رام الله - صدى نيوز - أفادت وكالة الأناضول التركية للأنباء بأن قوات روسية بدأت اليوم الجمعة الانسحاب من محيط مدينة عفرين شمالي سوريا، بعد تنسيق روسي تركي، في حين تقصف المدفعية التركية مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في المدينة في إطار عملية عسكرية.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر في عفرين قولها إن "العشرات من عناصر الشرطة العسكرية الروسية انسحبوا من مواقعهم في محيط قرية كفر جنة شمال عفرين، باتجاه مدينتي نبل والزهراء شمالي حلب الخاضعتين لسيطرة النظام السوري".
وأشارت المصادر إلى أن "قسما من عناصر الشرطة الروسية ما زال موجودا في محيط المدينة".
في السياق نفسه، قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي في مقابلة مع قناة تركية إن بلاده ستستمر في التواصل مع روسيا بشأن الوجود العسكري الروسي في المنطقة، وأضاف أنهم "صرحوا بشكل رسمي حول عدم الإبقاء على وجودهم العسكري في تلك المنطقة والانسحاب منها".
والتقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في موسكو أمس الخميس برئيس هيئة الأركان العامة التركي خلوصي أكار، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان.
وقصفت المدفعية التركية اليوم مواقع الوحدات الكردية في مدينة عفرين بريف حلب، وأفادت وكالة الأناضول أن القوات التركية أطلقت عشر رشقات على الأقل من مناطق تمركزها في قضائي هاصّا وقريق خان في ولاية هاتاي التركية الحدودية.
وقال مراسل الجزيرة من غرب عفرين أدهم أبو الحسام إن المدفعية التركية قصفت صباح اليوم مواقع للوحدات الكردية وتحصينات في دير بلوط وقرى أخرى على الشريط الحدودي.
تعزيزات عسكرية
وأضاف المراسل أن تعزيزات عسكرية تركية لا تزال تأتي إلى السياج الحدودي، وأن الوضع يتأزم بين الحين والآخر عن طريق قصف بقذائف هاون، وأشار إلى أن الوحدات الكردية قامت بتحصينات عسكرية كبيرة في القرى الحدودية التي تسيطر عليها، وأن عددا من هذه القرى أصبح فارغا من سكانه.
وكان مجلس سوريا الديمقراطية -وهو الواجهة السياسية لوحدات حماية الشعب الكردية- قال إنه لا يستبعد التنسيق مع جيش النظام السوري لصد التحرك العسكري التركي.
وتوعد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي في تصريحاته اليوم، بإزالة "كل خطوط الإرهاب شمالي سوريا، ولا يوجد حل آخر"، لكنه أحجم عن تقديم تفاصيل عن التحركات العسكرية التركية في إطار عملية عفرين.
مشاركة الجيش الحر
وأشار الوزير إلى أن أنقرة تتوقع انهيار الوحدات الكردية في وقت سريع، وأضاف أن الجيش السوري الحر "سيشارك بشكل فعال في عملية عفرين لأن هذه الأرض هي أرضهم ومهمتنا هي دعم هذا الجيش"، مشددا على أن تركيا تعمل على خلق ظروف لا تستدعي مشاركة جنودها في الاشتباكات المباشرة.
وردا على تصريحات لوزارة الخارجية الأميركية أمس، تدعو فيها تركيا لعدم تنفيذ عملية عفرين والتركيز على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية؛ قال جانيكلي إن هذه التصريحات "جوفاء وعديمة المعنى، لأن التنظيم انتهى في كل من سوريا والعراق، وأعلن عن ذلك بشكل رسمي".
في المقابل، قال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إن القوات التركية أطلقت قرابة سبعين قذيفة على قرى بمنطقة عفرين انطلاقا من الأراضي التركية، مضيفا أن القصف بدأ عند منتصف الليل تقريبا واستمر حتى صباح اليوم. وأكد المتحدث أن الوحدات الكردية سترد بقوة على أي هجوم على عفرين.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تجري مشاورات مع روسيا وإيران لتمكينها من استخدام المجال الجوي السوري، وقال إن زيارة رئيس الأركان التركي خلوصي أكار إلى موسكو تأتي في إطار مشاورات مع روسيا وإيران الداعمَين الرئيسيين لبشار الأسد، للسماح لطائرات تركية بالمشاركة في حملة عفرين.