يسارع نتنياهو لعقد اتفاقات خطيرة وعنصرية مع أحزاب كتلة اليمين الدينية الفاشية لتشكيل حكومة فاشية تطلق العنان للمستوطنين ليعربدوا في الأرض الفلسطينية المحتلة , يعتدون على المواطنين ومنازلهم ويدنسون المقدسات ويقيمون مئات البؤر الاستيطانية الجديدة بتخطيط محكم وما على الحكومة الا ان تغطي تكاليف ذلك ,حكومة استيطان تتبني سياسة ضم أراضي الضفة الغربية وكل غور الأردن على طول الحدود الشرقية مع الأردن حتى يعزلوا الفلسطينيين تماما عن حدودهم مع الأردن ويقطعوا أي تواصل جغرافي بين الفلسطينيين والدول العربية , حكومة استيطان تقسم الأقصى مكانياً مع المسلمين يهيئ لإقامة هيكلهم المزعوم , حكومة تعمل على شرعنة كل البؤر الاستيطانية العشوائية وتصرف مليارات الشواقل على البني التحتية للمستوطنات بالضفة والقدس لربطها بشبكة طرق سريعة تقيد تنقل المواطنين الفلسطينيين وتحد من اتصالهم الجغرافي واي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، حكومة نتنياهو السادسة لن تكون حكومة كباقي الحكومات السابقة لأنها قد تكون الحكومة الأخيرة لنتنياهو اذا ما منح المستوطنين وزعمائهم صلاحيات واسعة في الحكومة بوزارات او بغير وزارات , واذا ما امتلك المستوطنون المتطرفون اليوم بعض الوزارات السيادية والصغيرة فانهم سيطالبون بنصف وزارت أي حكومة هم يكونوا جزأً منها .
بن غفير رئيس (عوتسيما يهوديت) سيكون في الحكومة السادسة وزيرا بعد الاتفاق مع الليكود الذي يقوده نتنياهو والذي يجنح لتنفيذ مخططات الضم والقضم للأراضي الفلسطينية ويجنح دائما لمزيد من التطرف ضد الفلسطينيين وحقوقهم السياسية وخاصة حق تقرير المصير.( ايتمار بن غفير ) عقد اتفاق ائتلافي مع نتنياهو لتسوية وشرعنة 65 بؤرة استيطانية عشوائية بهدف احكام الطوق على المدن والقرى الفلسطينية ومصادرة اكبر مساحة ممكنة من الأرض خلال 60 يوما من عمر الحكومة وقد قضي الاتفاق أيضا بتعديل قانون فك الارتباط المتعلق بالبؤر الاستيطانية " حومش" بما يسمح بتواجد يهودي هناك للالتحاق بالمعهد التوراتي ويقضي الاتفاق أيضا الى الإسراع في التخطيط وانشاء طرق التفافية لربط المستوطنات في الضفة وتوسيع شارع 60 الاستراتيجي الذي يربط كل المستوطنات من بيت لحم حتى النقب جنوبا .هذا الاتفاق يعني ان حكومة نتنياهو ستطلق يد المستوطنين في كل مكان بالضفة الغربية وسوف توفر لهم كافة الإمكانيات المادية والأمنية لتنفيذ مخططاتهم العنصرية وهذا يتلاقى مع طموحات نتنياهو العنصرية.
