صدى نيوز - أعلنت أوكرانيا أنها أحبطت في وقت مبكر اليوم الجمعة هجوما صاروخيا روسيا كبيرا، وفي وقت تواصل فيه القوات الأوكرانية هجومها المضاد في الشرق والجنوب، ناشد الرئيس الأوكراني حلفاء بلاده منع ما وصفه بعمل إرهابي روسي ضد محطة زاباروجيا النووية.
فقد قال سلاح الجو الأوكراني في بيان إن الدفاعات الجوية أسقطت 13 صاروخ كروز أطلقتها روسيا وكانت متجهة نحو قاعدة جوية في منطقة خميلنيتسكي غرب أوكرانيا.
وأضاف سلاح الجو الأوكراني أن الصواريخ أطلقتها قاذفات إستراتيجية روسية من منطقة بحر قزوين.
ويأتي الهجوم الصاروخي الروسي عقب قصف أوكراني استهدف جسر تشونغار الذي يربط مقاطعة خيرسون الأوكرانية بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014، وذلك بهدف قطع الإمدادات عن القوات الروسية في خيرسون.
ووفقا لحاكم مقاطعة خيرسون الموالي لروسيا، فإن القوات الأوكرانية استخدمت صواريخ من طراز "ستورم شادو" البريطانية لضرب الجسر.
وكانت موسكو حذرت كييف من مغبة استهداف أراضيها أو حتى شبه جزيرة القرم باستخدام صواريخ غربية الصنع.
تطورات ميدانية
أفاد موقع "ريدوفكا" الروسي بأن القوات الأوكرانية قصفت مدينة توكماك في مقاطعة زاباروجيا بـ3 صواريخ من طراز هيمارس الأميركية الصنع، مشيرا إلى أن الدفاعات الجوية أسقطت صاروخين منهما بينما خلّف الصاروخ الثالث أضرارا بأحد المباني السكنية في المدينة.
وتشكل مقاطعة زاباروجيا أحد المحاور الرئيسية للهجوم المضاد الذي تشنه القوات الأوكرانية منذ الرابع من يونيو/حزيران الماضي في جنوب وشرق البلاد.
وأعلنت كييف أن قواتها استعادت حتى الآن 8 بلدات في زاباروجيا ودونيتسك (شرق)، وأنها إما مستمرة في التقدم وإما بصدد تثبيت مواقعها الجديدة، وأكدت أن المرحلة الرئيسية من العمليات لم تبدأ بعد، وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أمس إن الهجوم المضاد "سيستغرق وقتا".
في المقابل، قالت موسكو إن الهجوم الأوكراني المضاد تعثر، وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس إن الأوكرانيين قلصوا نشاطهم بعد تكبدهم خسائر فادحة، لكنه أوضح أنهم يعيدون تجميع صفوفهم.
ومع ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن "الإمكانات الهجومية للعدو لم تُستنفد" مشيرا إلى "الاحتياطي الإستراتيجي" الذي لم تستخدمه كييف بعد، وطلب من الجيش الروسي أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار.
وقال وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا أمس إنه يمكن لدبابات "أبرامز" الأميركية، التي وعدت الولايات المتحدة بتسليمها لأوكرانيا، أن تشارك في الهجوم المضاد، مضيفا أن الهجوم الحاسم ضروري "لتحرير" أراضي بلاده بشكل كامل.
وفي تطور منفصل، أعلن رومان ستاروفويت حاكم مقاطعة كورسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرة مسيرة.
ووقّع حاكم كورسك قرارا بمنع إقامة الفعاليات والمظاهرات الكبرى في المقاطعة وقال إنه يهدف بذلك إلى الحفاظ على الأمن فيها.
"إرهاب نووي"
في غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لا يستبعد أن تفعل روسيا بمحطة زاباروجيا النووية مثلَ ما فعلته بسد كاخوفكا في مقاطعة خيرسون.
وأضاف زيلينسكي في تصريح للجزيرة أن الاستخبارات الأوكرانية أطلعته على معلومات وتفاصيل عن عزم روسيا استهداف المحطة النووية التي سيطرت عليها القوات الروسية بعيد اندلاع الحرب أواخر فبراير/شباط 2024.
وتابع أن على من وصفهم بحلفاء بلاده التحرك سريعا لتفادي أي "عمل إرهابي" في المحطة، وفق تعبيره.
واعتبر الرئيس الأوكراني أن استهداف محطة زاباروجيا النووية أخطر من استهداف سد كاخوفكا لأنها مسألة أمن نووي، على حد قوله.
وكان زيلينسكي قال في بيان مصور مساء أمس إن عناصر في الاستخبارات الأوكرانية يعتقدون أن روسيا تخطط لهجوم سيترتب عليه خروج إشعاعات نووية من محطة زاباروجيا التي توصف بأنها أكبر محطة نووية في أوروبا.
ونفى الكرملين هذه المعلومات ووصفها بأنها "كذبة أخرى"، وقال إن فريقا من المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة زار المحطة ومنح كل شيء تصنيفا عاليا.
من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني إن روسيا شكلت مجموعات خاصة لجمع وإخفاء جثث الضحايا الذين قتلوا في أعقاب انهيار سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا في وقت سابق من الشهر الجاري، وتتهم كييف موسكو بتفجير السد من الداخل مما تسبب في فيضانات كبيرة غمرت قرى عدة في خيرسون.
"قائمة العار"
على صعيد آخر، أُدرجت القوات المسلحة الروسية والمجموعات المسلحة التابعة لها ضمن "قائمة العار" للأمم المتحدة المتعلقة بانتهاك حقوق الأطفال في النزاع بسبب سلوكهما في أوكرانيا، وفق نسخة من التقرير السنوي للأمين العام اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية أمس.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في التقرير الذي يُنشر الأسبوع المقبل "لقد صدمت بشكل خاص من العدد المرتفع للهجمات التي استهدفت المدارس والمستشفيات والموظفين المحميين ومن العدد الكبير لمصرع وتشويه الأطفال المنسوب إلى القوات الروسية والمجموعات المسلحة التابعة لها".
وتتهم أوكرانيا روسيا بخطف أطفال من المناطق التي سيطرت عليها في جنوب وشرق البلاد، وطالبت دول غربية ومنظمات دولية مرارا بإعادتهم، وعادة ما تنفي موسكو جميع الاتهامات الموجهة لها بشأن ارتكاب قواتها انتهاكات فيما تسميه منطقة عمليتها الخاصة في أوكرانيا.