خاص صدى نيوز – كشفت مصادر خاصة لوكالة صدى نيوز أن قادة سرايا القدس الذين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي في عملية شنها على قطاع غزة، فجر اليوم، كان من المفترض أن يغادروا اليوم الثلاثاء الساعة الـ7 صباحاً عبر معبر رفح إلى لبنان، بضمانات مصرية. 

وقالت المصادر التي تحدثت لصدى نيوز إن الشهداء جهاد الغنام أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس والقائد الفعلي للسرايا في قطاع غزة، والقائد خليل صلاح البهتيني عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، والقائد طارق محمد عزالدين عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي، كانوا من ضمن الوفد السياسي للجهاد الإسلامي الذي سيسافر من غزة إلى لبنان للقاء الأمين العام للجهاد الإسلامي ببيروت زياد النخالة. 

ووفقاً للمصادر، فإن مصر أبلغت قادة السرايا بأن الأمور مؤمنة وهناك ضمان ولا يوجد أية إشكالات حسبما ذكرت مصادر موثوقة في الجهاد الاسلامي لصدى نيوز. 

ويذكر أن شهداء السرايا الثلاثة كانوا قد اختفوا عن الأنظار بشكل تام منذ التصعيد الأخير الذي شنته الجهاد الإسلامي ضد إسرائيل، بعد استشهاد القيادي في الجهاد الأسير خضر عدنان، ولم يظهروا سوى مساء أمس نظراً لاقتراب موعد السفر المقرر والمتفق عليه!

الجهاد الإسلامي لم يتعلم من الأخطاء السابقة..

ومع جريمة الاحتلال هذه، لفتت مصادر لصدى نيوز إلى أن الجهاد الإسلامي لم يتعلم من الأخطاء التي يقع بها، فقد سبق وأن مر بنفس التجربة عند اغتيال القيادي الكبير في الحركة، بهاء أبو العطا، الذي اغتالته طائرات حربية إسرائيلية فجر 12/11/2019، في غارة استهدفت منزله في حي الشجاعية شرق غزة، فحينها كان يجهز نفسه للسفر أيضاً، بعد أن حصل على تطمينات من الجانب المصري. 

وفي أغسطس 2022، بعد أيام من التوتر والاستنفار أعقبت اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في جنين بالضفة الغربية بسام السعدي، شنّت إسرائيل حملة عسكرية ضد الحركة في غزة استهلتها باغتيال قائد الجبهة الشمالية في سرايا القدس تيسير الجعبري، وعضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية، خالد منصور.

في عملية الاغتيال هذه، كانت الأمور تسير نحو التهدئة، في قضية السعدي، وتصدر المصريون الموقف، وسط تطمينات. 

ولكن أكدت المصادر لصدى نيوز أن الجهاد الإسلامي لم تتعظ من المواقف المتشابهة التي وقعت بها مؤخراً، وكبدتها خسائر كبيرة، كان ثمنها خيّرة قادتها. 

وبينت ذات المصادر أن الجهاد الإسلامي ناقشت داخلياً مواقف مصر وضماناتها المتكررة التي لم تعتبر فعلا "ضمانات"، ومع ذلك لم تستفد من الدروس السابقة التي مرّت بها واعتمدت على ضمانات مصر في سفر الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا فجر اليوم، إلى لبنان عبر معبر رفح المصري.

الضربة القاصمة كانت باغتيال جهاد الغانم..

وبينت المصادر لصدى نيوز أن الخسارة الكبيرة التي منيت بها حركة الجهاد الإسلامي كانت باغتيال "جهاد الغنام" (62 عاما)، وهو أصله عقيد في أجهزة الأمن الفلسطينية، لكنه تركها منذ زمن، وهو مبتور القدمين، وزوجته لبنانية الأصل، واستشهدت معه، وكانت تقاتل مع فتح قديماً، ويعتبر اغتياله الضربة القاصمة للجهاد لأنه يعد الدعم اللوجستي للحركة، من علاقاته العميقة والكبيرة في سيناء ولبنان وفي كل مكان، فهو القائد الفعلي للسرايا، وهو من يدخل المال إلى قطاع غزة عبر سيناء وغيرها.  

