صدى نيوز - هل لاحظت سلوك حيوانك الأليف في الصيف؟ فقد يعضك أو يعض شخصًا آخر في أي يوم حار ومشمس. هذا ما تحذر منه دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة هارفارد ميديكال سكول، وأشارت إلى أن سلوك الكلاب يزداد شراسة في الأيام التي ترتفع فيها درجة الحرارة.
وتشير الورقة البحثية التي نشرت مؤخرا في دورية "ساينتيفيك ريبورتس" (Scientific Reports) إلى تغير نسبة شراسة الكلاب مع ارتفاع معدل الأشعة فوق البنفسجية ومستويات التلوث في الهواء أو تغير نسبة الأوزون.
التغيرات البيئية وسلوك الكلاب
حلل الباحثون بيانات عضات الكلاب في ثماني مدن أميركية، وهي دالاس وهيوستن وبالتيمور وباتون روج وشيكاغو ولويزفيل ولوس أنجلوس ونيويورك، على مدى 10 سنوات. وشمل ذلك ما يقرب من 70 ألف عضة أُبلغ عنها، بمعدل ثلاث عضات يوميا على مدى السنوات العشر.
وبحسب البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ" (Phys.org)، فقد فحص الباحثون أيضا العلاقة بين معدلات عضات الكلاب والمستويات اليومية من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) والأوزون ودرجة الحرارة، كما قيّموا مستويات الأشعة فوق البنفسجية وهطول الأمطار.
ووجد الباحثون أن حوادث عضات الكلاب زادت بنسبة تصل إلى 11% في الأيام التي ترتفع فيها مستويات الأشعة فوق البنفسجية، و4% في الأيام الأكثر سخونة، و3% في الأيام التي ترتفع فيها نسبة الأوزون. من ناحية أخرى، انخفضت عضات الكلاب بشكل طفيف في الأيام الممطرة.
ولم تجد الدراسة أي ارتباط بين عضات الكلاب والجسيمات الدقيقة المعروفة بـ"بي إم 2.5″ (PM2.5)، وهي خليط من الملوثات مثل المواد الكيميائية والرماد والغبار والمعادن يبلغ قُطرها 2.5 بوصة (6.35 سم)، بحسب تعريف الوكالة الأميركية لحماية البيئة (EPA).
من المرجّح أن الكلاب من نوع راف كوليز هي أكثر سلالات الكلاب عدوانية في الطقس الحار (شترستوك)
"راف كوليز" النوع الأكثر شراسة
وبحسب دراسة سابقة أجرتها جامعة هلسنكي بفنلندا، ونشرت أيضا في دورية "ساينتفيك ريبورتس" عام 2021، فقد تكون هناك عوامل أخرى تؤثر على خطر التعرض لعضة كلب، مثل السلالة أو الجنس.
وأفادت أن من المرجح أن الكلاب من نوع "راف كوليز" (Rough Collies) هي أكثر سلالات الكلاب عدوانية في الطقس الحار.
ويشرح مؤلفو الدراسة الحالية أن ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستويات تلوث الهواء قد تزيد من العدوانية لدى الكلاب إلى حد يصل إلى العض. ومع ذلك، فقد لفتوا إلى الحاجة إلى مزيد من البيانات والأبحاث لتأكيد هذه النتائج.
وتكمن أهمية تلك النتائج في كونها إيضاح لكيفية تأثير العوامل البيئية على سلوك الكلاب، وهو ما قد يشكل خطرا على الصحة العامة، كما يشكل تذكيرا بضرورة الحذر عند التعامل مع الكلاب، خاصة في الأيام الحارة.
فالكلاب هي أكثر الحيوانات إخلاصا ووفاء لنا، لكنها أيضا قد تؤذينا إذا شعرت بالتوتر أو التهديد بسبب الطقس أو ظروف أخرى.