خــــاص صدى نيوز - ترزح محافظة أريحا شرقي الضفة الغربية، لليوم العاشر على التوالي، تحت الحصار الإسرائيلي المشدد بإغلاق مداخلها المختلفة، وتشديد إجراءات التفيتش على المركبات التي تتنقل من وإلى المحافظة.

وفي تطورات الحصار المفروض على المحافظة، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم، بإغلاق المدخلين الشماليين ببوابة حديدية، ومكعبات اسمنتية، ما تواصل إغلاق المدخل الجنوبي.

وبحسب مصادر محلية، فإن قوات الاحتلال نصبت بوابة حديدية في "طريق البنانا لاند" المؤدية إلى طريق المعرجات، ووضعت مكعبات أسمنتية في طريق "هيئة التدريب" المؤدية إلى قرية العوجا، كما أغلقت المدخل الشرقي، صباحا، بمكعبات أسمنية.

وكانت قوات الاحتلال قد نصبت بواتين حديديتين في الثاني والعشرين من آذار/ مارس الماضي على المدخل الجنوبي للمدينة بالقرب من مخيم عقبة جبر.

ويتزامن ذلك مع اقتحامات متكررة لمخيم عقبة جبر أريحا الذي كان آخرها صباح اليوم ما أدى لاستشهاد الفتى جبريل اللدعة، وإصابة 6 مواطنين بينهم 3 بجروح خطيرة. وفق متابعة صدى نيوز.

ولم تتحدث مصادر إسرائيلية عن أسباب تشديد الإجراءات العسكرية على مداخل محافظة أريحا بهذا الشكل غير المعتاد منذ سنوات الانتفاضة، والتي كانت المحافظة السياحية الأولى في فلسطين الأكثر هدوءًا حتى في سنوات ذروة الانتفاضة.

ويبدو أن العمليات الأخيرة التي وقعت في محيط أريحا، منها محاولة إطلاق النار على مطعم عند مفترق ألموغ في الثامن والعشرين من يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، وتلا ذلك سلسلة عمليات إطلاق نار محدودة، قبل أن قتل مستوطنتين في عملية إطلاق نار وقعت قرب مفترق الحمرا في السابع من ابريل/ نيسان الماضي، والتي لا زالت تعجز المنظومة الإسرائيلية في الوصول لمنفذيها.

وشهد مخيم عقبة جبر في أريحا منذ محاولة إطلاق النار الأولى، على المطعم الإسرائيلي عند مفترق ألموغ، سلسلة اقتحامات أدت لاستشهاد العديد من المواطنين، بحجة ملاحقة منفذي تلك العمليات، تزامنًا مع ظهور ما عرف باسم "كتيبة عقبة جبر"، والتي استشهد العديد من عناصرها في سلسلة عمليات اقتحام إسرائيلية للمخيم كانت تستهدفهم.

وفي ظل الصمت العسكري والإعلامي الإسرائيلي حول ما يدور من حصار على أريحا، إلا أنه قد يكون ذلك مرتبطًا بالعملية الأخيرة على الرغم من الحديث السابق أن منفذي العملية من نابلس وعثر على المركبة المستخدمة فيها هناك، ما أثار تساؤلات حول حقيقة هذا الإدعاء. كما تابعت "صدى نيوز".

وتقول مصادر لـ "صدى نيوز"، إن التجربة الفلسطينية تشير إلى أن العملية التي وقعت لا علاقة لها بما يجري من تشديد للإجراءات العسكرية على أريحا، مشيرةً إلى أن الاحتلال بالعادة يرواح ما بين تشديد حصاره على المدن وما بين فتح لاصطياد من يقف خلف الهجمات المسلحة، إلا أن هذه المرة الحصار غير العادي على المدينة بعد اقتراب مدة شهر من العملية التي نفذت عند مفترق الحمرا، يشير بما لا يدع مجالًا للشك لمحاولة فرض سياسة إسرائيلية جديدة.

ووفقًا للمصادر، فإن الاحتلال فيما يبدو يسعى للانتقام من الفلسطينيين اقتصاديًا باعتبار أن أريحا أهم مدينة سياحية فلسطينية، ويصل إليها بشكل أكبر فلسطينيي الداخل، وحتى السياح الأجانب وغيرهم.

وأثارت هذه الأزمة القائمة ردود فعل سلبية تجاه موقف السلطة الفلسطينية الغامض إزاء ما يحصل، وتجنب القيام بأي حراك فعلي على الصعيد الدبلوماسي كما جرى إبان محاصرة نابلس من تنظيم زيارات دبلوماسية لوفود دولية مختلفة.

واكتفت قيادة الحكومة والسلطة الفلسطينية بإدانة هذا الحصار، وكان آخر تصريح لنائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، الذي قال هذا المساء "إن سياسة الأمر الواقع التي يريد الاحتلال فرضها في الضفة تتطلب تمردا بكل الوسائل الممكنة". وفق متابعة "صدى نيوز".

وفي أعقاب تلك التصريحات، تساءل الكثير من المراقبين عن تلك الوسائل الممكنة التي تحدث عنها بإبهام نائب قائد حركة "فتح"، وسط استغراب من الموقف الرسمي لقيادة السلطة.