صدى نيوز - تتوالى الإضرابات في بريطانيا للمطالبة بزيادة الأجور، حيث يتوقف الليلة عشرات الآلاف من عمال السكك الحديدية عن العمل في عموم البلاد بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد.
وتم تحذير ركاب القطارات من حدوث مزيد من الاضطرابات في هذه الفترة، ويقول المضربون إن نصف خطوط السكك الحديدية ستغلق كما أن القطارات في معظم مناطق أسكتلندا وويلز ستتوقف عن العمل.
ويبدأ الإضراب من الساعة السادسة مساء بتوقيت غرينتش ليلة عيد الميلاد، ويستمر حتى السادسة صباح الثلاثاء.
ودعت نقابة سائقي القطارات (ASLEF) إلى إضراب آخر في الخامس من يناير/كانون الثاني المقبل، بالتزامن مع إضراب قطاعات أخرى في منظومة السكك الحديدية.
وتوالت الإضرابات في بريطانيا خلال الأسابيع الأخيرة، وشملت قطاعات شتى من النقل والمطارات إلى خدمات الإسعاف والتمريض والبريد وغيرها.
وتعد هذه الموجة امتدادا لإضرابات شهدتها البلاد الصيف الماضي مع ارتفاع التضخم، وتردي ظروف المعيشة جراء التأثير السلبي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتداعيات جائحة كوفيد-19 والحرب بين روسيا وأوكرانيا.
واستعانت السلطات البريطانية بقوات من الجيش للقيام بعمل موظفي الجوازات في 8 مطارات، إضافة إلى قطاعات أخرى تشهد إضرابات.
وتم تحذير مئات آلاف الركاب عبر الرحلات الجوية من اضطرابات محتملة الأيام المقبلة.
من جهة أخرى، أعلنت نقابة التمريض عن إضراب جديد يومي 18 و19 من الشهر المقبل، ودعت هيئة خدمات الصحة الوطنية وزارة الصحة إلى الدخول في مفاوضات جادة مع النقابات ومن دون تأخير.
وقالت هذه الهيئة إن إعلان قطاع التمريض عن موعدين إضافيين للإضراب الشهر المقبل سيزيد الضغط على الخدمات الصحية المنهكة بالفعل بعد الإضرابات الأخيرة التي نفذتها طواقم التمريض والإسعاف، وأشارت إلى أنه قد تمت إعادة جدولة آلاف المواعيد الطبية أو إلغاؤها كليا بسبب الإضرابات.
تصعيد محتمل
في الوقت نفسه، حذر قادة النقابات من تصعيد هذه التحركات العمالية إذا لم تتحسن عروض الأجور.
وقال الأمين العام لاتحاد الخدمات العامة والتجارية مارك سيروتكا، لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أمس الجمعة "سيكون هناك تصعيد هائل في إضرابات القطاع العام إذا لم تتحسن عروض الأجور".
وأضاف "يمكننا الاستمرار بهذه الإضرابات حتى بعد عيد الميلاد.. وقد تستمر أيضا حتى مايو/أيار المقبل، وسندعم هذا الإجراء إذا اضطررنا إلى ذلك".
من جهته، أعرب رئيس الوزراء ريشي سوناك عن استيائه مما وصفه بالفوضى التي سببتها موجة الإضرابات الحالية في البلاد، مؤكدا أن "بابه مفتوح للمناقشات" مع النقابات المنظمة للإضرابات.
وأضاف سوناك أن الحكومة "تصرفت بنزاهة وعقلانية" فيما يتعلق بالقطاع العام وأنها تريد دائما التحدث إلى الناس وإشراكهم في الحوارات كي تتأكد أن وظائفهم مُرضية ومجزية.
ووصف سوناك الأوضاع الراهنة بالصعبة، وقال إن أفضل ما يمكن القيام به لمصلحة البلاد هو محاربة التضخم، حسب قوله.