خاص لـ اقتصاد صدى: تسبب خبر حولَ نية السلطة الفلسطينية إعلان إفلاسها باستنفار إعلامي للحكومة الفلسطينية، والتي خرج وزير الاقتصاد فيها لينفي الموضوع جملة وتفصيلاً، ولم تكتف الحكومة بذلك، بل ضمنت بيانها الأسبوعي بفقرة تؤكد على أن تلك الإشاعات تخدم مصالحة إسرائيلية، لكن ماذا يعني إفلاس الدولة؟ وهل تقترب السلطة من إعلان الإفلاس حقاً؟
يقول الخبير الاقتصادي د. نصر عبد الكريم في حديث خاص لـ اقتصاد صدى إن إعلان كيان اقتصادي إفلاسه يعني أنه لم يعد قادراً على الوفاء بالتزاماته تجاه الأطراف المتعاقدة معه، فيما تصبح الديون المستحقة عليه محل تفاوض لإعادة هيكلتها والوفاء بها جزئياً أو كلياً.
وأضاف أن المعنى العملي للإفلاس لا يغير من واقع السلطة الفلسطينية شيئاً، كذلك فإنه لا يوجد عليها أي التزامات تجاه الدول، فكل ما عليها اقتراض داخلي والتزامات محلية، ولن يكون وضعها مثل اليونان، على فرض إعلانها للإفلاس.
وأشار د. عبد الكريم إلى أن السلطة الفلسطينية تعيش نفس الظروف، ولم يطرأ أي جديد على الأزمات التي مرت بها منذ تأسيسها، فيما لا يحمل إعلان الإفلاس أو الحديث عنه أي دلالات عملية أو تداعيات محلية أو دولية على "مكانة فلسطين المالية".
وتابع الخبير الاقتصادي أن خبر أو معلومة أو إشاعة إعلان الإفلاس ليست مدعاة لإغضاب أي طرف، فهناك أشياء أهم وأكثر دفعاً للغضب، منها الاستيطان والقتل اليومي والاقتطاعات والخصم غير القانوني من المقاصة.
وأكد أنه لا يوجد نية لدى السلطة الفلسطينية أو حتى بوادر لدفعها نحو إعلان الإفلاس، حيث أن المتضرر من هذا الإعلان (في حال تم)، سيكون البنوك والموظفين والقطاع الخاص الاذي له حقوق ومتأخرات على السلطة الفلسطينية، والسلطة ليست في وارد هذا الموضوع أصلاً.
وأوضح عبد الكريم في حديثه لـ اقتصاد صدى أن الحكومة قادرة على الاستدامة المالية وفق الوضع الحالي، وهي بحاجة إلى التقشف وتحسين الجباية وبدائل أخرى، لاستمرارها، رغم أنها لم تبذل جهداً كافياً لتحقيق هذا الأمر حتى الآن.
العسيلي: انهيار السلطة الفلسطينية غير وارد
وقال وزير الاقتصاد خالد العسيلي إن عملية انهيار السلطة الفلسطينية غير واردة على الإطلاق.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية: "إن بعض الإسرائيليين يريدون بقاء السلطة وهم الوسط واليسار، بينما اليمين المتطرف لا يقول ذلك".
الحكومة: أهداف إسرائيلية
ورفضت الحكومة الفلسطينية في جلستها أمس الاثنين برام الله "محاولات الاحتلال الترويج لشائعات تستهدف تقويض المشروع الوطني وإشاعة مشاعر اليأس والإحباط".
وأكدت أن "القيادة الفلسطينية تعمل كل ما من شأنه تعزيز صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال".
وأشارت الحكومة إلى أن "ما يروج من شائعات حول إعلان الإفلاس إنما يندرج ضمن خطط الاحتلال الرامية للتضييق على شعبنا مالياً واقتصادياً وسياسياً وتقويض آماله بالحرية".