الموهوب الفرد الذي تتوفر لديه استعدادات وقدرات غير عادية، أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع، وخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الابتكاري والمهارات والقدرات الخاصة. اذن الموهبة هي نعمة من الله يهبها لمن يشاء، وللحفاظ عليها يجب دعمها أسريا، والاهتمام بها دائماً من أجل تطويرها واستمرارها، فيحتاج الموهوبون إلى أشخاص يقدرون موهبتهم ويبتعدون عن أسلوب التَّلقين، ويركزون على التطبيق العملي، واستخدام أسلوب التحفيز لتشجيعهم على الابتكار والتجديد. 

دور الأسرة مهم 
أما دور الأسرة فهي تشكل الدعامة والركيزة الأساسية في تنميتها وصقلها فهي مصدراَ أساسيًا حيويًا ومهمًا، كما تعمل على تنمية سلوك الإبداع والموهبة عند الأبناء الموهوبين، فهي الوسيط الذي يوفر لهم بيئة أسرية مثيرة للإبداع والموهبة، كما تعمل الأسرة على تهيئة المناخ المناسب الذي يتيح لهم حرية التعبير وإبداء الرأي، مما يمكنهم من إطلاق إمكاناتهم وطاقاتهم وتحريرها.

لا غرو فإن القدرات الإبداعية تنمو في أجواء أسرية ترعى الإبداع وتفهمه وتشجعه، والوالدين هم من أهم المصادر لاكتشاف الموهبة والتعرف عليها وتوقعاتهم غالباَ ما تكون صحيحة، خصوصاً الأم كونها الحاضن الرئيسي للطفل.

فنوعية الحياة في المنزل وطبيعة التوجيه والمراقبة ودرجة التقبل وكذلك الحياة في البيئة المحيطة، جميعها تؤثر على ذكاء الطفل الموهوب ونموه الاجتماعي والانفعالي.

فرغم دور الذي تضطلع به الاسرة في تنمية الموهبة والإبداع في المقابل تمثل تحديا يواجه أسر الموهوبين، من أجل توفير البيئة المناسبة لتنمية الموهبة لهذا تلعب أي الأسرة الدور المهم في تشكيل الموهبة لدى الطفل، وإذا لم تقم بتشجيعه وتقديره وتوفير المناخ الملائم له في البيت، فان الموهبة قد تبقى كامنة. إن دور البيت أهم من دور المدرسة في تنمية الموهبة ودور الأبوين يتمثل في توفير نماذج إيجابية يقلدها الطفل وفي امتلاك اتجاهات إيجابية نحو العلم والتعلم.

فالطالب الموهوب يتميز عن زملائه بالبنية الجسمية بحيث يكون أقوى بنية وأوفر صحة في الغالب وهذا يتطلب تغذية جيدة من أجل نمو جسمه بشكل سليم. كما يوجد لديهم قدرات حركية أكثر ملائمة، ومهارات حركية متقدمة.

كيف تبدو حاجات الموهوبين؟
فثمة حاجات يجب أن تراعى بشكل كبير وهي تكمن في الحاجات النفسية والانفعالية فهي الحاجة إلى الاستبصار الذاتي، باستعداداتهم والوعي بها وإدراكها. الحاجة إلى الاعتراف بمواهبهم ومقدراتهم. الحاجة إلى الاستقلالية والحرية في التعبير، الحاجة إلى توكيد الذات، الحاجة إلى الفهم المبني على التعاطف، والتقبل غير المشروط من الآخرين الحاجة إلى احترام أسئلتهم وأفكارهم، الحاجة إلى الشعور بالأمن وعدم التهديد، الحاجة إلى بلورة مفهوم موجب عن الذات.

لنأخذ شيء من التفصيل في مجال الحاجات حتى يكن القارئ على بينية وهذه الحاجات خرجت بها جل مدارس علم النفس لتوضع كلها على طاولة واحدة دون تجزئة او تنقيص منها، مثال الحاجات النفسية والانفعالية وفيها تقل الحاجة إلى الاستعراض، لوم الذات، العدوان، يكون مفهوم ايجابي نحو الذات والشعور بالسعادة والرضى عن الذات وعدم الشعور بالضيق، يتمتع بالقيم ويتمسك أكثر من العاديين بالقيم التقليدية مع انخفاض بالتمسك في القيم العصرية، إضافة إلى تمتعه بالقيم الشخصية والانجاز والوصول للهدف، يكون اتجاه ايجابي نحو المواد الدراسية ونحو المدرسين ونحو طريقة الاستذكار وعادات الدراسة والمستقبل المهني والاطلاع الخارجي، ونحو الدين. وبناءً على هذه الصفات والمميزات للطالب الموهوب، يجب أن يبنى المنهاج على أساسها ويتضمن قدر المستطاع هذه الأمور أو بعضها.

