متابعة صدى نيوز - ينشغل العالم منذ ساعات بانهيار جزئي لسد نوفا كاخوفكا في خيرسون بأوكرانيا، وهو سد رئيسي يعود لفترة الاتحاد السوفيتي ويقع بالقرب من المحطة النووية التي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا، وتبادل الجانبان الروسي والأوكراني الاتهامات حول الطرف الذي يقف وراء الحادث، إذ اتهم الجيش الأوكراني القوات الروسية بتفجيره، في حين رد الروس الذين يسيطرون على أجزاء من خيرسون، باتهام كييف بتفجيره باستخدام راجمات صواريخ. فهل تعرض السد لتفجير واستهداف مباشر، أم أن الانهيار جاء نتيجة لعمليات القصف التي جاورت السد خلال فترة الحرب الأوكرانية؟

وتسبب التصدع الذي حصل في سد كاخوفكا، في فيضان المياه بالمنطقة التي تدور بها الحرب.

وكان خزان السد يوفر المياه المستخدمة في عملية التبريد الضرورية للمفاعلات الستة بأكبر محطة نووية في أوروبا بالإضافة إلى مولدات الطوارئ التي تعمل بالديزل والتي تعين استخدامها أكثر من مرة عند انقطاع الكهرباء من المصادر الخارجية.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا لديها ما يكفي من المياه لتبريد مفاعلاتها "لعدة أشهر" من بحيرة مياه تقع فوق خزان سد قريب حدث به تصدع، ودعت إلى الحفاظ على تلك البحيرة.

وقالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية، إن القوات الروسية فجرت سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون.

فيما نقلت وكالة تاس عن رئيس بلدية نوفا كاخوفكا المعين من جانب موسكو قوله إن الجزء العلوي من السد تدمر نتيجة قصف.

ووصف مسؤول روسي إن الحادث "هجوم إرهابي".

وكان  الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد اتهم روسيا في شهر أكتوبر الماضي، بالاستعداد لتفجير السد، ما قد يؤدي إلى ما وصفه حينها بـ"كارثة واسعة النطاق".

ليرد القائد العسكري الروسي، الجنرال سيرجي سوروفيكين، أن القوات الأوكرانية يمكن أن تخطط "لأساليب حرب محظورة" في مدينة خيرسون والسد الكهرمائي.

وأشار العديد من المعلقين الروس إلى أن المناطق الواقعة تحت السيطرة الروسية ستكون الأكثر تضررا إذا تم تدمير سد كاخوفكا، على الرغم من أن عشرات المجتمعات الخاضعة للسيطرة الأوكرانية ستتأثر بشدة أيضا.

وخرجت تحذيرات أوكرانية من خطر كارثة نووية في محطة زابوريجيا "يزايد بسرعة" بعد انفجار السد، في وقت أكدت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وجود تهديد مباشر لمحطة زابوريجيا النووية بعد تفجير سد نوفا كاخوفكا.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن نحو 80 منطقة سكنية يقطنها أكثر من 22 ألف نسمة أصبحت مهددة بالفيضانات، وإن العمل جار لإجلاء السكان عبر قطارات إلى منطقة ميكولايف.

في المقابل، قال محافظ مدينة "نوفا كاخوفكا" الموالي لروسيا إن انهيار السد يتواصل، وإن تدفق المياه خرج عن السيطرة بعد ارتفاع منسوبها إلى 10 أمتار.

وقال منسق مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي، إن الولايات المتحدة تقيم تقارير حول ما قد يكون سببًا لانهيار سد نوفا كاخوفكا في أوكرانيا، لكنه أوضح أنه "لا يمكننا أن نقول بشكل قاطع ما حدث في هذه المرحلة".

وقال كيربي: "لقد اطلعنا على التقارير التي تفيد بأن روسيا كانت مسؤولة عن الانفجار في السد، الذي أود أن أذكر بأن القوات الروسية استولت عليه بشكل غير قانوني العام الماضي وما زالت تحتله منذ ذلك الحين"، مضيفًا أن الولايات المتحدة تعمل مع الأوكرانيين لتجمع معلومات أكثر.

رفض كيربي القول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد استنتجت أن روسيا من المحتمل أن تكون وراء انهيار السد، أو ما إذا كان ذلك فعلًا متعمدًا.

ما أهمية هذا السد؟

يقع السد على نهر دنيبرو، وبجانبه محطة كاخوفكا الكهرومائية، ويحتجز 18 مليون متر مكعب من المياه، ويبلغ ارتفاعه 30 مترا وطوله 3.2 كيلومتر، قد أنجز في عام 1956.

ويعتبر سد كاخوفكا نقطة الضعف الكبرى في خيرسون، فتدميره سيشكل كارثة حقيقية، كما أن نسف السد سيدمر نظام قنوات الري في معظم جنوب أوكرانيا، ومنها شبه جزيرة القرم (الخاضعة للروس) أيضا.