في كل يوم، وفي كل ساعة تنقضي من عمر الحياة يواجه أسرانا البواسل جرائم الاحتلال الصهيوني وجرائم سلطات السجون بكل عزيمة، وصلابة، وإصرار، وتحدٍّ في مواجهة الأحكام العسكرية الإجرامية التي تصدرها محاكم الاحتلال بحق أسرانا البواسل؛ حيث تزداد أساليب ووسائل التعذيب إجراما وقساوة، بحق أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات، وبحق الأسرى الأطفال.
إن أسرانا البواسل في السجون يواجهون يوميا أحكام إعدام في السجون والزنازين ومقابر الموت؛ وقبل يومين ثبتت ما تسمى المحكمة العسكرية الصهيونية الحكم العسكري السابق لعميد الأسرى الفلسطينيين، وصاحب أطول تجربة اعتقالية في سجون الاحتلال، الأسير البطل نائل البرغوثي (أبو النور)، والحكم الصارد بحقه (مؤبد و18 عاما)، وهذا الأسير قضى سنين عمره في السجون، بمجموع سنوات اعتقالية (43 سنة) حتى يومنا هذا، رأى شمس الحرية أياماً معدودة ،عند خروجه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، بعدها أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله، وهذه الأيام أصدرت محكمة الاحتلال حكمًا عسكريًا بحقه يقضي بتثبيت الحكم السابق بحقه.
إن ما قامت به سلطات الاحتلال الصهيوني يمثل إجرامًا كبيرًا بحق الأسير البرغوثي، وبحق جميع أسرانا الأحرار في السجون، ويدلّل على الحقد الإسرائيلي الدفين تجاه الأسرى في السجون، ويؤكد رغبة الصهاينة المجرمين في التخلص من كل الأسرى بقتلهم ودفنهم بالسجون.
إن قرارات المحاكم العسكرية الظالمة بحق أسرانا وأسيراتنا تُواجَه بكل عزيمة وصلابة وتحدٍ، ولا تساوي الحبر الذي كتبت به هذه الأحكام الجائرة، وهي تزيد من صبر، وصلابة أسرانا البواسل في السجون الصهيونية.
إن الأسير البطل نائل البرغوثي واجه بكل صلابةٍ وثأرٍ وقوةٍ ظلمةَ السجن، وقهر السجان، وقد أثبت مع طول سنين السجن وشراستها تحديه للسجّانين الصهاينة ولقضبان وأروقة الزنازين؛ فقد قضى سنوات السجن محرومًا من توديع والده، ووالدته، وشقيقه أبي عاصف، والعديد من المقرّبين منه، الذين قضوا نحبهم خلال فترة اعتقاله الطويلة.
إن الأسير البطل "أبو النور" البرغوثي جبل شامخ من التحدي، والإباء، والوفاء، فلم يعترف يومًا بشرعيّة الاحتلال، ومحاكمه الصورية الإجرامية، واستمر في دعواته من داخل سجنه لمواجهة الاحتلال بكل السبل والوسائل النضاليّة والكفاحيّة والشعبيّة حتى الانتصار، والتحرير، والعودة، وإنهاء الاحتلال الصهيوني، وكنسه عن كل التراب الفلسطيني بلا رجعة.
إن مسيرة الأسير البطل "أبو النور" الوطنية والنضاليّة تعد أيقونة في سجون الاحتلال، يجب أن تدرّس للأجيال، ولأبناء أمتنا؛ لأنها ترسم معالم في الصبر والصمود وتحدي الاحتلال قرابة نصف قرن، قضى جلّها في الزنازين، وغياهب السجون الصهيونية.
إن تثبيت محكمة الاحتلال الصهيونية حكم المؤبد و81 سنة بحق الأسير البطل نائل البرغوثي، ومحاولة الاحتلال كسر إرادته وعزيمته سيفشلان أمام صمود أبناء الحركة الفلسطينية الأسيرة.
إن قضية الأسرى الفلسطينيين على رأس الأولويات، وعلى رأس البرنامج، والمشروع الوطني التحرري، ومناشدتنا للمؤسسات الأممية، والحقوقية أن تبقى قضاياهم حاضرة، وفاعلة في المؤسسات الأممية حتى الإفراج عنهم، وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني بحقهم، في حين سيواصل أبناء شعبنا، وقواه، ومقاومته النضال، والكفاح الثوري بكل أشكاله، حتى تحرير أسرانا البواسل من كل السجون الصهيونية.
إلى الملتقى ،،