صدى نيوز - استعرض المعلق العسكري لموقع "واللا" الإسرائيلي أمير بخبوط، مراحل تطور "كتيبة جنين" منذ إنشائها إلى وصول لمرحلة تنفيذ عمليات بعبوات ناسفة، مؤكدًا أن جيش الاحتلال يواجه تحديًا كبيرًا في ضرب البنية التحتية للكتيبة، في ظل المخاوف من تدحرج التصعيد لمناطق أخرى في فلسطين.
وقال أمير بخبوط في تقرير نشره، نهاية الأسبوع الماضي، إن جهاز "الشاباك" يعتبر أن جميل العموري هو من أن أنشأ "كتيبة جنين" في شهر أيار/مايو 2021، وكان هدفهم إطلاق النار على المستوطنين، وإحباط اقتحامات جيش الاحتلال لجنين، وتحويل مخيم جنين إلى قلعة محصنة، ولذلك أصبح جميل العموري هدفًا أساسيًا للاحتلال وتم اغتياله، لتقرر "كتيبة جنين" الامتناع عن اختيار قائد جديد، حتى لا يكون الهدف التالي للاغتيال.
وأضاف، أن عملية اغتيال جميل العموري منحت "كتيبة جنين" شعبية كبيرة ظهرت بوضوح على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصاعد ذلك بعد نجاح ستة أسرى في الهروب من سجن جلبوع، حيث نشرت "كتيبة جنين" رسالة طلبت فيها من الأسرى الستة القدوم إلى مخيم جنين لحمايتهم وإيوائهم.
وأفاد أن تقييمًا استخباراتيًا إسرائيليًا أظهر أن ظاهرة المقاومة المسلحة تنتقل تدريجيًا من مخيم جنين إلى مناطق أخرى في شمال الضفة الغربية. ففي شهر كانون أول/ديسمبر 2021 اقتحمت قوات الاحتلال قرية السيلة الحارثية لهدم منازل أسرى، وهناك تعرضوا لإطلاق نار من عدة اتجاهات وبصورة غير اعتيادية، وتم استهدافها بعبوات ناسفة.
وتابع أمير بخبوط: "في تلك الليلة دقت أجراس الخطر، وأدرك قائد الضفة الغربية في جيش الاحتلال العميد آفي بلوت، أنه يتوجب عليه توسيع دائرة العمليات ضد المسلحين، وأن تكون المبادرة من طرف الجيش. لكن في تلك اللحظة كانت كتيبة جنين تضم في صفوفها حوالي 100 مسلح".
وبحسب أمير بخبوط، فإن موجة العمليات التي أعقبت عدوان آذار/مارس الماضي على قطاع غزة فاجأت العميد آفي بلوت، بدءًا من عملية الطعن في بئر السبع التي نفذها شابٌ من قرية حورة، ثم العملية المسلحة التي نفذها شبان من وادي عارة في الخضيرة، معتبرًا أن العمليتين هما من ألهمتا شبانًا من مخيم جنين وقرية رمانة المجاورة له لتنفيذ عمليات داخل الخط الأخضر.
ونوه أن جيش الاحتلال نفذ سلسلة عمليات في قلب مخيم جنين لزعزعة ثقة المسلحين بأنفسهم ولتكبديهم ثمناً باهظًا، بينما قال رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، في اجتماعات مغلقة: "لقد تم إعداد خطط لعملية واسعة في جنين وأنه ولن يتردد في تنفيذها، وفي حال كانت الاغتيالات غير فعالة وتزايدت العمليات".
وأوضح أمير بخبوط، أن "كتيبة جنين" تضم حاليًا نحو 150 مقاتلاً، وليس لديهم قائد معروف، ويرتدون قميصًا موحدًا مكتوبًا عليه: "أبناء المخيم"، وينقسمون إلى فرق كل واحدة منها مكلفة بأداء مهام مختلفة، والأسبوع الماضي قُتل قائد مجموعة تصنيع المتفجرات، في إشارة إلى الشهيد تامر نشرتي.
وقال: "في الأشهر الأخيرة، نصب عناصر كتيبة جنين كاميرات في شوارع المخيم وأطراف المدينة، لرصد حركات العملاء، ولمساعدة من يؤدون مهام الاستطلاع لصالح المسلحين في رصد أي عملية تسلل تنفذها وحدات المستعربين لتنفيذ عمليات الاغتيال او الاعتقال. كما نصبت حواجز لفحص السيارات ونشرت سيارات مفخخة لاستهداف قوات الجيش أثناء انسحابها، وهذه الإجراءات تجعل من الصعب على الجيش الوصول إلى مخيم اللاجئين أو الانسحاب منه".
وقال ضابطٌ إسرائيليٌ لموقع "واللا"، إن جيش الاحتلال كان في الماضي يواجه صعوبة في اقتحام مخيم جنين، لكن التحدي الأصعب اليوم هو الانسحاب من المخيم، فبمجرد أن يرصد المقاتلون قوات الاحتلال يبدأون بمهاجمتها بكل قوة، ويغلقون الطرق، ويطلقون النار على القوات من عدة اتجاهات.
وأوضح مسؤول أمني كبير للموقع، أن قادة "الشاباك" وجيش الاحتلال يقلقهم خوف السلطة الفلسطينية من المقاتلين، ودعم الأهالي في مخيم جنين للكتيبة، لكن أكبر المخاوف هو انضمام أسرى سابقين للكتيبة، فهم يملكون معرفة وخبرات مهنية احترافية في جميع المجالات، خاصة في مجال تدبير العمليات وتصنيع المتفجرات وممارسة التأثير.
وتابع: "لقد توقفوا منذ فترة طويلة عن قبول كل من يرغب بالانضمام إلى صفوفهم لحمل السلاح. وهم الآن يتصرفون بشكل منظم للغاية، في مرحلة انتقالية من مرحلة تنفيذ هجمات إطلاق النار إلى مرحلة تنفيذ هجمات بالمتفجرات".
وختم أمير بخبوط تقريره موضحًا أن التحدي الأكبر في حرب العقول التي يخوضها الجيش و"الشاباك" ضد "كتيبة جنين" يقوم على بلورة سلسلة الخطوات التي تلحق ضررًا بليغًا في بنيتها التحتية دون أن يؤدي ذلك إلى دخول المنطقة بأكملها في دوامة التصعيد الأمني.