وتابعت المصادر: "الشهيد الغنام بانتفاضة الأقصى كان مسؤولا عن عدد كبير من العمليات ضد الاسرائيليين، مع محمد الشيخ خليل الذي اغتيل في 2005، واخوه زياد الغنام الذي اغتيل في 2007، هؤلاء الثلاثة نفذوا عمليات دقيقة جداً، وأربكوا إسرائيل كثيراً، وهم من أكثر الناس نجاحاً في الجهاد الإسلامي وعملياتهم تسببت بكثير من القتلى الإسرائيليين". 

وعن الشهيد عز الدين، كشفت مصادر لصدى نيوز أن الشهيد طارق عز الدين، قال أمس لكبار المسؤولين في الجهاد الإسلامي- عبر مجموعات مغلقة خاصة بهم- "ماذا تريدون أن ننقل رسائل للقيادة في لبنان، فقط حصلنا على موافقة للخروج".

والشهيد عز الدين، هو من يدير الجهاد الإسلامي الإسلامي في الضفة الغربية، وهو عضو مكتب سياسي بالحركة ومدينحدر اصله من قرية عرابة في جنين ولكن تم إبعاده من قبل اسرائيل لقطاع غزة.

وعن الشهيد، خليل البهتيني، تقول المصادر إن نجمه لمع في 2008و2009 في النشاط العسكري، كان قبلها رجل سياسي غير بارز، لكنه أصبح ينظم خلايا، وهو عضو مجلس عسكري ومسؤول المنطقة الشمالية في منطقة شمال قطاع غزة ومدينة غزة حسب معلومات وكالة صدى نيوز.

ونفذت إسرائيل عمليتها الغادرة برجوعها لعدة اعتبارات، وفق مصادر مطلعة بالشأن الإسرائيلي لصدى نيوز: الأول يتعلق بالمشاكل بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وما يسمى بوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وتأزم الخلاف بينهما في الفترة الأخيرة بعد اعتبار بن غفير بأن الرد الإسرائيلي على صواريخ المقاومة في غزة عقب استشهاد خضر عدنان، كان ضعيفاً جداً، الأمر الذي دفعه لقطع جلسات الكنيست. والثاني يعود لتراجع نتنياهو لمستويات متدنية في استطلاعات الرأي الأخيرة التي تجري في إسرائيل على حساب صعود غانتس وغيره، وقد لجأ لهذه العملية لرفع أسهمه. 

ورتب الاحتلال الإسرائيلي عمليته على قطاع غزة بصمت مطبق، حتى أنه تم استبعاد بن غفير من آخر مناقشات، حتى لا يُلمح لأي معلومة قد تكشف عن نية اغتيال قادة السرايا. 

وسط تأكيدات من أهالي قطاع غزة بأن طيران مكثف محمل بالصواريخ، وطائرات انتحارية، لم تفارق سماء غزة منذ أسبوع تقريباً.

إذا لم تتدخل حماس فإن المعركة ستكون خاسرة جداً

ووفقاً للمصادر المطلعة، فإن إسرائيل هذه المرة لم تستهدف قادة ميدانيين بشكل مباشر مثل الجعبري ومنصور، بل تعمدوا ضرب قادة كبار مسؤولين، ثم توجهوا لضرب مخازن الصواريخ والمرابط، وقضوا على إمكانية أن يرد الجهاد الإسلامي فوراً على عملية الاغتيال، فعليه أن يعيد ترتيب نفسه أولاً. 

وشددت المصادر لصدى نيوز: "إذا لم تسند حماس الجهاد الإسلامي، فالمعركة ستكون خاسرة بشكل كبير". 

وتتجه أنظار الإسرائيليين الآن نحو موقف حماس، خاصة بعد تصريحات اسماعيل هنية التي قال فيها: "بأن العدو أخطأ تقديراته وسيدفع ثمن جريمته".

وتركت عملية الاغتيال هذه، الجهاد الإسلامي في صدمة كبيرة، بعد خسارة قادتها التي تدير الأمور في كل تصعيد.
 
وفي ذات السياق، أكدت المصادر أن حماس ستوصل رسالة شديدة اللجهة لمصر، ولكن دخولها للمعركة غير واضح وهو من سيحسم اتجاه الأمور وتطورها.