تقرير صدى نيوز - لا زالت تعاني محافظة طولكرم حالة من الفلتان الأمني، منذ عدة أشهر، وسط غياب للمنظومة الأمنية التي فشلت حتى الآن في الانقضاض على من يقفون خلف تلك الأحداث التي باتت تضر بالواقع الاقتصادي في المحافظة، التي لا يتوقف من يقف خلف تلك الجرائم على استهداف البؤرة الأساسية للاقتصاد والتي عانت كثيراً من إجراءات الاحتلال ونجحت في كسر عنجهيته مراراً وتكراراً لكنها غير قادرة اليوم على الصمود أمام هذه التطورات الأمنية الخطيرة.
لم يتوقف إطلاق النار تجاه الأشخاص أو ممتلكاتهم وحتى عند عمليات السطو على البنوك، بل امتد ليصل إلى المؤسسات والمحال التجارية والاقتصادية، وكان آخرها بالأمس إطلاق النار على المؤسسة الإسلامية التي تعد من أكثر المتاجر أهمية بالنسبة للمواطنين لتلبية احتياجاتهم الاقتصادية والمعيشية، ما يشير إلى أن إطلاق النار يهدف في المقام الأول تدمير الاقتصاد الوطني والعبث بأمن المواطن والمواطنين الذين يرون في تلك المؤسسات أنها الحاضنة التي توفر لهم احتياجاتهم المعيشية بما يتناسب مع ظروف معيشتهم.
وتعرض منزل لأحد المواطنين، أمس، لإطلاق نار من قبل أولئك المسلحون الذين لا يأهبون بحياة المواطنين والنساء والأطفال ومن يتواجدون في تلك المنازل أو المركبات أو المحال والمراكز والمؤسسات التي يستهدفونها، في نزعة تحمل معنى الفلتان الأمني في أسوأ مفاهيمه الأمنية الجنائية والتي لم تعيشها محافظات الضفة الغربية منذ سنوات طويلة.
ويشتكي الكثير من التجار ورجال الأعمال والمسؤولين في الغرف التجارية، من الوضع الأمني المتردي، معبرين في أحاديث لـ "صدى نيوز" عن استيائهم مما يجري والاستهداف الواضح والمتعمد للاقتصاد الوطني، والغياب المستمر للأمن والأمان والتقصير الواضح في عمل الأجهزة الأمنية.
وتقول مصادر لـ "صدى نيوز"، إن جزء من مطلقي النار هم مجموعة من الأشخاص المعروفين لدى الأجهزة الأمنية، ولكنها حتى اللحظة تفشل في اعتقالهم.
في الرابع عشر من شهر يونيو الماضي، تعرضت خلال 24 ساعات 3 محال تجارية كبيرة لإطلاق نار مماثل، وهي محال تعود لتجار كبار، وهم أصحاب رؤوس الأموال، ويفتتحون أفرع في نابلس ورام الله، كما قالت حينها مصادر لـ "صدى نيوز".
ومع مرور شهر من تلك الحادثة، تكررت بالأمس ضد أهم المؤسسات الاقتصادية في طولكرم، وكل هذا يثير التساؤلات حول دور الأجهزة الأمنية وسرعة تحركاتها في مجابهة هذا العدوان الداخلي الذي فيما يبدو هدفه مساعدة الاحتلال الإسرائيلي في تدمير اقتصاد محافظات الوطن، وبث الرعب والخوف في أوساط السكان الذين يخشون على حياتهم ومصير أبنائهم ونسائهم وأطفالهم أن تطالهم رصاصات المنفلتين والتي يبدو أنها تنفذ بشكل أو بآخر أهداف إسرائيلية في إيصال الأوضاع الحياتية في طولكرم إلى هذا الحد من انعدام الأمن.
ويخشى الكثير من رجال الأعمال والتجار من أن استمرار هذه الأحداث قد يؤثر على حركة قدوم أهالي أراضي ال 48 إلى المحافظة للتسوق وهو الأمر الذي يدر أموالاً طائلة تصب جميعها في صالح انعاش الاقتصاد الوطني.
وتعتمد الكثير من المحافظات على وصول أهالي أراضي ال 48، للتسوق منها وزيارة الأقارب وغيرهم، ما يساهم في تحسين الحركة التجارية التي باتت شبه معدومة، وتتأثر كثيراً بتدهور الوضع الأمني.
ويصف أحد كبار التجار لـ "صدى نيوز"، الوضع بأنه "مؤذي" و "خطير جداً"، مشيراً إلى تكرار استهداف المحال والشخصيات، محملاً الأمن المسؤولية الكاملة بما فيهم المحافظ وقائد المنطقة عن عدم السيطرة على الوضع والوقوف عند مسؤولياتهم.
ويشير التاجر إلى أن هناك مخاوف من أن تطال عمليات إطلاق النار المزيد من رجال الأعمال.
ولفت إلى أن ما يجري يمس بشكل أساسي بالاستثمار والخطوات المتخذة لتشجيع المستثمرين من داخل وخارج المحافظة للاستثمار فيها، متسائلاً: "على أي أساس يريدون منا تشجيع المستثمرين للاستثمار ولا نستطيع توفير الأمن لهم".
وشدد على ضرورة أن يكون هناك حزم في اتخاذ القرارات من قبل الجهات الأمنية للوقوف عند مسؤولياتهم، مشيراً إلى أن هذه مطالبات مستمرة من التجار جميعهم.