خـــاص صدى نيوز - كشفت مصادر فلسطينية لـ "صدى نيوز"، اليوم الأربعاء، أن المخابرات المصرية أبلغت قيادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بانتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين قبل بدء الانسحاب منها مساء أمس.
وقالت المصادر، إن إسرائيل قبل ساعات قليلة من بدء الانسحاب أبلغت مصر أنها قررت انهاء العملية العسكرية في جنين، لتنقل الرسالة إلى قيادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وبحسب المصادر، فإنه على مدار اليومين من العدوان، تواصلت مصر مع قيادة حماس والجهاد لمنع أي تصعيد عسكري من قطاع غزة وإطلاق أي صواريخ، وأنها كانت تتواصل مع إسرائيل في ذات الوقت لإنهاء عدوانه باعتباره أنه يؤجج الأوضاع الأمنية بالمنطقة ولا يخدم الهدوء والاستقرار. كما قالت لـ " صدى نيوز".
ويبدو أن قيادة حماس والجهاد أبلغت عناصر المقاومة في جنين التي تتبع لها بقرار الانسحاب، وهذا ما قد يفسر قوة الاشتباكات العنيفة المفاجئة التي بدأت بشكل كبير مساء أمس عند دوار السينما وشارع الناصرة وغيره من المناطق التي شهدت أكبر وأعنف اشتباكات منذ بدء العملية العدوانية.
وتقول مصادر لـ "صدى نيوز"، إن تلك الاشتباكات أربكت الحسابات الإسرائيلية ما أدى لمقتل أحد الجنود، مشيرةً إلى أن عناصر المقاومة خرجت من الكمائن والمناطق التي استخدمتها طوال المعركة وهاجمت قوات الاحتلال من كل مكان في أعنف اشتباكات وقعت بالمدينة والمخيم.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ "صدى نيوز"، فإن المقاومون فاجأوا قوات الاحتلال بحدة الاشتباكات في وقت كانت فيه تعتقد أن عمليتها قضت على المقاومين وأنهم انسحبوا إلى خارج جنين، لكن تشكيلات المقاومة المختلفة نجحت في مفاجأة الاحتلال.
ويبدو أن كتيبة جنين أرادت أن توصل رسالة للاحتلال على طريقة ما تفعله المقاومة بغزة، بإظهار مدى قدرتها على التحدي من خلال أن تكون لها الكلمة الأخيرة، حيث كانت الفصائل بغزة تتحكم بقرار إطلاق الصواريخ حتى الثانية الأخيرة من أي اتفاق يدخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وعلى الرغم من اختلاف المواقف ما بين غزة وجنين، إلا أن التشابه كان قريباً في معركة أمس المفاجئة بعد الاشتباكات العنيفة وحدتها والتي جاءت تزامناً مع بدء الانسحاب الإسرائيلي من جنين.
وخلال العدوان الإسرائيلي وكذلك خلال اليوم، وفي تصريحات متكررة، ادعى قادة الاحتلال الإسرائيلي ومن بينهم بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يؤاف غالانت، أن المسلحون اختبئوا وبعضهم فروا، لكن هذه الاتهامات لم تثبت طوال يومين من المعركة.
ويبدو أن ظهور المقاومين من كتيبة جنين بشكل مفاجئ وعلني خلال الاشتباكات في الساعات الأخيرة يشير إلى أن كان ذلك صحيحاً لكنه من خلال رؤية وتبني لتكتيك جديد في مقاومة الاحتلال يحافظ على الروح البشرية ما يسمح فيما بعد بتعويض العامل المادي المتعلق بإمكانية تصنيع العبوات الناسفة مجداً وما خسرته من معدات ادعى الاحتلال السيطرة عليها.