صدى نيوز - قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن دولة فلسطين ستواصل التزامها بتنفيذ خطة التنمية المستدامة وأهدافها، والوضع الخاص للبلدان الأقل نموا.
وأضاف في كلمته أمام مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، المنعقد في الدوحة، أن فلسطين نجحت في إطلاق وثيقة مهمة للغاية بعنوان "أطلس التنمية المستدامة 2020"، بهدف توثيق جهود التنمية.
وأكد الرئيس أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات فورية وطويلة الأمد لتمكين البلدان الأقل نموا من التعافي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وشدد على ضرورة تمسك الجميع بمبدأ جسر الفجوات بين الدول وتحقيق عدالة أكبر وتمكين الشعوب الأقل نموا، من خلال مبدأ المسؤولية المشتركة وتقديم الدعم الدولي الجدي لضمان تخطي واقعها الصعب والانطلاق لمرحلة جديدة.
وأعرب عن تطلعه لمواصلة دعم مسعى فلسطين في الدفاع عن حق شعبنا المشروع في تقرير مصيره، وحقه في الحرية والاستقلال.
ودعا المجتمع الدولي، لوقف الإرهاب الإسرائيلي بحق شعبنا ومعاقبته، والعمل من أجل إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أن السلام شراكة ويحتاج إلى جهد العالم بأسره، وقال: "كلنا أمل بالعمل معكم لتعزيز احترام سيادة القانون والمساءلة لمنع الانتهاكات والنزاعات، ولبناء السلام وإدامته وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للجميع، وبالتالي، جعل العالم مكانا أفضل وأعدل للبشرية جمعاء".
وهنأ أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على توليه رئاسة هذا المؤتمر الهام المعني بأقل البلدان نموا، وشكره على ما تقدمه دولة قطر من دعم سياسي واقتصادي للشعب الفلسطيني.
وفيما نص كلمة الرئيس:
السيدات والسادة،
يسعدني أن أتقدم، لأخي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بالتهنئة على توليه رئاسة هذا المؤتمر الهام المعني بأقل البلدان نموا، معبرين عن خالص شكرنا لما تقدمه دولة قطر من دعم سياسي واقتصادي للشعب الفلسطيني، ومتمنين للمؤتمر أن يحقق أهدافه، والشكر موصول للأمم المتحدة على متابعتها لتحقيق التنمية المستدامة في البلدان النامية.
السيدات والسادة، الحضور الكرام، هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات فورية وطويلة الأمد لتمكين البلدان الأقل نموا من التعافي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إننا نرى في تبني برنامج عمل الدوحة، خلال الجزء الأول من مؤتمرنا هذا في مارس الماضي، خطوة في الاتجاه الصحيح للتغلب على هذه التحديات، وفرصة جديدة لبدء مسار التعافي، وتعزيز الشراكة الدولية.
إن تحقيق أهداف هذه الخطة الطموحة يتطلب منا جميعا التمسك بمبدأ جسر الفجوات بين الدول وتحقيق عدالة أكبر وتمكين الشعوب الأقل نموا، من خلال مبدأ المسؤولية المشتركة وتقديم الدعم الدولي الجدي لضمان تخطي واقعها الصعب والانطلاق لمرحلة جديدة.
السيدات والسادة، الحضور الكرام،
إن شعبنا الفلسطيني يعيش ويلات النكبة وكارثة اللجوء، منذ 75 عاما، ويواجه جرائم الاحتلال التي تحولت منذ العام 1967، إلى استعمار مستمر ينتهك قرارات الشرعية الدولية، ويوغل في ممارسات التطهير العرقي والعنصرية، ويمعن في تغيير هوية وطابع مدينة القدس الشرقية المحتلة، ويستبيح المسجد الأقصى، ويعتدي على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويقتلع الفلسطينيين من أرضهم ويهدم بيوتهم، ويواصل الاستيطان وينهب الموارد ويحتجز الأموال الفلسطينية، ويقتل الفلسطينيين في نابلس وجنين وأريحا والقدس والخليل وغيرها من المدن والقرى والمخيمات.
وفوق ذلك كله تقوم عصابات المستوطنين الإرهابية، بجرائم حرق للفلسطينيين الآمنين وممتلكاتهم، كما حدث مؤخرا بحرق عشرات المنازل والمحلات التجارية ومئات المركبات في بلدة حوارة، ودعوة وزراء في حكومة الاحتلال بالتحريض على القتل والتدمير وبمسح هذه البلدة عن الوجود. إننا ندعو المجتمع الدولي، لوقف هذا الإرهاب الإسرائيلي بحق شعبنا ومعاقبته، والعمل من أجل إنهاء هذا الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية. وبالرغم من كل ذلك سيبقى شعبنا صامدا، يواصل دفاعه عن أرضه ومقدساته.
وستواصل دولة فلسطين مواجهة المحتلين وانتهاكاتهم للقانون الدولي، والاتفاقات الموقعة، وممارساتهم أحادية الجانب، والذهاب للمحافل والمحاكم الدولية، كما سنواصل القيام بمسؤولياتنا الدولية، كما جرى عندما ترأست دولة فلسطين مجموعة 77 والصين في العام 2019، إضافة إلى مواصلة جهودنا في محاربة التطرف والإرهاب الدولي.
وإننا نتطلع لمواصلة دعمكم لمسعانا للدفاع عن حق شعبنا المشروع في تقرير مصيره، وحقه في الحرية والاستقلال، كما سنواصل التزامنا بتنفيذ خطة التنمية المستدامة وأهدافها، والوضع الخاص للبلدان الأقل نموا، وقد نجحنا في إطلاق وثيقة مهمة للغاية بعنوان "أطلس التنمية المستدامة 2020"، بهدف توثيق جهود التنمية.
وفي الختام، نؤكد أن السلام هو شراكة فيما بيننا جميعا ويحتاج إلى جهد العالم بأسره، كما تجلى ذلك في التضامن العالمي مع تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر، ونعبر عن تعازينا ووقوفنا مع البلدين الشقيقين، وكلنا أمل بالعمل معكم لتعزيز احترام سيادة القانون والمساءلة لمنع الانتهاكات والنزاعات، ولبناء السلام وإدامته وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للجميع، وبالتالي، جعل العالم مكانا أفضل وأعدل للبشرية جمعاء، متمنين، مرة أخرى لهذا المؤتمر التوفيق والنجاح في تحقيق أهدافه كافة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــ