صدى نيوز -(أ ف ب) -يمثل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الثلاثاء أمام محكمة في ميامي تنظر في عشرات التهم المتعلقة بإساءة التعامل مع أسرار حكومية، في أخطر تحقيقات جنائية تهدد بعرقلة محاولته الفوز مجددا بمقعد البيت الأبيض.
يعتزم ترامب التوجه إلى مقر المحكمة الفدرالية ضمن موكب في رحلة تستغرق 25 دقيقة من ملعب الغولف الذي يملكه في ميامي. ومن المتوقع أن ينفي 37 تهمة تتعلق باحتفاظه بصورة غير قانونية بوثائق سرية وعرقلة جهود استعادتها.
والجمهوري مرشح للانتخابات الرئاسية القادمة وبدأ أنصاره الأوفياء النزول إلى الشارع عشية الجلسة، وتستعد الشرطة مع توقع تجمع 50 ألف متظاهر واحتمال اندلاع أعمال عنف.
وقال ترامب لإذاعة محافظة ناطقة بالإسبانية بعد وصوله إلى ميامي قادما من منزله الصيفي في نيوجيرزي الإثنين "لم يحدث شيء كهذا على الإطلاق. لم يحصل مثل حملة المطاردة هذه أبدا".
أضاف "عندما تنظرون إلى ما فعلوه وإلى الأفعال الجرمية والأعمال الشنيعة التي ارتكبوها، ثم يطاردونني".
والملياردير الذي سيكمل عامه السابع والسبعين الأربعاء متّهم بالاحتفاظ بأسرار حكومية أخذها معه بشكل غير قانوني إلى دارته في فلوريدا لدى انتهاء ولايته في 2021، وبرفضٍ إعادتها والتآمر لعرقلة عمل المحقّقين الذين كانوا يسعون لاستعادتها.
ويتهم أيضا بكشف أسرار أميركية حساسة لأشخاص لا يحملون تصاريح أمنية، في قضية أكثر خطورة من القضايا الأخرى التي واجهها، ويمكن أن تصل عقوبتها إلى عقود من السجن.
تعهد المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في 2024، البقاء في السباق بغض النظر عن نتيجة القضية، مطلقا للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة حملة تتواجه فيها معركتان، قانونية وانتخابية.
وتتضمّن لائحة الاتهام المكونة من 49 صفحة، صوراً تظهر الصناديق التي كان من المفترض أن تكون في الأرشيف الوطني مكدسة في قاعات رقص وغرف نوم وحمّام في منتجع مارالاغو، مقر سكن ترامب في بالم بيتش. ورفض الرئيس لائحة الاتهام واعتبرها "سخيفة".
وتمّ تعزيز الإجراءات الأمنية حول "محكمة ويلكي دي فيرغسون جونيور" في ميامي مع إعلان جماعات يمينية عزمها على التظاهر ومن بينها فرع محلي لمنظمة "براود بويز" المتطرفة.
وقال رئيس بلدية ميامي الجمهوري فرانسيس سواريز للصحافيين "نأمل أن يكون الغد سلمياً. نشجّع الناس على أن يكونوا مسالمين في إظهار مشاعرهم".
ومن المتوقع أن يتوجه ترامب بعد الجلسة جوا إلى ناديه للغولف في بيدمنستر بنيوجيرزي ليعيد التأكيد على براءته في كلمة أمام أنصاره.
وليست تلك المتاعب القانونية الوحيدة للرئيس السابق، إذ يتهم بالاحتيال المالي في نيويورك في قضية من المقرر أن تبدأ جلساتها في آذار/مارس القادم.
وينظر المحقق الخاص جاك سميث، الذي يقود تحقيقات قضية الوثائق السرية، في دور ترامب في أحداث الكابيتول عام 2021، بينما ينظر محققون فدراليون وعلى مستوى الولاية في مساع له لقلب نتيجة انتخابات 2020.
اتحد حلفاء ترامب في الكونغرس ومنافسوه في سباق البيت الأبيض دفاعا عنه بعد توجيه الاتهام الأخير له، فشجبوا استخدام الحكومة القضية "سلاحا" ضد المحافظين.
واجه بعض المشرعين الجمهوريين انتقادات بسبب خطاباتهم التي يمكن أن تحض على العنف، ومن بينهم النائب عن لويزيانا كلاي هيغينز الذي طلب من أنصاره "شد الأحزمة"، والنائب عن أريزونا أندي بيغز الذي كتب في تغريدة "بلغنا الآن مرحلة الحرب. العين بالعين".
تُعرف المنطقة الجنوبية لفلوريدا بأنها "محكمة صاروخية"، وهو تعبير عامي يستخدم للدلالة على المحاكم التي تضغط من أجل العدالة السريعة أو البتّ بالقضايا بشكل سريع، بحيث لم تستبعد السلطات استكمال المحاكمة قبل انتخابات عام 2024.
وسينصبّ الكثير من التركيز في الإجراءات الأوّلية على القاضية آيلين كانون، وهي من القضاة الذين عيّنهم ترامب وتمّ اختيارها لهذه القضية بشكل عشوائي وسيكون لها تأثير هائل على مدى سرعة تحرّك الأمور.
أصدرت كانون سلسلة من الأحكام لصالح ترامب في وقت سابق في هذه القضية ما أدّى إلى عرقلة التحقيقات لأسابيع، إلى أن قضت محكمة استئناف محافظة بأنّها تصرفت خارج نطاق سلطتها.
وسيشرف قاض آخر على جلسة توجيه الاتهام.