اقتصاد صدى - اجتمع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا برؤساء أكبر الشركات العالمية المصنعة للرقائق الالكترونية يوم الخميس، في أحدث خطوة لليابان لتعزيز قدرة تصنيع أشباه الموصلات في الداخل وسط إعادة التفكير العالمية في سلاسل التوريد والأمن الاقتصادي.
أخبر مسؤولون تنفيذيون في شركة "مايكرون تكنولوجي" (Micron Technology) وصولاً إلى شركة "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" (Taiwan Semiconductor Manufacturing) كيشيدا أنهم سيدرسون زيادة الاستثمار في اليابان، اعتماداً على الحوافز المالية المقدمة وطلب العملاء، وفقاً لما قاله وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة ياسوتوشي نيشيمورا.
تعزيز صناعة الرقائق في اليابان
حضر الاجتماع كل من باتريك جيلسينجر رئيس شركة "إنتل" (Intel) و مارك ليو، رئيس مجلس إدارة "تايوان سيميكوندوكتورمانوفاكتشورينغ" إلى جانب المديرين التنفيذيين لشركة "مايكرون" (Micron) وشركة "سامسونغ إلكترونيكس" (Samsung Electronics) و إنترناشونال بيزنيس ماشينز" (IBM) والشركة المصنعة لمعدات الرقائق "ابلايد ماتيريالز" (Applied Materials).
قال نيشيمورا للصحفيين بعد الاجتماع: "لدى اليابان إمكانات كبيرة عندما يتعلق الأمر بصناعة أشباه الموصلات"، مضيفاً أن قاعدة التصنيع العميقة في البلاد التي تمتد من المواد الكيميائية إلى معدات الرقائق تشكل عامل جذب كبير لصانعي الرقائق.
تعزز اليابان صناعة الرقائق المتقدمة في الداخل، حيث تثير التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين مخاوف بشأن الاعتماد المفرط على تايوان، التي تدعي الصين أنها تابعة لها. لكن جهودها لم ترق حتى الآن إلى مستوى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة.
أشار نيشيمورا إلى أن الحكومة اليابانية تخطط لتقديم الدعم المالي لخطة "ميكرون" لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار ين (3.6 مليار دولار) لبناء مصنع لرقائق الذاكرة من الجيل التالي في هيروشيما. كما ذكر أن اليابان ستستفيد من قرابة 450 مليار ين في الميزانية مخصصة للإنفاق في مجال الرقائق.
وكان قد توقع سابقاً أن تحصل "مايكرون" على حوالي 1.5 مليار دولار من اليابان، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
المزيد من الانفاق
عُقد الاجتماع في الوقت الذي يستعد فيه كيشيدا لاستقبال قادة دول مجموعة السبع في قمة هيروشيما. سيُطرح دعم سلاسل التوريد العالمية وتنويعها من بين الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، حيث تتصارع مجموعة الاقتصادات الغنية مع قضية كيفية بناء الاكتفاء الذاتي والاستقلال في مجال التكنولوجيا وتقليل الاعتماد على الصين.
تنفق الحكومة اليابانية بالفعل مليارات الدولارات لتشجيع "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" على إضافة طاقة إنتاجية في البلاد، وتمويل مشروع "رابيدوس" (Rapidus) لانتاج الرقائق محلياً، حيث يستهدف انتاج رقائق 2 نانومتر بحلول عام 2027. ستجلب صفقة "مايكرون" معدات (EUV) إلى اليابان لأول مرة، وهي خطوة مهمة نحو التصنيع المتطور الذي سعت إليه الحكومة.
توقع نيشيمورا أن تدخل "إنتل" في شراكة مع الشركات المحلية المصنعة للمواد التي تتطلع إلى تحقيق "التنمية المستدامة". ذكرت "سامسونغ" أنها تخطط للمزيد من الإنفاق على عمليات البحث والتطوير في اليابان وتوسيع التعاون على المدى المتوسط إلى الطويل مع البلاد، بينما تعقد محادثات مع "إنترناشونال بيزنيس ماشينز" حول التعاون في مجال الحوسبة الكمومية.