صدى نيوز -(أ ف ب) -يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى هيروشيما السبت لحضور قمة مجموعة السبع، وذلك بعد حصوله على دعم أميركي لتزويد كييف بطائرات مقاتلة متطورة تطالب بها بشدة وتدريب طيارين أوكرانيين.
وستمثل هذه الرحلة فرصة للتشاور مع حلفاء مثل الرئيس جو بايدن، ولجذب قوى رئيسية غير منحازة في القمة ومنها الهند والبرازيل.
وتأتي الزيارة التي لم تكن متوقعة بعد أن أُعلن في السابق عن مشاركته عبر اتصال فيديو، عقب توقفه في جدة حيث ألقى كلمة أمام قمة جامعة الدول العربية. وصرح مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس انه سيصل بعد ظهر السبت على متن طائرة فرنسية.
ويأتي حضوره القمة في هيروشيما عقب انفراجة في مساعيه الحثيثة لإقناع واشنطن بحاجة أوكرانيا لطائرات إف-16.
وتصاعد الزخم لتزويد أوكرانيا بتلك الطائرات، لكن دعم واشنطن أساسي لأن موافقتها ضرورية قانونيا من أجل إعادة تصدير معدات أميركية اشتراها الحلفاء.
وكانت الولايات المتحدة قد أشارت في السابق إلى فترات تدريب الطيارين الطويلة والمكلفة، كأسباب لعدم تزويد الطائرات، مع إصرار المسؤولين على وجود طرق أكثر فعالية من حيث التكلفة لتعزيز الدفاعات الجوية لكييف.
لكن من المرجح الآن على ما يبدو، أن تنضم طائرات إف-16 إلى قائمة الأنظمة المتطورة، بما فيها الدبابات الغربية والأسلحة بعيدة المدى، التي وافق حلفاء أوكرانيا على تزويدها بها بعد تردد في البداية.
وقال بايدن لقادة مجموعة السبع في اليابان إن واشنطن ستدعم الطلب الآن، في خطوة أشاد بها زيلينسكي معتبرا أنها "قرار تاريخي".
وقال زيلينسكي إنه سيلتقي بايدن في هيروشيما لمناقشة "التنفيذ العملي" للخطة، وقال البيت الأبيض إن بايدن "يتطلع" إلى المحادثات دون تحديد موعد لذلك.
وشدد مستشار الأمن القومي جيك ساليفان على أن القرار المتعلق بالطائرات لا يعكس تحولا في سياسة الولايات المتحدة.
وصرح للصحافيين في هيروشيما "لم يتغير شيء. نهجنا في توفير الأسلحة والعتاد والتدريب للأوكرانيين اتبع مقتضيات الصراع".
أضاف "وصلنا إلى مرحلة حان فيها الوقت للنظر إلى الأمام والقول +ما الذي ستحتاجه أوكرانيا ... لتكون قادرة على ردع العدوان الروسي والتصدي له؟+ "
وتابع قائلا إن "طائرات إف-16 مقاتلات من الجيل الرابع، هي جزء من هذا المزيج. والخطوة الأولى الواضحة هنا هي القيام بالتدريب ثم العمل مع الحلفاء والشركاء والأوكرانيين لتحديد كيفية تنفيذ نقاط التزويد الفعلية أثناء مضينا قدما".
لا يزال الجدول الزمني لتلك التدريبات غير واضح، وقدر المسؤولون الأميركيون في وقت سابق أن تستغرق ما يصل إلى 18 شهرا.
مع ذلك، رحب الحلفاء بالقرار ومنهم المملكة المتحدة. وكتب رئيس الوزراء ريشي سوناك على تويتر "ستعمل المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا والدنمارك لتزويد أوكرانيا بالقدرة الجوية القتالية التي تحتاجها"، مضيفًا "إننا متكاتفون".
ونفى ساليفان أن يسهم تزويد أوكرانيا بالطائرات في تصعيد الصراع، وقال إن أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام أي معدات عسكرية أميركية لشن هجمات داخل روسيا.
أضاف "سنبذل كل ما بوسعنا لدعم أوكرانيا في دفاعها عن سيادتها وسلامة أراضيها، وسنمضي قدما بطريقة تتجنب حربا عالمية ثالثة".
سيكون لحضور زيلينسكي في هيروشيما انعكاسات كبيرة على اليومين المتبقيين من القمة، إذ ستسرق أوكرانيا الأضواء من قائمة طويلة من الموضوعات الشائكة الأخرى، ومنها التصدي للمخاوف إزاء القوة العسكرية والاقتصادية المتنامية للصين.
ستتناول جلسات السبت "الإكراه الاقتصادي" وكيفية تنويع القطاعات الرئيسية وسلاسل التوريد.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن "ما فعلناه على مدى 20 عاما مع الصين لتشجيع التنمية كان صائبا، لكن ربما كان علينا أن نكون أكثر حرصًا بشأن مواد حيوية وسلاسل التوريد وتلك العناصر".
أضاف "أعتقد أن هدف جميع قادة مجموعة السبع هو القول إن الصين اتبعت سياسة منهجية للحصول على مواد خام هامة والتحكم في سلاسل التوريد (...) ونحن نستجيب لذلك من خلال التنويع".
وستجري محادثات مع دول غير أعضاء وسط محاولة قادة مجموعة السبع إقناع دول نامية بقدرتها على تقديم بدائل دبلوماسية واقتصادية لدول مثل الصين.
رفض العديد من المدعوين ومنهم البرازيل والهند، إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، ومن المرجح أيضًا أن يكونوا أهدافًا رئيسية لمسعى زيلينسكي الدبلوماسي.
وقالت وزارة الخارجية اليابانية إن زيلينسكي سيشارك في محادثات حول أوكرانيا مع قادة مجموعة السبع الأحد، إضافة إلى جلسة حول "السلام والاستقرار" ستشمل أيضا دولا غير أعضاء مدعوة للقمة.
ومن المقرر أن يعقد زيلينسكي في هيروشيما اجتماعات ثنائية أيضا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.
وكانت مجموعة السبع قد أعلنت في وقت سابق عن عقوبات جديدة ضد موسكو، وتعهدت الجمعة بـ"تجويع" "آلة الحرب" الروسية.