خــاص صدى نيوز - فوجئ المراقبون على الساحة الفلسطينية ولربما العربية، بالتطورات اللافتة خلال الساعات الأخيرة، بالكشف من قبل "صدى نيوز" عن زيارة سيقوم بها الرئيس محمود عباس، إلى المملكة العربية السعودية، والتي كشف عنها بالتزامن عما كشفت عنه وسائل إعلام مقربة من حركة "حماس"، أن وفدًا قياديًا يترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، للمملكة.
ولعل المفاجأة في هذه التطورات، هو أن المستوى القيادي في السلطة الفلسطينية علم بزيارة وفد حركة حماس من وسائل الإعلام، كما تقول مصادر لـ "صدى نيوز".
وأقلت مروحية عسكرية أردنية الرئيس محمود عباس، من مقر المقاطعة إلى العاصمة الأردنية عمان، والتي سيغادر منها لاحقًا إلى السعودية، لحضور مأدبة إفطار رمضاني يقيمها العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، كما أفادت في وقت سابق مصادر خاصة بـ "صدى نيوز".
وبينما تقول مصادر من السلطة الفلسطينية لـ "صدى نيوز"، إنه لا يوجد أي مخطط لعقد لقاء بين الرئيس عباس وهنية، إلا أن بعض المراقبين للتطورات الأخيرة على الساحة العربية والإقليمية وتطورات العلاقة بين السعودية وإيران والتوجه نحو حل الأزمة في اليمن، لا يستبعدون تدخلًا سعوديًا جديدًا لاستئناف الحوار الوطني الفلسطيني الداخلي الذي رعته في بداياته المملكة، وهو الأمر الذي قد يكون واقعًا خاصة أن هذه التطورات تأتي بعد لقاء جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي ترعى بلاده ملف المصالحة منذ سنوات بعد فشل حوارات مكة عام 2007.
وفي وقت تقول فيه مصادر من حركة "حماس"، إن وفدها بزعامة هنية وخالد مشعل، سيبحثان قضايا سياسية والعلاقات الثنائية مع مسؤولين في المملكة العربية السعودية، إلا أن الأخيرة التزمت الصمت الإعلامي تجاه هذه الزيارة.
ولم تتطرق تلك المصادر إلى أي معلومات بشأن لقاء قد يعقد مع الرئيس عباس، أو يتم الحديث عن ملف المصالحة.
وقالت مصادر لـ "صدى نيوز"، إن هذه الزيارة تمت بعد اتصالات ورسائل تم تبادلها مؤخرًا بين الطرفين، خاصة بعد وساطات قطرية وكويتية بعد أزمة المعتقلين التابعين لحركة حماس من قبل السلطات السعودية والذين تم الإفراج عن بعضهم في الآونة الأخيرة بعد انتهاء محكومياتهم، وهو ما ساهم في تحرك الأجواء الإيجابية.
فيما قالت مصادر أخرى لـ "صدى نيوز"، إن هذه الزيارة كان من المفترض أن تتم في موسم الحج من العام الماضي وكانت ستشمل وفدًا من قيادة حماس بغزة، على أن يؤدي الوفد فريضة الحج ثم يعقد لقاءات تتعلق بحل أزمة المعتقلين وحل الخلافات، قبل أن تقدم السعودية مؤخرًا بالإفراج عنهم ما دفع لحلحلة الأزمة بين الجانبين.
وأثارت الزيارة المتزامنة للرئيس عباس، ووفد حماس، الكثير من التساؤلات فيما إذا كانت ستقدم السعودية على جمعهما خلال مأدبة الإفطار الرمضاني التي يقيمها العاهل السعودي.
ويلاحظ أن حضور حماس بات باستمرار في فعاليات تنظمها دول عربية، وهو ما حصل حين حضر إسماعيل هنية في حفل جزائري رسمي أقيم بمشاركة زعماء ورؤساء ووزراء دول مختلفة بمناسبة استقلال البلاد منذ أشهر، بينما كان حاضرًا الرئيس عباس على بعد أمتار منه.
ويقدر مراقبون، أن التطورات الشاملة في المنطقة، ومنها التقارب السعودي - الإيراني، قد يدفع بالمملكة العربية تجاه تدخل جديد في ملف المصالحة في حال قررت ذلك، دون الالتفات لاتفاق مكة الموقع سابقًا، ولربما البدء بجولات حوار تتعلق بإنشاء حكومة وحدة وطنية، قد تتهرب حركة فتح من إنشائها كما فعلت في مرات سابقة، في ظل فشل حوارات سابقة بمصر والجزائر لمثل هذه الخطوة، فقد تكون هذه ضربة قاتلة للسلطة وحركة فتح، ما يدفع السعودية ودول عربية للدفع باتجاه البحث عن حزب فلسطيني جديد، وفق التقديرات.
وتشير تلك التقديرات إلى توسع حماس دبلوماسيًا وسياسيًا مع الدول العربية والإسلامية المختلفة واستعادة علاقاتها مع سوريا بعد قطيعة طويلة، ومع إيران بعد خلافات في رؤى سياسية، إلى جانب احتضانها من قطر وتركيا وحتى الكويت، وكذلك السعي باتجاه تحسين العلاقات من جديد مع الأردن، حيث تجري اتصالات وتتبادل رسائل مع النظام السياسي بالمملكة الهاشمية في هذا الإطار، كما تؤكد مصادر لـ "صدى نيوز".
كما أنه يأتي في ظل تغير حماس حتى على المستوى السياسي الداخلي باستخدام خيار المقاومة في أوقات الحاجة خاصة من غزة، وتحييد مبدأ الحروب، والانفتاح على الدخول في هدنة سواء كانت مؤقتة أو طويلة الأمد، خاصة وأن قطاع غزة يقع تحت حكمها، وباتت تفكر في كيفية تغيير نهجها وهو ما ظهر من خلال تغيير ميثاقها عام 2017.
ولوحظ أن كتاباً ومحللين ينتمون لحركة حماس، لم يتوقفوا منذ مساء أمس بالإشادة بالدبلوماسية التي يقودها إسماعيل هنية في التوسع بالعلاقات مع الدول، وفي الإفطار الرمضاني الذي رعاه أمس في الدوحة بحضور شخصيات سياسية قطرية وعربية ودولية ودبلوماسيين، من دول مختلفة، إلى جانب التحرك نحو تحسين العلاقات مع السعودية وسوريا.
واستبق موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس والذي سيشارك في الزيارة إلى السعودية، هذه الزيارة بالتغريد مساء أمس عبر تويتر، بالقول إن حركته ليست جزءاً من أي محور سياسي أو عسكري، وأنها تسعى لعلاقات مع كل القوى الحية بالمنطقة والعالم.
وجاءت هذه التغريدة بعد انتقادات شديدة وجهت لقيادة حماس بعد خطاباتها المتكررة في الأيام الأخيرة بمناسبة يوم القدس العالمي، وتمجيد إيران ونظام الأسد وما يعرف بـ "محور المقاومة".