صدى نيوز - -تعهد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الأحد إجراء تحقيق "دقيق" بشأن تدافع أسفر عن مقتل 151 شخصاً على الأقل مساء السبت في وسط سيول حيث احتشد عشرات الآلاف ومعظمهم صغار في السن، في شوارع ضيّقة للاحتفال بعيد هالوين، للمرة الأولى بعد جائحة كوفيد-19.

وأعرب يون عن أسفه "لمأساة وكارثة ما كان يجب أن تحدث"، واعدًا بأنّ حكومته ستُجري تحقيقًا "صارمًا" لتحديد أسباب الفاجعة، وهي من أخطر الكوارث في تاريخ كوريا الجنوبيّة، والتأكد من أنها "لن تتكرر".

وفي خطاب متلفز، قال الرئيس الذي توجّه إلى مكان الحادث صباح الأحد مرتديًا سترة إسعاف خضراء "قلبي مُثقل ويصعب عليّ احتواء حزني"، معلنًا الحداد الوطني.

وانتشرت عشرات الجثث على رصيف مغطّاة بملاءات. وحاول مارة في الشارع إنعاش مصابين بناء على طلب عناصر فرق الإسعاف المنشغلين. وكان أشخاص يرتدون ملابس تنكرية أو ملابس سهرة يركضون بعدما انتابهم الذعر.

تحول الليل إلى كابوس في منطقة إتايوان الواقعة بالقرب من قاعدة عسكرية أميركية سابقة والمعروفة بأجوائها المنفتحة وبالحانات وأماكن الحفلات على أنواعها، في أزقة ضيقة.

وقال جون جا يول (30 عامًا) الذي كان يتناول مشروباً في حانة لحظة وقوع المأساة "قال لي صديقي إن شيئاً فظيعاً يحدث في الخارج. فخرجت ورأيت أشخاصًا يحاولون انعاش" مصابين.

وقع الحادث السبت قرابة الساعة 22,00 (13,00 بتوقيت غرينتش) بالقرب من فندق هاملتون الواقع في شارع رئيسي محاط بأزقة شديدة الانحدار. وقال عناصر في فرق الإسعاف لوكالة فرانس برس إن التدافع الذي لم يعرف بعد سبب حدوثه، خلف ما لا يقل عن 151 قتيلا، هم 97 امرأة و54 رجلا، ومن بينهم 19 أجنبيا من جنسيات مختلفة. وأضاف المصدر نفسه أن الكارثة أسفرت عن إصابة 89 آخرين بجروح.

وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أنّ بين القتلى الأجانب أشخاصًا من إيران وأوزبكستان والصين والنروج. وذكرت وكالة تاس للأنباء أن ثمة روسيين بين القتلى.

ووفقًا للسلطات في سيول، تمّ الإبلاغ عن فقدان 355 شخصًا.

ونقلت وكالة أنباء يونهاب عن شاهد لم تحدّد هويّته قوله "تكوّم الناس بعضهم فوق بعض. كان البعض يفقد وعيه تدريجا بينما بدا البعض ميتا في تلك المرحلة".

ووصف الطبيب لي بيوم ساك الذي قدّم إسعافات أوّلية للضحايا، مشاهد المأساة والفوضى.

وقال في مقابلة مع محطّة محلّية "عندما بدأت إسعافات الإنعاش، كانت هناك ضحيّتان ملقيّتان على الرصيف. لكنّ العدد تزايد بعد فترة وجيزة ليفوق عدد المستجيبين الأوائل في مكان الحادث". وأضاف "جاء الكثير من المارّة لمساعدتنا في إنعاش المصابين".

وتابع الطبيب "يصعب وصف الأمر بالكلمات... كانت وجوه الكثير من الضحايا شاحبة. لم أتمكّن من رصد نبضاتهم أو أنفاسهم. وكان الدم يخرج من أنف كثيرين منهم".

وأظهر مقطع فيديو نشرته امرأة على تويتر قالت إنها كانت في إتايوان لحظة وقوع المأساة، مئات الأشخاص وقد ارتدى عدد كبير منهم ملابس "كاو بوي" أو قراصنة أو غيرها من الملابس التنكرية، في شارع تمتد الحانات على جانبيه.

ويبدو المكان هادئاً في البداية، وفجأة تسود الفوضى. يتعرّض المارة للدفع فيسقطون على بعضهم البعض وسط صراخ وذعر. وتصرخ امرأة باللغة الإنكليزية: "يا إلهي! يا إلهي!".


وأشارت وسائل إعلام إلى توافد نحو 100 ألف شخص إلى إتايوان للاحتفال بهالوين، وهو الاحتفال الأول في سيول منذ بداية جائحة كوفيد-19.


وقال وزير الداخلية لي سانغ مين "لم يكن حجم الحشد المتوقع في إتايوان مختلفًا كثيرًا عن السنوات السابقة، لذلك أعتقد أن عدد العناصر الذين تم نشرهم كان مماثلاً للسنوات السابقة"، مضيفًا أن "عددًا كبيرًا" من عناصر الشرطة تواجد في الوقت نفسه في حي آخر في العاصمة للإشراف على تظاهرة كبيرة.


وأعرب عدد كبير من القادة في العالم عن تأثرهم.


وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان "نشعر بالحزن إلى جانب شعب جمهوريّة كوريا ونقدّم أصدق تمنّياتنا بالشفاء العاجل لجميع المصابين".


وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا "أشعر بصدمة شديدة وحزن عميق بسبب" الحادث "الذي أودى بحياة أرواح غالية كثيرة، لاسيما حياة شباب كان المستقبل أمامهم".


وكذلك عبّر الرئيس الصيني شي جين بينغ عن "صدمته" وقدم "تعازيه الحارة"، "باسم الصين حكومة وشعبًا"، في رسالة بعث بها إلى رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول.


بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم بلاده "الصادق"، مضيفا "فرنسا تقف إلى جانبكم". وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس من جهته على تويتر "إنّه يوم حزين لكوريا الجنوبيّة".