ترجمة صدى نيوز: قال معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن تل أبيب ستواجه عام 2023 ثلاثة تهديدات رئيسية، أولها العلاقات الخاصة مع الأمريكيين حيث باتت في مرحلة حساسة والساحة الفلسطينية المتفجرة والملف الإيراني.
وأشار تقرير صدر مساء اليوم عن المعهد الإسرائيلي إلى أن حالة الاستقطاب الاجتماعي في إسرائيل تزداد سوءًا وأن التطرف يتزايد ، وقد يؤدي ذلك إلى آثار خطيرة لأخذ القانون باليد وتشكيل مليشيات مسلحة.
وقدم باحثو المعهد، بقيادة البروفيسور مانويل تراختنبرغ والرائد (المتقاعد) تامير حيمان، التقييم الاستراتيجي السنوي للرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ.
وصنف المعهد خطر الإضرار بالعلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة على رأس قائمة التهديدات لعام 2023، حيث أنها تمثل ركائز الأمن القومي لإسرائيل، وذكر التقرير أن التطورات الاجتماعية والسياسية داخل أمريكا تواجه تحديات، ومنها اتبعاد الجاليات اليهودية هناك عن إسرائيل.
ويذكر التقرير الذي ترجمته صدى نيوز أن الولايات المتحدة أقل اهتمامًا بالشرق الأوسط في ظل إنشاء حكومة يمينية واضحة في إسرائيل، ولم يستبعد التقرير أن يقل الدعم الأمريكي التقليدي لإسرائيل على جميع المستويات السياسي والأمني والاقتصادي، وبالتالي الإضرار بمكانة إسرائيل الدولية والإقليمية بشكل عام، وعلى وجه الخصوص قدرتها على التعامل مع التهديدات الرئيسية التي تواجهها، وعلى رأسها إيران.
خوف من اندلاع انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية
وبحسب التقرير، فإن الساحة الفلسطينية تسير نحو نهاية عهد الرئيس محمود عباس، مضيفا أنه بعد تصعيد الأحداث في الضفة العام الماض تزداد احتمالات التفجير وخطر اندلاع انتفاضة مسلحة في الأراضي، ردا على تحركات إسرائيل.
وتابع التقرير أنه في ظل إضعاف السلطة الفلسطينية ومن ناحية أخرى تقوية حماس في قطاع غزة ، بحسب باحثي المعهد ، هناك اضطرابات متنامية بين شريحة واسعة من الشباب الفلسطينيين المحبطين، وأن التحدي الرئيسي اليوم هو التهديد الأمني المتزايد في شمال الضفة والذي يهدد بالانتشار إلى القدس ومناطق أخرى، مذكراً أن العام الماضي شهد وقوع أكثر من 280 عملية، مخلفة أكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين في العقد الماضي.
التهديد النووي الإيراني آخذ في الازدياد
وأشار باحثو المعهد، حسب ترجمة صدى نيوز إلى أن برنامج إيران النووي هو أخطر تهديد خارجي محتمل تواجهه إسرائيل ، في الوقت الذي تكون فيه حاليًا في أخطر وضع لها على الإطلاق وقريبة جدًا من كونها دولة نووية، بعد أربع سنوات من انسحاب الرئيس الأمريكي ترامب من الاتفاق النووي ، تتقدم الخطة الإيرانية بخطوات متسارعة تتيح للنظام ، إذا رغب في ذلك ، استكمال إجراء تجربة نووية في فترة وجيزة، وفي فترة حوالي عامين - رأس حربي نووي.
وقال التقرير: سيصادف عام 2023 مزيدًا من التدهور في الوضع يضاف إلى مواصلة إيران ترسيخ نفوذها في سوريا والعراق ولبنان واليمن وقطاع غزة، مع نقل الأسلحة والتقنيات المتقدمة لعملائها مع تكييفهم مع الوضع الراهن
الانقسام الداخلي في المجتمع الإسرائيلي يهدد مستقبله
وأكد معهد دراسات الأمن القومي أنه بالإضافة إلى التهديدات الخارجية المذكورة، فإن تل أبيب تواجه خطراً داخلياً يتمثل في الانقسان الداخلي في المجتمع الإسرائيلي، والاستقطاب الاجتماعي المتفاقم في إسرائيل .
وقال الرئيس الإسرائيلي إن "أمن دولة إسرائيل وثيق الصلة بقوتها الوطنية ، ونحن في فترة أزمة وخاصة الصراع الداخلي الخطير ، ونحن قادرون على التعامل واحتواء الخلافات في الرأي، بما في ذلك الانقسامات السياسية ، هو أهم خطوة في الحفاظ على أمن دولة إسرائيل واستقرارها وازدهارها ".
ونظراً للتحديات ، قدم باحثو المعهد سلسلة من التوصيات في مجال استراتيجية الأمن القومي ، منها: اتخاذ إجراءات فاعلة للحفاظ على العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة ، والحفاظ على التنسيق الوثيق والحميم مع الولايات المتحدة بشأن قضية إيران، مع العمل على توسيع نطاق العقوبات على النظام الإيراني ، والضغط من أجل إعلان فشل المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وفي ظل اقتراب نهاية عهد الرئيس عباس ، أوصى الباحثون بالمحافظة على العلاقة مع قيادة السلطة الفلسطينية ، وتنفيذ خطة لتعزيز الآليات الأمنية الفلسطينية برعاية أمريكية وتعزيز التحركات التي سوف توسع العمالة في أراضي السلطة الفلسطينية وتوفر التسهيلات على أساس أن إضعافها يتعارض مع المصلحة الإسرائيلية.