صدى نيوز- بعد قضائه أربعين عاماً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، تنسم المناضل الكبير كريم يونس ابن بلدة عارة داخل أراضي عام48 فجر الحرية صباح اليوم الخميس، عقب إطلاق سراحه.
وأفادت عائلة الأسير المحرر يونس حسبما تابعت وكالة صدى نيوز، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت عن الأسير كريم يونس، حيث تم انزاله في مدينة "رعنانا" داخل أراضي عام48.
ويصر الاحتلال على قتل أي مظاهر للفرح بالإفراج عن الأسير كريم في وقت مبكر جداً من صباح اليوم.
وقال شقيق الأسير المحرر كريم يونس، "حكيم" إنه استطاع بصعوبة الوصول لمكان أخيه كريم في "رعنانا"، وهو حالياً في طريقه لمنزل العائلة ومكان الاستقبال.وفقاً لمتابعة وكالة صدى نيوز.
يشار إلى أنه في صباح يوم 6 من كانون الثاني/يناير1983، اقتحمت وحدة خاصة تابعة للاحتلال الإسرائيلي أحد مختبرات الهندسة في جامعة "بن غوريون" في بئر السبع، وقف أفرادها على الباب ليتأكدوا من وجوده في الداخل.
في المختبر الذي كان فيه الطالبان كريم يونس ورياض محاميد يقومان بتجريب إحدى الاختراعات، سألاهما: من منكم كريم؟ ليترك كريم ما بيده من عدة، ويتقدم نحو القوة الخاصة، تاركاً خلفه على طاولة الدراسة قلمي رصاص وحبر وحقيبته الجامعية، ومنذ ذلك اليوم لم يعد كريم إلى بيته في عارة.
إن ما احتمله كريم يونس (63 عاما) لا تحتمله جبال! 40 عاما متواصلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
عرفت عارة وهي الحي الشمالي للبلدة الأم "وادي عارة" (35 كم جنوب حيفا) في تاريخها جبلا واحدا اسمه "جبل ابو سلطان"، قبل أن يضاف إلى البلد جبل ثانٍ " جبل كريم يونس"، هو صنيعة انسان حر، أسس وطنيا وعلا ثوريا، ارتفع وامتد نضاليا، ليستقيم ويستقر فوق البلاد كاملة.
أحب كريم يونس في طفولته البرية، الساحل والجبل والوادي والتل، السباحة والرياضة بأنواعها، والمشي.
مثقفا، كاتبا، وصاحب خط عربي أنيق، ورساماً.
يرعى الأغنام ويبني مع والده الحظيرة، وناشطا اجتماعيا ومبادرا لتوفير الخدمات والبنى التحتية في البلدة، كتعبيد الشوارع، وانشاء ملعب لكرة الطائرة.
توفيت والدته ووالده، ومن أقاربه وهو داخل السجن أربعة أخوال، وخلاته الاثنتين، وعماته الاثنتين، وجديه وجدتيه، فيما ولد لأشقائه الثلاثة وشقيقاته الاثنتين أكثر من 20 نفرا، لم يرهم كريم إلا عبر الصور.
والأسير المحرر كريم يونس كان عميد الأسرى الفلسطينيين، وهو عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح)، ولد في الـ23 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1958، في بلدة عارة في أراضي العام 1948، وهو الابن الأكبر لعائلته، واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في السادس من كانون الثاني/ يناير عام1983، وحكمت عليه بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقا بمدة (40)عاماً.
رفيق درب المناضل كريم الأسير ماهر يونس، والذي أمضى معه 40 عاما في السجون، ولد في الـ6 من كانون الثاني/ يناير 1958، وهو من قرية عارة في أراضي العام 1948، ومن عائلة مكونة من خمس أخوات، وأخ، واعتقلته قوات الاحتلال في الـ18 كانون الثاني/ يناير 1983، وحكمت عليه بالسجن المؤبد، حيث جرى تحديده لاحقا بـ40 عاما، وخلال سنوات اعتقاله توفي والده وذلك عام2008.
يذكر أن الأسير المحرر كريم يونس، قضى أكثر من نصف عمره خلف القضبان داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي المظلمة.