ترجمة صدى نيوز- ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن كمية كبيرة من الذخيرة تهرب إلى مناطق الضفة الغربية المحتلة، ما حول المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال من رشق بالحجارة إلى اشتباكات مسلحة.

وأضافت الصحيفة العبرية وفقا لترجمة صدى نيوز: لم يعد الأمر يتعلق بأسلحة رديئة محلية الصنع ولكن بنادق عادية سرقت وتم تهريبها عبر الحدود أو من الأردن. 


وتابعت أن النظام الأمني في دولة الاحتلال انتبه متأخراً ويحاول وقف هذا الفيضان بإصبعه، فيما يقدر جيش الاحتلال أن 20 أو 30 ألف صاروخ قد تراكمت في قطاع غزة، وأن حزب الله لديه أكثر من 120 ألف صاروخ، عشرات منها دقيقة، إضافة إلى مئات الطائرات بدون طيار.

ونقلت يديعوت عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن سياسة الحكومة الإسرائيلية سمحت لعدد كبير من الفلسطينيين من جميع أنحاء الضفة الغربية بالحصول على أسلحة شخصية: مسدسات عادية، وبنادق 16 M، وبنادق كلاشينكوف، وحتى إسرائيلية. 

وأشار إلى سرقت بنادق هجومية من طراز "تافور" من قواعد الجيش، ففي كفر عقب، وهي منطقة على أطراف القدس تابعة للمدينة، لم تدخلها الأجهزة التابعة للسلطة الفلسطينية، وبالكاد يعمل الجيش فيها، هناك مئات البنادق، ولا تكاد توجد قرية بدون أسلحة، ولا توجد مدينة بدون مسلحين، وفق زعم المسؤول الإسرائيلي.

وتقول يديعوت إن المؤسسة الأمنية في دولة الاحتلال شنت حملة ضد أموال، وضد مطلوبين يتم توقيفهم كل ليلة، فسهولة دخول الأسلحة إلى الضفة الغربية من الحدود الأردنية ومن مصر ومن فلسطينيي48 لا تطاق، وفق تعبير الصحيفة.

وتضيف الصحيفة أن مدينة الخليل و ي أكبر مدينة في الضفة الغربية، تحتوي على كمية كبيرة من الأسلحة، قائلة: "معظم هذه الأسلحة ليست موجهة إلى الإسرائيليين في الوقت الحالي"، لكنها تستخدم في الصراعات العشائرية، "لا يوجد شهر بدون معارك عشائرية في الضفة الغربية".

ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤولين في جيش الاحتلال قولهم إن ظاهرة انتشار السلاح لا تقتصر على هذا الأمر، فهناك مئات الأسلحة القانونية التي يمتلكها عناصر الأجهزة الفلسطينية (قلة منهم قد استخدمت في عمليات، أهمها وآخرها في حادثة جنين التي قُتل فيها الضابط في ناحال الرائد بار فلاح).

وتضيف يديعوت ووفقاً لترجمة "صدى نيوز" أن الأسلحة باتت رمزاً للمكانة عند الفلسطينيين: كثير من الفتيان والشبان، الذين ولدوا بعد الانتفاضة الثانية وأحداثها يتم تصويرهم بالبنادق "سيلفي"، البعض منهم محبط من السلطة ومن حماس، اثرت فيهم ظواهر مثل مجموعة "عرين الأسود" في نابلس.

وللجريمة داخل أراضي48، تأثير كبير على مدى انتشار الأسلحة، وتعاونت المنظمات الإجرامية وتجار المخدرات  لنقل آلاف الأسلحة إلى عمق الأراضي الفلسطينية، مستغلة خط التماس، وكثير منها أسلحة عادية مسروقة من قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي.وفقاً لترجمة وكالة صدى نيوز.

وقال ضابط في جيش الاحتلال وفق يديعوت إن حوالي 300 مرة منذ بداية العام، أطلق فلسطينيون النار على المستوطنين وجيش الاحتلال في الضفة الغربية، و300 مجموعة مسلحة أو بشكل فردي، ثلاثة أضعاف ما كان عليه في عام 2021، حيث قُتل 31 مستوطناً وجندياً خلال هذه الفترة.

ويقول الضابط الإسرائيلي: "ما زلنا نعمل كل ليلة في جنين، يمكننا أن نقتل، حسب كل الأوامر التي تسمح، ما لا يقل عن 20 مسلحاً..ليسوا أفراد كلاسيكيين، لا توجد قرية اليوم ليس بها سلاح".وفقاً لترجمة وكالة صدى نيوز.

وبدأ جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، في الانخراط في التحقيق في سرقات الأسلحة والذخيرة من قواعد جيش الاحتلال في المناطق النائية، بما في ذلك أكبر حالتين في السنوات القليلة الماضية-من معسكر "زنوفار" في الجولان وحقل اليمن في النقب، والسبب في ذلك، هو التقارب الواضح بين اللصوص الإسرائيليين وتجار المخدرات، وفقا ليديعوت.

وقال مسؤول في جيش الاحتلال: "لقد أنشأنا قيادة مشتركة للشرطة والشين بيت والجيش لتنسيق الجهود ضد هذه الظاهرة"، معظم الأسلحة التي ضبطناها كانت أمريكية، من قواعد تم التخلي عنها في العراق وتم نهبها حتى وصلت إلى هنا، ومن الصعب تجفيف هذا المستنقع، ولكن يمكن إبطاء الطريق السريع، جزئيًا عن طريق إغلاق الحدود والمناطق التي تم اختراقها في جنوب جبل الخليل.

وأضاف "هناك عوائق جديدة تقام هناك بآلاف أجهزة الاستشعار والرادارات والإجراءات التي نقوم بنشرها على الحدود الأردنية، كثفنا النشاط المركّز في وادي الأردن ضد الظاهرة وعمّقنا التعاون مع الجيش الأردني."

وتشير يديعوت أحرنوت إلى أنه في العام الجاري2022، سجلت 27 حالة فشل في تهريب الأسلحة مقارنة بـ 13 حالة فقط عام2021. 

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال: "إن تحدي الأسلحة وكشف الأسلحة في الضفة الغربية هما محور العمل في القيادة المركزية، وأن الجيش يعمل بنشاط وقائي واسع النطاق في إحباط تهريب الأسلحة والوسائل الحربية المهربة من الأردن وسيناء، حيث ضبط مئات الأسلحة والبنادق والمسدسات والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة".