خرم إبرة
رغم عدم مشاركة فلسطين المحتلة ودولة الاحتلال الإسرائيلي في مونديال 2022، إلا أن القضية الفلسطينية فرضت حضورها البارز في أحداث وملاعب المونديال التي تنظم لأول مرة في دولة شرق أوسطية. شهدت كل مباريات مونديال قطر 2022 التي حضرتها حتى الآن - تقريباً - مشجعين إما يرفعون العلم الفلسطيني أو يرتدون كوفية فلسطينية، أو يرددون شعارات تضامنية مع شعبنا الفلسطيني.
وانتشرت مشاهد عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت رفض الجماهير في قطر التحدث إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، كطريقة لإظهار دعمهم للقضية الفلسطينية. وعلى الرغم من تحركات بعض الدول العربية - بما في ذلك قطر - لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مع الأخذ بعين الاعتبار أن العديد من القطريين وضعوا العلم الفلسطيني بجانب شعارهم الوطني معلقاً من نوافذ سياراتهم، وقد ارتدى بعض القطريين الجالسين في قسم الشخصيات المهمة في الملعب شارات تحمل الكوفية الفلسطينية، في حين يتم تشغيل الأغنية الفلسطينية «علي الكوفية». لنتفق إذاً أن القضية الفلسطينية تحظى بقبول كثير من المشجعين العرب وغير العرب في هذا المونديال.
في 15 أيلول 2020، توسطت الولايات المتحدة في اتفاقات إبراهيم بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين. في أعقاب ذلك، بدأ السودان والمغرب وعُمان محاولات «لتطبيع» العلاقات مع إسرائيل. بفضل رئيس الولايات المتحدة آنذاك دونالد ترامب كانت هناك على الأقل محادثات سلام. لكن الواقع بعيد عما وعدت به الدول فيما يتعلق بالحفاظ على السلام في الشرق الأوسط.
في تموز 2022، نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى تقريراً يشرح كيف أن تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل كان بعيداً عن الواقع. وفقاً للتقرير كان 25٪ فقط من الناس في الإمارات العربية المتحدة و20٪ في البحرين إيجابيين بشأن الاتفاقية.
وبالمثل، كانت المملكة العربية السعودية عند 19 في المائة، ومصر بنسبة 13 في المائة، والأردن بنسبة 12 في المائة، والكويت بنسبة 14 في المائة للاتفاقيات. ومن المثير للاهتمام أن الفلسطينيين عبروا عن أكثر وجهات النظر إيجابية بشأن الاتفاقات، حيث أيدها 34 في المائة من السكان في غزة، و25 في المائة في الضفة الغربية، و48 في المائة في القدس الشرقية.
على الرغم من أن قطر لم تكن مدرجة في قائمة الدول في الاستطلاع، في تشرين الثاني 2020، قالت دراسة مماثلة: إن 40 في المائة من القطريين أيدوا الاتفاقات. بحلول تشرين الثاني 2021، كان هناك انقسام قائم على العلاقات التجارية والرياضية مع إسرائيل.
وأوضحت الدراسة، وكذلك التجارب التي مر بها الصحافيون في الحدث، أن الاختلافات بين الدول العربية وإسرائيل لن تتلاشى مع بضعة أسطر رسمها القلم. سوف يتطلب الأمر الكثير من الجهد ليس فقط من قادة هذه الدول، ولكن أيضاً من قادة العالم لإحلال السلام والوئام في المنطقة.
ترفرف الأعلام الفلسطينية في كل مكان في قطر، لكن المشجعين الإسرائيليين ما زالوا هادئين لأن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يجعل وجوده محسوساً في كأس العالم الأولى على الأراضي العربية. فالمشجعون العرب الذين يتدفقون على قطر يرفضون التحدث مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، فيما يهتف البعض: «تحيا فلسطين».. أمام كاميرات التلفزيون الإسرائيلي.
انتشرت التفاعلات المقتضبة بين المؤيدين العرب ووسائل الإعلام الإسرائيلية، بما في ذلك مقطع فيديو التقطه صحافي في وكالة فرانس برس لمشجع سعودي يوبخ مراسلاً تلفزيونياً إسرائيلياً، وشوهد أكثر من 5.4 مليون مرة على «تويتر». وصرخ المعجبون في وجه موآف فاردي، مراسل الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان): «هناك فلسطين فقط.. لا توجد إسرائيل.. أنت غير مرحب بك هنا».