صدى نيوز - ما زالت تداعيات أزمة خطة القضاء التي طرحتها حكومة نتنياهو مؤخراً ترفع حالة التوتر في إسرائيل، بعد تحذيرات كبيرة من خبراء اقتصاديين على الأضرار التي قد تسببها هذه الخطوة على الاقتصاد الإسرائيلي، بالتزامن مع مظاهرات في تل أبيب مناهضة لهذه الخطة، وفي إطار ذلك وسّعت الدائرة اليهودية في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، في الشهر الأخير، عملياتها ضد من تصفهم بأنهم "فوضويون" يساريون ينشطون في الاحتجاجات المناهضة لخطة إضعاف جهاز القضاء، وفقاً لما أفادت به صحيفة هآرتس اليوم.
وعلى مدار أيام، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين خارج مبنى الكنيست الإسرائيلية وفي مناطق أخرى، ضد تعديل النظام القضائي، والذي يهدف إلى تعزيز سيطرة أعضائه على المحكمة العليا الإسرائيلية.
وحسب مصادر نقلت عنها صحيفة هآرتس، فإن الدائرة اليهودية في الشاباك تعمل إلى جانب الشرطة أثناء المظاهرات الاحتجاجية، بادعاء الخشية من أن يستهدف من وُصفوا بأنهم ناشطو يسار متطرف مؤسسات الحكم.
وأفادت الصحيفة بأنه خلال المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة، عمل إلى جانب الشرطة أفراد شعبة الشاباك لإحباط الإرهاب ومنع تآمر في الوسط اليهودي، الذين كانوا ضالعين في جمع معلومات مخابراتية واستعدادات ركّزت على إمكانية حدوث أنشطة محظورة من جانب متظاهرين وإمكانية أن يسعوا إلى الوصول إلى منزل رئيس الكنيست، أمير أوحانا، في تل أبيب والذي لا يبعد موقعه عن مركز المظاهرات.
وفي ذات السياق، حذر رؤوساء البنوك الإسرائيلية، وزير مالية الاحتلال بتسيئيل سموترتيش بأن الأموال تغادر إسرائيل بمعدل أسرع بعشر مرات من المعتاد.
وبيّن رؤوساء البنوك أن هذه الخطوة سببها مخاوف المستثمرين من خطة حكومة بنيامين نتنياهو لإصلاح النظام القضائي.
وصادقت مؤخراً ما تسمى بـ "لجنة القانون والدستور" في الكنيست، بالقراءة الأولى على بندين من خطة "إضعاف جهاز القضاء"، التي تثير أزمة بين الأوساط الإسرائيلية في هذه الأيام.
ووفقاً للخطة التي طرحتها حكومة نتنياهو، فإنه سيتم السماح للائتلاف الحكومي الإسرائيلي السيطرة على لجنة اختيار القضاة، من خلال تغيير تشكيل اللجنة، وتقويض المحكمة العليا الإسرائيلية، والحد من صلاحياتها، بمناقشة شرعية القوانين الأساسية، حيث أيد الاقتراح 9 أعضاء، وعارضه 7.
وطالب رئيس دولة الاحتلال ايتسحاق هرتسوغ الائتلاف الحكومي، بتعليق عملية التشريع وعدم إدراج القوانين الحالية للتصويت عليها بالقراءة الأولى أمام الهيئة العامة للكنيست، لإتاحة المجال للحوار مع المعارضة.
وقال:"إسرائيل على شفا انهيار دستوري ومواجهة عنيفة داخلية ويجب أن يقف الجميع عند مسؤولياته".
وخاطب هرتسوغ الأحزاب الإسرائيلية قائلاً "نحن نجلس على برميل من المتفجرات فلا تدعوه ينفجر".