صدى نيوز - كشفت المعطيات الرسمية الصادرة عن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، أن 72% من الذين هاجروا إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفييتي السابق، في عام 2020، بموجب ما يسمى بـ"قانون العودة"، الذي يسمح بهجرة يهود وأقربائهم إلى إسرائيل، ليسوا يهودا بحسب التعريف الوارد في نص القانون.
وحتى عام 1950، كان "قانون العودة" ينص على أنه من حق أي شخص وُلد لأم يهودية أو اعتنق اليهودية الهجرة لإسرائيل ونيل جنسيتها. وفي عام 1970، تم تعديل القانون بإضافة "بند الحفيد"، الذي يمنح الحق في الهجرة أيضا لأبناء وأحفاد اليهود وأزواجهم، حتى إن لم يكونوا يهودا.
ومن مفارقات "بند الحفيد" أنه لا يسمح لليهودي الذي غير دينه بالهجرة، لكن إذا قرر نسل ذلك اليهودي اعتناق دين آخر، فإن قانون العودة يسمح له بالهجرة. وذلك وسط جدل متصاعد في إسرائيل، حول "قانون العودة" في ظل المعطيات الرسمية التي تؤكد أن غالبية الذين هاجروا إلى إسرائيل ليسوا يهودا.
ويتزامن هذا التقرير مع نية قادة أحزاب اليمين المتطرف المشاركة في الائتلاف الحكومي الذي يسعى بنيامين نتنياهو إلى تشكيله، إجراء تعديلات جذرية في "قانون العودة"، وإعادة فتح قضية تعريف "اليهودي"، وذلك مع تنصيب الحكومة المقبلة، في محاولة لـ"الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية".
ووفقا للمعطيات التي أوردها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت) فإن نحو 72% من الذين هاجروا إلى إسرائيل خلال العام 2020 ربما يكونون من أصول يهودية، غير أنهم بالتأكيد لا يعتنقون الديانة اليهودية. ووفقا للمعطيات الرسمية فإن نسبة اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل بموجب "قانون العودة" تراجعت بشكل طردي من 93% في عام 1990 إلى 28% فقط في عام 2020.
وبحسب المعطيات الرسمية، وصلت نسبة اليهود من مجمل المستفيدين من "قانون العودة" في العام 1994، إلى 72%، وتراجعت في العام 1998 إلى 46%، وبلغت في العام 2002 39%، وارتفعت عام 2006 لتصل إلى 44%، فيما تراجعت عام 2010 إلى 40%، وفي عام 2014 إلى 38% وفي العام 2016 34%، لتصل نسبة الذين هاجروا إلى إسرائيل بموجب "قانون العودة" عام 2020، إلى 28%.
وبحسب المعطيات التي أوردها موقع "واينت"، هاجر ما مجموعه 1,124,822 شخصًا إلى إسرائيل خلال تلك الفترة - 64% منهم يهود (أي أبناء لأم يهودية أو أشخاص اعتنقوا اليهودية). وبلغ عدد المهاجرين غير اليهود 402,797 شخصا، ومع أحفادهم الذين ولدوا في إسرائيل، وباستثناء أولئك الذين ماتوا في هذه الأثناء أو غادروا إسرائيل، يصل عدد المواطنين غير اليهود من الذين هاجروا من دول الاتحاد السوفييتي السابق، إلى قرابة نصف مليون نسمة.
وبدأت هجرة اليهود من دول الاتحاد السوفييتي السابق، إلى إسرائيل، بشكل جماعي قبيل وعقب انهياره، حيث تفيد إحصائيات رسمية بأن حوالي 1.6 مليون يهودي سوفييتي (بمن فيهم زوجاتهم وأزواجهم وأبناؤهم من غير اليهود) وصلوا إلى إسرائيل بين عامي 1989 و2020.
وفي أواخر العام 2019، كشفت وثيقة صدرت عن هيئة السكان والهجرة التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، أنه من بين 180 ألف مهاجر وصلوا إسرائيل منذ عام 2012 وحصلوا على جنسيتها، هناك فقط 25 ألفا و375 (نحو 14%) يعتنقون الديانة اليهودية.
ونقل التقرير عن الباحث في شؤون الهجرة والتهويد الذي يعتمد التقرير الرسمي على بحثه، نتنئيل فيشر، قوله إن "البيانات تظهر اتجاهًا ثابتًا ومستمرًا للتقلص في نسبة المهاجرين اليهود"، وأوضح أن السبب الرئيسي لذلك هو "الانخفاض في عدد اليهود الذين يعيشون في دول الاتحاد السوفييتي السابق".
وشدد على أنه "وفقًا لهذا الاتجاه الذي تظهره المعطيات، فإن الغالبية المطلقة من المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق، وخاصة من روسيا وأوكرانيا، سيكونون من غير اليهود حتى في السنوات المقبلة". وأضاف أن "قانون العودة هو في الواقع قانون لهجرة ثلاثة أجيال ونصف (وليس ثلاثة أجيال فقط)، لأن أحفاد الأحفاد اليهود يحق لهم أيضًا الهجرة مع والديهم، حتى لا يفرقوا شمل العائلات".
وتحدث الباحث عن ما وصفه بـ""واقع مقلق توقف فيه قانون العودة عن أداء دوره التاريخي المتمثل في جلب اليهود إلى إسرائيل"، واعتبر أنه "يجب استكشاف طرق لتغيير الوضع، بما في ذلك تعديل القانون"، واقترح تعزيز جهود تهويد أحفاد اليهود، الذين من "نسل إسرائيل" بما يتوافق مع تعليمات الشريعة اليهودية، بالتزامن مع العمل على "الحد من هجرة غير اليهود".