وتعتبر الحاجات الاجتماعية للموهوب مهما الرغبة في القيادة، وهنا دور المعلم بتكليفه بالأعمال التي تتطلب القيادة، الحاجة إلى الاندماج الاجتماعي حتى لا يشعروا بالغربة أو العزلة الاجتماعية، الحاجة إلى تكوين علاقات اجتماعية مثمرة، وتواصل صحي مع الآخرين الحاجة إلى اكتساب المهارات التوافقية، وكيفية التعامل مع الضغوط. 

وتبدو الحاجات التعليمية لها مكانة بارزة تتمثل في الحاجة الاستطلاع والاكتشاف والتجريب. الحاجة إلى مهارات التعلم الذاتي واستثمار مصادر التعلم والمعرفة، الحاجة إلى المزيد من التعمق المعرفي في مجال الموهبة والتفوق الحاجة إلى مناهج تعليمية وأنشطة تربوية متحدية ولاستعداداتهم وأسلوبهم الخاص في التفكير والتعلم، الحاجة إلى اكتساب مهارات التجريب والبحث العلمي، والبحث عن الحلول واقتراح الفروض واختبارها في عالم الواقع، ومناقشة النتائج.

أما على صعيد المشكلات التي تواجه الـــــموهوب مثل المشكلات البيئية والأسرية ضغط الوالدين للإسراع بالطفل ودفع نموه وإنتاجه، الإهمال البيئي حيث لا يجد فيها الفهم والتقدير والتشجيع عدم فهم الوالدين للمتفوقين وعدم تقدير قدراتهم وميولهم وحاجاتهم.

جهل الأهل معول هدام 
يجب التذكير هنا بأن المعاناة من أساليب معاملة الوالدين الجافة والقائمة على التحكم والإهمال والتشدد (إثارة الألم النفسي)، وقلة التوجيه والرعاية للطالب المتفوق من قبل والديه وأسرته فيما يختص بالأنشطة الملائمة التي يزاولها المتفوق شعور بعض المتفوقين بان المستوى الاقتصادي والاجتماعي لأسرهم لا يساير تطلعاتهم إلى المستقبل، بالإضافة لذلك عدم اكتراث الوالدين بمواهب الأبناء، وعدم وجود ما ينميها في البيت مع عدم تقبل الوالدين والمجتمع للأفكار الغريبة، عدم توافر الثقة وتبادل الاحترام والمناقشات الموضوعية وطرح وجهات النظر في جو يسوده الأمن والحرية الكاملة، مع اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية.

لا بد من الإشارة إلى إن التفاوت العقلي بين الطفل وأسرته الأمر الذي يحرمه من تبادل الخبرات، ويشعر أنه غريب عنهم، إن من أخطر الأمور على الموهوب هو عدم اعتراف أسرته ومدرسته بموهبته، وانه ليس بحاجة إلى الرعاية.

المشكلات التي تواجه الموهوبين 
المشكلات المدرسية: اتجاهات المعلم نحو المتفوق تتسم بالتسلط والتشدد وتساعده على الاتكال والإهمال وعدم التعاون الجماعي، فرغبة المعلم في انصياع الطالب وعدم تقبله في حال المغايرة في التفكير أو السلوك الاستقلالي، والطابع التقليدي للعملية التعليمية والأخطاء المتعلقة بنظام التعليم والتصلب والجمود بالإدارة. 

المشكلات الشخصية: شعور المتفوق بالضغط النفسي والإجهاد النفسي (الاحتراق) بسبب المبالغة العالية التي تضعها الأسرة لنمو قدراته ومطالبها منه، مما يؤدي إلى اضطرابات نفسيه، فغالبا ما يكون النضج العاطفي والانفعالي للمتفوق غير متساوي مع نضجه العقلي مما يزيد من قلقه وينتح عن ذلك عدم انسجامه وعدم الرضى عن نفسه، شعوره بعدم الرضى عن الجوانب الصحية الخاصة والجوانب الأسرية والدراسية وعدم الرضى عن المعلم مما يساهم في ارتفاع معدل القلق لديه ثم خفض مستوى دافعيته للإنجاز، وقد يتعرض للنبذ والرفض والسخرية والاتهام بالاستظهار الآلي من زملائه. 

البكاء لأبسط الأسباب الصراع الذي يوجهه المتفوق من قبل الصورة الأبوية والمعلمين، كما تلعب مشاعر الرفض والعدوان من جانب زملائه العاديين ومعاصريهم الذين يشعرون بالتهديد من الانجاز غير العادي الذي يحرزه العبقري نوع من الإحباط، فكلما زاد عمره العقلي زادت الفجوة وزاد ميله للوحدة، مما ينتج عنه عدم مسايرته لزملائه من نفس السن فتنشأ العديد من المشكلات الاجتماعية لديه.

الخلاصة يجب أن يكون هنالك وعي جيد بكيفية التعامل مع الطالب الموهوب على مستوى مثلث الضبط الاجتماعي الأسرة والمدرسة والأندية الاجتماعية، لما لهذه الأثافي من دور كبير لكي ترسو عليه سفينة الطالب الموهوب على شاطئ الأمان.