ما الذي دفع الشعب المصري للمباهاة بفعل الجندي محمد صلاح الذي قتل ثلاثة من جنود المستعمرة على الحدود المصرية الفلسطينية؟؟.
ما الذي جعل حشود ملاعب كرة القدم من مؤيدي النادي الأهلي وغيره، تهتف: بالروح والدم نفديك يا فلسطين؟؟.
ما الذي حوّل جنازة الجندي إلى جنازة شهيد من قبل عائلته، وأهل ريف الصعيد المصري، ليرفعوا شعارات تحرير فلسطين؟؟.
ما الذي دفع الجندي المصري ليفعل ما سبق وفعله الجندي الأردني أحمد الدقامسة؟؟.
الفعل، المبادرة، الهجوم، الذي استهدف جنود المستعمرة من قبل الجندي المصري، وقبله الجندي الأردني، هو الإحساس بالكرامة ودوافعها نحو الاستعداد للتفاني من أجل فلسطين؟؟.
فلسطين: أولى القبلتين للمسلمين، ثاني المسجدين، ثالث الحرمين، مسرى سيدنا محمد ومعراجه، ولادة السيد المسيح وبشارته وقيامته، هذه فلسطين التي تتعرض للتطاول على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، ويتم تدريجياً عبرنتها وأسرلتها وتهويدها!!.
فلسطين يتعرض شعبها لكل أنواع البطش والتنكيل والقتل وحرمان الحقوق ومصادرة الممتلكات،فلسطين هذه بنظر الشعب المصري من مسلميه ومسيحييه، من العرب والأقباط، وأهل الصعيد وسائر المواقع، هي فلسطين العربية الإسلامية المسيحية بشعبها ومقدساتها وتاريخها، وهي نظرة كل العرب والمسلمين والمسيحيين، وايمانهم وقناعاتهم نحو فلسطين، فكيف يقبلون بما تفعل المستعمرة وأدواتها وبرامجها بفلسطين وشعبها، والسكوت على الجرائم التي تقترفها المستعمرة وادواتها وجيشها؟؟.
لمن لا يريد الفهم عليه أن يفهم أن فلسطين لشعبها كانت ولا تزال وستبقى، وإذا رضخ البعض أو قبل باتفاقات كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو، وللتطبيع، فقد وظفت المستعمرة هذه الاتفاقات لمصلحة التوسع وترسيخ الاحتلال وتمدده، وفرض العبرنة والأسرلة والتهويد على فلسطين والجولان، ولم تفعل هذه الاتفاقات والتفاهمات والإجراءات المصاحبة سوى تعزيز مكانة المستعمرة وتوسعها ورفض أي مضامين، من جانبها، نحو التعايش والسلام والندية، واحترام حقوق الشعب الفلسطيني، والإنسحاب من الجولان وجنوب لبنان.
ومن لا يريد أن يفهم، عليه أن يفهم أن التطرف والعنصرية والفاشية والعداء للعرب وللمسلمين وللمسيحيين لدى المستعمرة وأدواتها نهج وقناعة راسخة استفزازية وانتهاك للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وهي سبب ودوافع الجندي المصري ومن قبله الجندي الأردني وهكذا سيكون مع جنود العرب كافة، وأن التطبيع الذي تفرضه الولايات المتحدة على أنظمة العرب، سيعطي النتيجة العكسية وهي تعرية المستعمرة، ومعرفة حقيقتها كمشروع استعماري توسعي على حساب أرض العرب والمسلمين والمسيحيين.