صدى نيوز - أراد علماء في جامعة براون بالولايات المتحدة معرفة ما إذا كان الأطفال يتمتعون بميزة عصبية عند اختيار شيء جديد.

وقاموا بتصوير أدمغة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عاما قبل تعلم كيفية إكمال المهمة وأثناءها وبعدها.
ووجدوا أنهم يتلقون دفعة سريعة من حمض γ-aminobutyric (GABA) - وهو ناقل عصبي يحبس المواد المكتسبة حديثا - أثناء التدريب.

ويستمر GABA في أدمغتهم لعدة دقائق بعد ذلك، بينما تظل المستويات لدى البالغين ثابتة طوال الوقت.

وقال معد الدراسة الدكتور تاكيو واتانابي: "غالبا ما يُفترض أن الأطفال يتعلمون بشكل أكثر كفاءة من البالغين". على الرغم من أن الدعم العلمي لهذا الافتراض كان، في أحسن الأحوال، ضعيفا.

وإذا كان هذا صحيحا، فإن الآليات العصبية المسؤولة عن التعلم الأكثر كفاءة للأطفال غير واضحة.

وأظهرت الأبحاث السابقة أن GABA تلعب دورا مهما في الذاكرة والتعلم لدى كل من الأطفال والبالغين. وبالنسبة للدراسة، التي نُشرت في Current Biology، أراد الباحثون دراسة كيفية تغير تركيزه في أدمغتنا أثناء عملية التعلم، وكيف يختلف ذلك لدى البالغين والأطفال.

وقال الدكتور واتانابي: "على الرغم من أن أدمغة الأطفال لم تنضج بشكل كامل بعد وأن العديد من وظائفهم السلوكية والمعرفية ليست فعالة مثل البالغين، إلا أن الأطفال، على الأقل في بعض المجالات مثل التعلم البصري، متفوقون في قدراتهم على البالغين".

وتم تدريب أربعة عشر بالغا تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما و13 طفلا على القيام بمهمة تتضمن التعلم الإدراكي البصري.

وطُلب منهم التحديق في نقطة مركزية قبل وميض صورتين لمدة 50 مللي ثانية على التوالي، مع وجود فاصل زمني فارغ قدره 300 مللي ثانية بينهما.

وتحتوي إحدى الصور على "نمط غابور"، والذي يشبه سلسلة من الأشرطة السوداء والبيضاء، مغطاة بنمط ضوضاء، بينما احتوت الصورة الأخرى على نمط التشويش فقط.

وطُلب من المشاركين تحديد ما إذا كانت الصورة الأولى أو الثانية تحتوي على نمط غابور.

ووجد أن مستويات GABA لدى الأطفال زادت أثناء التدريب وظلت مرتفعة بعد ذلك.

ومع ذلك، ظلت مستويات GABA ثابتة للبالغين، الذين كان تعلمهم في "حالة هشة" لمدة ساعة على الأقل بعد التدريب.

ووفقا للباحثين، ساعد الناقل العصبي الأطفال على تذكر المعلومات الجديدة بسرعة وكفاءة أكبر، حتى يتمكنوا من الاتصال بها لاحقا.

وقال المعد الرئيسي الدكتور سيباستيان فرانك: "تشير نتائجنا بالتالي إلى أن GABA تلعب دورا رئيسيا في جعل التعلم فعالا لدى الأطفال".

وهذا يعني أن معالجة GABAergic المتضمنة في جوانب مختلفة من الوظيفة الإدراكية قد تنضج بسرعات مختلفة.

ويأمل الباحثون أن تشجع هذه النتائج الآباء والمعلمين على توفير المزيد من الفرص للأطفال لاكتساب مهارات جديدة، حيث سيجدون سهولة في اكتسابها في سن أصغر.

وسينظر المزيد من الأبحاث في مستويات GABA في أنواع مختلفة من سيناريوهات التعلم، مثل القراءة والكتابة، ومدى سرعة نضج أدمغتنا ووظائفها.