صدى نيوز - قال ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، إن أرض بلدة سبسطية شمال نابلس، أرض فلسطينية محتلة بمجملها، وللفلسطينيين الحق في البقاء فيها.

جاء ذلك خلال زيارة لوفد من الاتحاد الأوروبي، اليوم الاربعاء، إلى سبسطية للاطلاع على ما تتعرض له البلدة وقرية برقة شمال غرب نابلس، من انتهاكات إسرائيلية، خاصة للمناطق الاثرية.

وضم الوفد 20 ممثلا عن الدول الأوروبية وقناصل، ونشطاء سلام، وكان باستقبالهم رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، ومدير مديرية السياحة والآثار في نابلس عبد السلام آسيا، ومسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، والفعاليات الوطنية والشعبية.

وأضاف بورغسدورف، "زرت هذا الموقع قبل سنوات، ويضم آثارا تاريخية وحضارية، وللأسف بعد كل هذه السنوات، أصبح الوضع أكثر سوءا، وهناك الكثير من التحديات التي تواجه المجتمع المحلي في سبسطية جراء الآثار المترتبة على الاحتلال الإسرائيلي".

وتابع، "نحن هنا لنحمل رسالة واحدة، رسالة البشرية والإنسانية، ووجودنا معكم والدور الذي تقومون به للمحافظة على هذا الإرث والموروث الثقافي والإنساني هو رسالة للبشرية بالمجمل، نحن معكم وندعم حقكم في المحافظة على هذا الموروث الثقافي".

وشدد بورغسدورف على الوقوف "مع المواطن الفلسطيني في كل ما يواجهه في جميع المناطق، بغض النظر عن التسميات، وكلها محتلة وللمواطن الفلسطيني الحق في البقاء فيها".

وأكد أن "سبسطية أرض فلسطينية، وأن إسرائيل بموجب القانون الدولي ملزمة بعدم القيام بأي إجراء مخالف"، لافتا إلى "أن أية إجراءات ومخططات إسرائيلية تتم فيها هي مخالفة للقانون الدولي".

وأوضح أن "شرعنة عودة المستوطنين إلى المستوطنات المخلاة مخالف لقرارات المحكمة العليا الإسرائيلية بحد ذاته، وكذلك للقانون الدولي، وأن الاستيطان بكل أشكاله مخالف أيضا".

ودعا بورغسدورف "إسرائيل إلى التوقف عن مثل هذه الإجراءات والقرارات وعن العنف، ومنع اعتداءات المستوطنين المرفوض بالنسبة إلينا، وأن إسرائيل كقوة احتلال عليها حماية الفلسطيني من هذه الإجراءات".

كما زار الوفد بلدة برقة المجاورة والتي أكد فيها بورغسدورف "أن ما يحدث في البلدة غير مقبول من كل النواحي، نحن هنا للاطلاع على ما يجري، ونطالب بأفعال لمواجهة الظلم الذي يحدث على الأرض، ومن المهم توثيق ما يجري وإيصال الرسالة إلى العالم، وما يدور عبر الإعلام، ونحن سنوصل الرسالة إلى العواصم الأوروبية".

من ناحيته، أكد عازم، أن ما تتعرض له البلدة من انتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، يهدف إلى تهويد المنطقة الأثرية والاستيلاء عليها، وأن الهجمة الشرسة اليومية من شأنها زيادة المعاناة اليومية للمواطنين، وتضييق الخناق عليهم.

وقال إنه سجل أمس 4 اعتداءات للمستوطنين، طالت المواطنين، والاستيلاء على معداتهم، وحرق حقول زراعية، داعيا إلى توفير حماية دولية والوقوف بوجه مخططات الاحتلال بالاستيلاء على المواقع الأثرية وتغيير معالمها، بما يخالف القوانين الدولية.

بدوره، تحدث دغلس عن واقع الاستيطان في برقة وما تعانيه من إرهاب المستوطنين، معبرا عن قلق المواطنين من عودة المستوطنين إلى المستوطنات المخلاة كما البلدات المحيطة الأخرى التي تضم 34 ألف مواطن.

وقال إن هناك نقاطا عسكرية إسرائيلية منتشرة حول البلدة، ما يستدعي القلق على حياة الأطفال والأهالي، خاصة استهداف طلبة المدارس بشكل شبه يومي.

وأضاف دغلس، "المعاناة ليل ونهار جراء استهداف الأهالي بقنابل الغاز السام المسيل للدموع والرصاص منذ أكثر من عامين، وخلال شهر ونصف تم رصد 30 اعتداءً في البلدة ومحيطها، ومُنعنا من دخول أراضينا رغم وجود قرارات من المحاكم الإسرائيلية تمنع دخول الإسرائيليين، لكن جيش الاحتلال لم يطبق أي قرار منها".

وذكر أن المستوطنين حاولوا إحراق 25 منزلا على مدخل البلدة، مؤكدا حقنا في الدفاع عن أرضنا ضد تلك الاعتداءات التي لم تتوقف وسط قلق كبير على حياة المواطنين.

وكانت حكومة الاحتلال، صادقت على تخصيص نحو 10 ملايين دولار للاستيلاء على موقع حديقة سبسطية الأثري، ووفقاً للمقترح، ستقوم ما تسمى "سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية" ببلورة خطة إعمار وترميم خلال 60 يوما، بما في ذلك إقامة مركز سياحي يهودي في المكان.

كما يتضمن شق شارع التفافي داخل المنطقة الأثرية ليخدم الحركة الاستيطانية فقط، ووضع شباك وسياج وكاميرات حماية وبرج عسكري داخل المنطقة الأثرية، إضافة إلى التنقيب عن الآثار.