صدى نيوز - في مثال استثنائي على الفرق الذي يحدث في عام واحد، بدأت عجلة التحالف بين "رينو" ونيسان" تتغير!

منذ عام بالضبط ومع غزو أوكرانيا، وصل سهم "رينو" إلى أدنى مستوياته في انخفاض حاد جراء الحرب، وكانت مؤسسة "فيتش ريتينغز" تقرع أجراس الإنذار بشأن تعرّض شركة صناعة السيارات لروسيا التي كانت تمثل السوق الثانية بالنسبة إليها بعد فرنسا. في غضون أسابيع، خرجت "رينو" من روسيا بتكلفة باهظة.

أما الآن فإن شركة "نيسان" هي التي تثير قلق وكالات التصنيف الائتماني، ففي يوم الثلاثاء خفضت شركة "إس آند بي غلوبال ريتينغز" (S&P Global Ratings) للتصنيف الائتماني تقييم شركة صناعة السيارات إلى درجة غير استثمارية، ووصفت مبيعاتها وربحيتها بأنها كانت ضعيفة على مدى السنوات العديدة الماضية، وأنها من غير المرجح أن تتحسن في أي وقت قريب. على النقيض من ذلك، حققت "رينو" ترقية في التصنيف وتحسناً للتوقعات الشهر الماضي من مؤسستي "فيتش ريتينغز" (Fitch Ratings) و"إس آند بي غلوبال ريتينغز"، على التوالي.

قلبت "رينو" السيناريو من خلال الاعتراف بالواقع المُرّ وتغيير الأوضاع بسرعة، إذ نقلت الشركة ملكية حصتها التي تمثل الأغلبية في "أوتوفاز" (AvtoVaz) -أكبر شركة لتصنيع السيارات في روسيا- إلى الدولة الروسية مقابل روبل واحد، ثم بدأت في إثارة الحماس بشأن الخطط الجريئة لتقسيم نفسها وإدراج أصولها التي تعمل في إنتاج المركبات الكهربائية بوصفها شركة منفصلة.

حققت الجهود الجذرية التي بُذلت لإحداث تغيير شامل في الشركة التي ستبلغ من العمر 125 عاماً هذا العام عوائد كبيرة للرئيس التنفيذي لوكا دي ميو، وساعدت على إراحة "رينو" وأكبر مساهميها -الدولة الفرنسية- مع تقليص حصتها في شريكتها في التحالف "نيسان"، ومعالجة اختلال توازن القوة ومصدر التوتر المتصاعد بين الشركتين الذي تفاقمت حدته بعد الاعتقال المفاجئ لكارلوس غصن في نوفمبر 2018.

في يناير، استقرت الشركتان على اتفاق إطاري، تتخلى بموجبه "رينو" عن جزء كبير من حصتها في "نيسان" من خلال مبيعات منسقة ومنظمة للأسهم يرجح أن تحقق عائدات بالمليارات. كما أقنعت نظيرتها اليابانية بأن تصبح مساهمة استراتيجية في شركة السيارات الكهربائية والبرمجيات التي تأمل في طرحها للاكتتاب العام في النصف الثاني من هذا العام.

ستحصل "نيسان" على شيء سعى إليه منذ فترة طويلة كثيرون، ألا وهو أن تكون على قدم المساواة مع "رينو"، وأن تستعيد حقوقها في التصويت، غير أن المحللين يتشككون في أن الشركة اليابانية ستضطر في نهاية المطاف إلى دفع ثمن هذه الهدنة، إذ يُنظر إليها على أنها مشترٍ محتمل لبعض أسهمها التي ستبيعها "رينو".

عبرت "إس آند بي غلوبال ريتينغز" عن ارتياحها تجاه السيولة النقدية التي تمتلكها "نيسان"، لكن مخاوف شركة التصنيف الائتماني تتعلق أكثر بالتوقعات التي تفيد بأن اضطرابات سلسلة التوريد، وارتفاع التكاليف، وزيادة أسعار الفائدة، وتباطؤ الاقتصاد العالمي، ستخنق الشركات المصنعة للسيارات للعام أو العامين المقبلين. كما أنها غير متأكدة مما إذا كان لدى "نيسان" ما يلزم للمنافسة في النموذج الجديد لصناعة السيارات.

قالت "إس آند بي غلوبال": "ما زلنا غير متأكدين مما إذا كانت (نيسان) ستكون قادرة على تأمين موطئ قدم في سوق السيارات الكهربائية العالمية سريعة النمو".

من ناحية أخرى، ذكرت وكالة التصنيف الائتماني الشهر الماضي أن "رينو" تبدو "مستعدة لمواجهة التحدي المتمثل في ترسيخ مكانتها بوصفها شركة رائدة في المنافسة في السيارات الكهربائية في أوروبا من حيث التكلفة".

خلال العام الماضي، تضاعفت قيمة أسهم "رينو" تقريباً، فعند نحو 12.5 مليار يورو (13.2 مليار دولار) باتت تقترب قيمتها السوقية من "نيسان"، التي تراجعت إلى 2.3 تريليون ين (16.8 مليار دولار).

يتوقع مارك فيستا، مدير صندوق مشارك في شركة "ألكن أسيت مانجمنت" (Alken Asset Management)، التي تمتلك أسهماً في "رينو"، أن يستمر السهم في التفوق على "نيسان"، مستشهداً بسجلّ الطلب لدى الشركة وإطلاقها منتجات جديدة. وعد دي ميو بعشرين طرازاً جديداً بحلول عام 2025، بما في ذلك سيارة "رينو 5" التي تعمل بالبطارية، وسيارة الدفع الرباعي "داسيا بيغستر"، وسيارة كهربائية من طراز "ألباين" (Alpine) عالية الأداء.

يقول بيير-إيف كيمينير، المحلل في شركة "ستيفل": "لطالما اعتُبرت (رينو) العضو الضعيف في التحالف... قد تتغير الأوضاع في الوقت الحالي".