كعادته الإبداعية المتطورة المُتراكمة عبر عدد من البرامج الهادفة؛ يُبهرنا الإعلامي السعودي أحمد الشقيري في الجزء الثاني من برنامج "سين" والذي يتم بثه عبر شاشة قناة(MBC) في شهر رمضان الفضيل ليتناول العديد من القضايا الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية، العلمية، التاريخية والجغرافية، والإنسانية... والكثير من القضايا التي يقوم بنسجها بطريقة مشوقة ممتعة بعفوية الأداء الصادق؛ من خلال أدائه غير التقليدي القريب من قلوب جميع الفئات العمرية محاولاً أن يزرع الأمل في الأجيال العربية من أجل التغيير.
واكتسب برنامج سين اسمه من عبارة "س سؤال" وهي تدل على فكرة البرنامج، ويبدأ التحسين دائماً بالسؤال، ويناقش البرنامج فكرة التحسين بجوانبها الكثيرة، ويتناول وقائع يمكن فيها للبشر استعادة الإنجازات والنجاحات من خلال التحلي بالأمل الذي يجب أن يحول الى عمل.
 وهذا ما يظهره الشقيري من خلال التطور النوعي بكافة جوانبه الذي تشهده المملكة العربية السعودية بسبب العديد من المشاريع والبرامج التي تنفذها، وخصوصاً استثمارها في المواطن السعودي في كافة الميادين التنموية المستقبلية، مع تسليطه الضوء بشكل غير مباشر على القفزة النوعية للمرأة السعودية التي تنافس الرجل في مختلف الميادين.
"فاسأل نَفْسَك وَأَطْرَح سِين.. ما دَورُكَ فِي التَّحسِين..." جزء من كلمات أغنية البرنامج التي يجب أن تكون نشيدا لكل القيم التطويرية، التنموية، الاستنهاضية، الابتكارية، الريادية، أغنية محفزة لكل من يستمع لها، أعتقد أن كلماتها يجب أن تُدرس في المدارس من أجل زراعة بذور التحسين في الأجيال القادمة لما يحتاجه واقعنا العربي من معاول تحرث الأرض القاحلة التي أصبح الكثيرين من أبناء الأمة العربية والإسلامية يكفرون بها، ما جعلهم في حالة تيه واغتراب عن واقعهم؛ ليكون هدفهم الوحيد تذكرة طائرة باتجاه واحد الى الغرب دون العودة؟!!
لكن ما يقوم به الشقيري من خلال البرنامج هو الاشتباك مع الغرب من خلال المُقارنات من جهة والافتخار بالموروث الثقافي العربي الأصيل، وكيفية وصوله الى العالمية في ظل ظروف العولمة والتنافسية العالية لقيمة المنتجات ليس بسعرها وإنما ما تحمله هذه السلعة من تحدٍ بتغيير الثقافات والعادات والتقاليد، وكيف على الموروث العربي أن يطور أدواته بلياقة عالية تلائم العصر الحالي.
على الرغم من سوداوية وظلامية المشهد الفلسطيني، إلاّ أنني مؤمن بأهمية سلاح الأمل، الذي يجب أن يتحصن به الكُل من أجل التقدم الى الأمام وتحقيق الحلم الجماعي بتقرير المصير، أما على الصعيد الفردي فأينما تواجد الفلسطيني بصموده هو الأمل والعمل بحد ذاته، لكن علينا أن نجيب على "سين":  ما دَورُكَ فِي التَّحسِين...؟؟