ضي المنتفضين الفلسطينيين، أصحاب الأرض الأصليين!
لا أنسى كيف رفض كثير من دول العالم أفكار هذا العنصري، بفضل وحدتنا الفلسطينية وتأثير إعلامنا الفلسطيني، قبل أن يطالنا فيروس الانقسام، حتى أن دولاً كثيرة اعتبرت حركة كاهانا حركة إرهابية محظورة، حتى الحكومة الأميركية فرضت على كاهانا عقوبة السجن خمس سنوات العام 1971 بتهمة تصنيع المتفجرات، ولكن العقوبة لم تُنفذ بعد أن هاجر لإسرائيل! حظرت إسرائيل نفسُها نشاط هذه الحركة العام 1988 حينما كان العربُ كذلك يُحسب لهم حساب.
ارتكب، باروخ غولدشتاين تلميذ مدرسة، مائير كاهانا، مجزرة الحرم الإبراهيمي العام 1994، قتل هذا السفاح أكثر من خمسة وثلاثين مصلياً فلسطينياً داخل الحرم الإبراهيمي، وأصاب بجروح أكثر من خمسين آخرين، ما أجبر أميركا على أن تعتبر حركة كاخ منظمة إرهابية!
ظلت حركة كاخ تعمل في الظل، تحاول الوصول إلى مصدر القرار السياسي، بوسائل عديدة بدأها (نجم) الحركة الجديد تلميذ كاهانا البارز، أعلن: «إنّ حزب العظمة اليهودي، يختلف عن حركة كاخ»، كان ذلك تكتيكاً لكي يتم الاعتراف بالحزب، ثم خضع لطلب نتنياهو، بأن يُنزل صورة (السفاح) باروخ غولدشتاين المعلقة في صالون بيته حتى يقبله في الكنيست، فأنزلها مؤقتاً، ثم أعادها إلى مكانها!
أما الخطة التالية فهي أن يتحد مع حزبٍ ديني آخر بزعامة متطرفٍ آخر أقل منه شهرةً في العنصرية، سموترتش، وأن يُسميَ حزبَه تسمية جديدة (الحزب الديني الصهيوني)!
أما الخطة الأخرى والتي يستعد نتنياهو لتنفيذها، أن يُبعده عن الوزارات التي لها علاقات دولية، مع منحه الصلاحيات لتنفيذ مخطط الأبرتهايد في مجال الاستيطان وقيادة زعران لافاميليا، وهم الإرهابيون لابسو الثياب المدنية، المنتمون إلى فريق كرة القدم، بيتار أورشليم!
هكذا بدأت خطة التمهيد لوصول عربة العنصرية الدينية إلى مقاليد الحكم، وهي العربة التي قال عنها، الحاخام الأكبر، إبراهام كارليتس العام 1952 عندما التقى مع بن غوريون: «نحن المتدينين، وأنتم العلمانيين كعربتينِ التقتا فوق جسرٍ ضيِّقٍ، عربة المتدينين المملوءة بالدين اليهودي والتراث، أما عربتكم العلمانية فهي عربة فارغة، لذا يجب على العربة الفارغة أن تُخلي الطريق للعربة التي تحمل الدين والتراث اليهودي»!
لقد أنهى العلمانيون دورهم في تأسيس إسرائيل وجمع المال، وإنشاء الجيش، حان اليوم أن يتولى القيادة المتزمتون العنصريون، ممن يؤمنون بأنَّهم يعيشون في عصر التوبة الثالثة قبل مجيء الماشيح، فزعماء حركة غوش إيمونيم الاستيطانية، وتيار السلفية الحسيدية وضعوا لأتباعهم ثلاث مراحل للتوبة والخلاص النهائي، وهي من أهم أركان عقيدتهم: «المرحلة الأولي هي توبة الخوف عندما كانوا يعيشون في المنفى وقد انتهت، أما المرحلة الثانية فهي العودة للأرض بعد النفي، أما المرحلة الثالثة فهي عقيدة حب الأرض والبناء فيها أي (الاستيطان)»!
أخيرا، هل ينجح أتباع حركة غوش إيمونيم الاستيطانية، وأتباع سموترتش وبن غفير، وكل تلاميذ كاهانا في طردنا من أرضنا؟
أجاب عن هذا السؤال كثيرٌ من المفكرين والمؤرخين الإسرائيليين أنفسهم، وعلى رأسهم، آفي شلايم، وإيلان بابيه، وشلومو صاند، وعاموس عوز، وكذلك يعقوب شاريت، وأخيرا الصحافي جدعون ليفي، كلهم أكدوا عبثية وفشل اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، حتى لو تولى رئاسة الوزارة متطرفو حي مائة شعاريم، وعنصريو بني براك، وزعران حي غيئولا، وفاشيو مستوطنة إلعاد، ويتسهار، وكريات أربع، وعصابة لافاميليا، ومودعين عيليت وغيرهم!