلك الوقت كان الترتيب الذي أقيم في جنين ملائماً للجميع، لإسرائيل – لأنه كان هناك سلام أمني، وللفلسطينيين – لأنه باستثناء المعابر الرسمية، فتحوا معبراً للمتسللين، وللسلطة الفلسطينية – لأنها تلقت أموالاً من المدينة المزدهرة، ومع ذلك تحت الرادار، بدأت جنين تمتلئ بالأسلحة والوسائل القتالية".
فايروس كورونا
ويضيف: "في آذار 2020 تم إغلاق معبر جلبوع بسبب فايروس كورونا، ومن المستحيل معارضة ذلك لأنه توجيه صحي، وهكذا تم إغلاق المعبر لمدة عام ونصف، وفي نفس الوقت أغلقنا الثغرات الموجودة في السياج وأرسلنا الكثير من القوات إلى المنطقة كما ساعدت السلطة في منع مرور المتسللين".
ويكمل: "مالياً عام ونصف هو وقت طويل، وتشير التقديرات إلى أن ما بين ملياري وثلاثة مليارات شيكل يدخلون جنين كل عام، وعندما يتوقف كل ذلك مرة واحدة يتسبب في انهيار المدينة".
وتابع: "من هنا أصبح من السهل على المنظمات مثل حماس تنشيط العمليات، خاصة بين المواطنين الذين يحتاجون إلى المال، هناك أسلحة بالفعل، ولا أموال، والمنظمات تعمل وتوجه، كل هذا جعلنا نواجه جنين مختلفة تماماً".
تمويل حماس
وأضاف المصدر الأمني الإسرائيلي: "بعد عملية حارس الأسوار توصلت حماس إلى اتفاقات تخشى من انتهاكها، لكنها معنية بمواصلة توجيه العمليات".
وتابع: "لهذا لجأت حماس إلى الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وفي الحقيقة كما يحدث خلال العطاءات المالية (تمويل المشاريع)، قالوا لهم: “أنتم أقوى جهة في جنين، نفذوا الهجمات وأرسلوا لنا الفاتورة، بشرط أن نرى قتلى ودماء وتوثيق".
وأردف: "ثم بدأت الهجمات من اتجاه جنين بالتسارع، كل دخول للجيش الإسرائيلي وحرس الحدود هناك يرافقه الكثير من إطلاق النار، وحماس تجلس بهدوء، وتأكل الفشار وتشرب الكولا، وتراقب بهدوء ما يحدث".
وقال: "في نابلس شقيقة جنين من شمال الضفة، الوضع العام مشابه، باستثناء بعض الاختلافات، الحقيقة هي أن السلطة الفلسطينية، تسيطر على المدينة أكثر من جنين، وهناك جهات أكثر اعتدالاً هناك".
وأضاف: "أدت الأحداث التي وقعت في ساعة مبكرة من صباح أمس، والتي تم خلالها اغتيال كبار القادة من مجموعات عرين الأسود إلى زيادة حدة التوتر في مدينة التي كانت تحت الحصار المشدد ومنع الحركة بها منذ أسبوعين، ومع ذلك فإن (الإرهاب) فيها لم يتوقف عن المحاولة لرفع رأسه". على حد وصفه.
عرين الأسود
قال المصدر الأمني الإسرائيلي عن عرين الأسود وفقاً لزعمه: "هؤلاء الإرهابيون يرهبون سكان المنطقة والسياح وبالتالي يضرون باقتصاد المدينة، السائحون يتجنبون دخول منطقة القصبة، هناك فندق في نابلس، وفي يوم من الأيام ينخفض من إشغال فيه من 100٪ إلى 5٪، وقد ألغوا حجوزاتهم بعد استهداف إبراهيم النابلسي".
السلطة لا تريد التصرف
قال المسؤول الكبير في جهاز الأمن الإسرائيلي إن السلطة الفلسطينية كان يجب أن تتعامل مع مسلحي عرين الأسود، وألا تفقد السيطرة على نابلس وقال: "السلطة برأيي لم تتخذ قراراً بإنهاء الحادث، عندما تتخذ هذا القرار، فمن المرجح أن يكون الوضع أفضل".
حصار المدينة
وأوضح المصدر الأمني الإسرائيلي أن “الجيش الإسرائيلي يطارد باستمرار الجماعات المسلحة مع التركيز على عرين الأسود، ونتيجة لذلك منذ أكثر من أسبوعين، كان هناك نظام للحصار المشدد في نابلس، وداخل هذا الحصار، يتم تحقيق التوازن الضروري للحفاظ على نسيج الحياة والسماح بالوصول إلى الحالات الإنسانية". حسب إدعائه.
وتابع: "ليس الأمر سهلاً، لكننا اتخذنا قراراً بفرض الحصار بعد الكثير من تقييمات الموقف".
ويشرح المسؤول الأمني أن الحصار له معنى دراماتيكي لمدينة مثل نابلس، تعتمد المدينة اقتصادياً بشكل كبير على السياحة الأجنبية، وخاصة من قبل العرب والفلسطينيين من أماكن أخرى، القصبة هي نقطة ارتكاز مركزية في دائرة السياحة في المدينة، فالسائح يأتي إلى نابلس يأخذ فندقاً في منطقة نابلس الجديدة ويذهب لتجربة المدينة القديمة سيراً على الأقدام، حقيقة وجود الحصار في المدينة تجعل الناس يفكرون مرتين قبل المجيء لنابلس.
ترجمة الهدهد