(بتسلئيل سموتريتش) زعيم الصهيونية الدينية يطمح بتولي وزارة الحرب ويوصي بن غفير بذلك بقوة وقد رفض( سموترتش) عرضاً بتولي وزارة الخارجية ما يدلل انه مازال يتمسك بمطالبه فيما يتعلق بحقيبة الحرب لأهداف تتعلق بالعقيدة الدموية لحزبه والعداء الكبير والكراهية للعرب الفلسطينيين , ما يعني ان تولي (سموتريتش )وزارة الحرب سيدخل المنطقة في حروب قد لا تنتهي وخاصة مع الفلسطينيين الذين يواجهون الان بكل ما يمتلكون من قوة اشرس الهجمات الاحتلالية العسكرية بالضفة الغربية ولا اعتقد ان حكومة المستوطنين سوف تهدئ الامر وتكف حرابها عن المدنيين الفلسطينيين وتوقف القتل والاعدامات الميدانية وما نتوقعه ان يسقط ضحايا كثر من الفلسطينيين الذين سيتأكدون ان حكومة المستوطنين هذه قضت على أي امل في الاستقرار والسلام الحقيقي بين الشعبين , حتى لو عارض الليكود منح (سموتريتش) وزارة الجيش واحتفظ بها نتنياهو لنفسه فان السيناريو المتوقع ان يستمر القتل والتصعيد بحق الفلسطينيين ويأخذ منحى يهدد المنطقة باسرها . اما (اريه درعي) زعيم (شاس) الذي يطمح لتولي وزارة المالية ويتمسك بذلك ما يعني ان مسار تشكيل ائتلاف حاكم من قبل نتنياهو يتعرض لمصاعب كبيرة إذا تجاوزها نتنياهو فان هذا يعني سيطرة الكتلة الدينية على مفاصل الحكومة وهذا يعني ان كافة المشاريع التطويرية للدولة ستكون محسومة بالتوسع الاستيطاني ما يعني ان الأرض الفلسطينية ستشهد هجمة استيطانية خطيرة وغير مسبوقة وقد لا تستطيع الولايات المتحدة بكل قوتها السياسية ان تضغط على حكومة دولة الاحتلال لوقف ذلك لان وقف الاستيطان ومخططاته التوسعية يعني سقوط حكومة نتنياهو وذهاب دولة الاحتلال الى انتخابات خامسة قبل ان تكمل هذه الحكومة فترتها البرلمانية.
قد لا تشكل حكومة المستوطنين خطراً على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وحدهم ولكن على كل الفلسطينيين حتى من يقطنون الداخل ويملكون الجنسية الإسرائيلية باعتبار ان هذه الحكومة ستسعى لإقامة دولة يهودية خالصة القومية، لذلك قد تنفذ هذه الحكومة مخططات للتخلص من الفلسطينيين في النقب والمثلث والعديد من المناطق التي لم يندمج فيها الفلسطينيون حتى اللحظة في الحياة اليهودية كمرحلة اولى ، وفي مراحل اخرى سيتم تهجير من تبقى من الفلسطينيين هناك اما خارج دولتهم اليهودية او الى دول خارج فلسطين. يرفض عناصر هذه الحكومة العيش المشترك والسلام القائم على أي أسس او مرجعيات دولية مع الفلسطينيين لكون اعمدتها المتطرفين لا يعترفون بقوميات اخرى ولا يعترفون بالسلام العادل والشامل كحل معقول للصراع مع الفلسطينيين. ان وجود مستوطنين متطرفين في حكومة نتنياهو السادسة سيمكنهم من قيادة هجمات استيطانية على المدنيين الفلسطينيين تحت نظر العالم ويرتكبوا جرائم غير مسبوقة , ما يعني ان المواجهة بين الفلسطينيين والمحتلين قد تتحول في أي وقت الى حرب دينية بفعل الهجمات الكبيرة من قبل قطعان المستوطنين على الأقصى والمقدسات بقيادة وتوجيه عناصر إرهابية تتمتع بالحصانة السياسية لانهم أعضاء في الحكومة , هذه الحرب لن تنتهي في وقت قصير وقد لا تبقى محصورة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل ستشمل العديد من الدول التي يتعايش فيها اليهود والمسلمين معا , ان وجود مثل هؤلاء المتطرفين في حكومة يقودها نتنياهو سيدخل المنطقة باسرها في مسلسل دام الخروج منه صعب وسوف يرفع مستوى عنصرية دولة الاحتلال التي ستتحول بفعل عقيدة هؤلاء المتطرفين الى كيان ديني يحارب أي وجود ديني اخر بداخله.